و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

يضعنا هذا السؤال أما ما قدمه الدكتور حسن حنفي، عن التراث والتجديد، وموقفه من الغرب الذى يظهر فىه الحديث عن تحليل الاستغراب حيث نجد فى التراث والتجديد، جزء من أجزائه متعلق بالموقف من الغرب، هو ما يطرح فيه تحليل علم الاستغراب والكلام بشكل عام عن الاستغراب، يعني الكلام عن الموقف من الغرب.

لم يكن حسن حنفي هو أول من طرح مصطلح وقضايا علم الاستغراب، الاستغراب هو أحد الإجابات التي طرحت فى الفكر العربى الحديث للعلاقة بيننا وبين الغرب، وهي علاقة حضارية نستطيع التعامل معها على مستويات متعددة، المستوى السياسي، فيه يظهر نوع من التباين بين المجتمعات الغربية المتقدمة، والمجتمعات العربية التي مازالت في دور النمو والتنمية ولم تصل بعد لأن تكون قادرة على أنتاج مقومات حياتها ومقومات تعاملها مع الغرب .هذا هو الوضع السياسى الحالي، لكن هناك نوع من التعاون الفكري والثقافي والعلمي، يمثل المستوى الثان أو المستوى الثقافى، وهو حوار بين ثقافتين، ثقافة عربية إسلامية تمتد إلى خمسة عشر قرنا من الزمان، وثقافة غربية تمتد في التاريخ إلى اليونان، ثم تتمدد وتعود مرة أخرى إلي العصور الحديثة من القرن السابع عشر حتى اليوم .

موقف الفكر من الغرب

ويمكن القول أن الموقف من الغرب يتراوح بين ثلاث اتجاهات فكرية، الإتجاه الأول : الذي يتبناه أصحاب علم الاستغراب، ومعظمهم من التيارات الدينية، والثاني : هو اتجاه نقد الاستشراق، ونجد في هذا الاتجاه؛ أن أول نقد للاستشراق كتبه المفكر المصري القبطي دينا والاسلامي ثقافة الدكتور أنور عبدالملك سنة 1969 في دراسته الشهيرة والمعروفة بعنوان " الاستشراق في أزمة " وتوالت الكتابات في نقد علم الاستشراق في كتابات الدكتور فؤاد زكريا، ثم إدوارد سعيد بكتابه " الاستشراق " وكيفية التعامل مع الاستشراق ثم يأتي الإتجاه الثالث لينقلنا من الحديث عن الاستشراق إلى ما بعد الكولونيالية، أو ما بعد الاستعمارية، حيث العديد من الثقافات المختلفة العربية والأفريقية والغربية وثقافات أمريكا اللاتينية إنطلاقا من كتابات إدوارد سعيد، وهنا نشير إلى توجهات حميد دباشي الأستاذ في جامعة كولومبيا والذي ترجمت أعماله إلى العربية والذي يعد من أهم المعبرين اليوم عن هذا الاتجاه، كذلك العديد من المنظرين الأفارقة ومفكرى أمريكا اللاتينية .

التراث والتجديد

وإذا عدنا إلى الإتجاه الأول الذي قال بعلم الاستغراب، وقد نشأ في سبعينيات القرن الماضي حين عاد حسن حنفي من بعثته في فرنسا، وبدأ يصيغ ما أطلق عليه "التراث والتجديد "والتراث والتجديد هو محاولة لإيجاد صيغة للتعامل بين الإنجاز الحضاري العربي الإسلامي وهو التراث، وبين الإنجاز الغربي في الفكر والثقافة والمعرفة وهو ما أطلق عليه " التجديد " .والتراث والتجديد هو صيغة نظرية للتعامل مع الغرب، أراد صاحبه حسن حنفي، وقد شاهدناه وتعايشنا معه وشهدنا بدايات هذا المشروع ومراحل تطوره واكتماله .

وحنفي وأصحاب هذا المشروع؛ يكنون إعجابا شديدا تجاه الغرب، وفي نفس الوقت يوجهون له النقد القاسي، بما يعني وصفهم بالإزدواجية، وربما الفصام وهذا النقد تم توجيهه لصاحب مشروع التراث والتجديد، الحائر بين الاعجاب بالغرب باعتباره نتاج للوعي والثقافة وهو مؤمن ومتأثر جدا بتيارات الوعي الغربي المختلفة، خاصة في جانبه الفينومنيولوجى، والمذهب الفينومنيولوجى كما يتجلى لدى هوسرل، وكان كتاب حنفى الأساسي "الحالة الراهنة لعلم الظاهريات" وهو العمل الذي حصل به على الدكتوراه من فرنسا في 1966، وهو في نفس الوقت أساس لما أطلق عليه مشروع التراث والتجديد؛ الذي يتصدى للموقف من الغرب، وهو علم الاستغراب، وهو في هذا السياق، العلاقة مع الغرب، محاولة توفيقية وليس محاولة نقدية جذرية كما لدى أنور عبدالملك وفؤاد زكريا وإدوارد سعيد .

الاستغراب بين النقد والتجديد

يتبقى الحديث عن خطوات هذا المشروع، والعلاقة بين الأساس العلمي لعلم الاستغراب، والحالة الراهنة للظاهريات، وهو متأثر تأثرا كبير بهوسرل بنقده للغرب ونقده للعلوم الغربية إذن نحن بصدد إعجاب كبير بالوعي الغربي خاصة لدى هيجل، وما بعد هيجل، وفي نفس الوقت محاولة لنقد الفكر الغربي، وهي محاولة في حاجة للنظر، المناقشة والتحليل، وهي أيضا في حاجة إلى بيان نقاط القوة ونقاط الضعف لمشروع التراث والتجديد، والحقيقة بالرغم من أنه ينطلق؛ انطلاقات اسلامية، إلا أنه وجد بعض الانتقادات من الاسلاميين، وبما أنه ينطلق انطلاقات علمية وجد بعض الاستجابة من أهل الفلسفة والمتفلسفين العرب .هذا فيما يتعلق بمصير التراث والتجديد ومصير الموقف من الغرب ومصير علم الاستغراب.

نشأة وتطور علم الاستغراب

وإذا جاز لنا الحديث عن نشأة علم الاستغراب وتطوره وبداياته الفكرية أو ما يمكن أن نسميه جينالوجيا المشروع أو بداياته لدى صاحبه وظهوره ونشره، فكما ذكر صاحبه أنه أخذ شكل الاصدار الأول في السبعينيات، عندما أصدر البيان الأول للتراث والتجديد، ثم توالى بعد ذلك الأجزاء المختلفة، الأول موقفنا من التراث والثاني وهو ما يهمنا هنا الموقف ومن الغرب ودعني أتحدث أولاً، على ما أطلق عليه المشاريع الفلسفية العربية، هذه التسمية عليها ملاحظتين، الملاحظة الأولى : إن أي من أصحاب المشاريع المختلفة، سواء محمد عابد الجابري، أو محمد أركون أو حسن حنفي أو حسين مروة، لم يطلق على ما قدمه لفظ مشروع، باستثناء الطيب تيزيني المفكر السوري؛ الذي تعلم في الاتحاد السوفيتي؛ الذي قدم لأحد كتبه عنوانا يحمل لفظ مشروع وهو " مشروع رؤية جديدة للتراث الإسلامي في العصر الوسيط " .

ثانيا : هذه التسمية جاءت في سياق كتابات الأستاذ محمود أمين العالم في  فترة وجوده في باريس، وهي فترة أقرب إلى التواجد الإجباري الاختياري، لأن البلد لم تكن تسمح بتواجد الكتاب اليساريين، فقد كان التوجه العام خلال فترة حكم السادات توجها إسلامياً حيث استعان خلالها بالأصوليين ومن هنا كان الكثير من مفكري اليسار خارج مصر، كما كان الحال مع الدكتور فؤاد زكريا؛ الذي ترك مصر للكويت مؤسسا لمشروعه الثقافي الرائع هناك .

الفلسفة العربية

المسألة الثالثة أن مشروع حسن حنفي وغيره من المشاريع الفلسفية العربية، أطلقت عليها لفظة مشاريع، حتى لا نطلق على كتابات أصحابها أو غيرهم لفظ فلسفة، والفلسفة هي نسق فكري، وكلمة مشروع هي البديل العربي لكلمة النسق الفكري أو فلسفة فلان، لأننا حتى الآن ليس لدينا الجرأة لكي نطلق على اجتهاداتنا الفكرية لفظ فلسفة، وقد آن الآوان لكي نطلق على هذه الجهود فلسفة العربية المعاصرة. لقد أن الآوان ننتقل ونتحول من الحديث عن الفكر العربي المعاصر إلى الحديث عن الفلسفة العربية المعاصرة، والمقصود بها هي النتاج الفكري؛ الذي يقدمه المتفلسفون والفلاسفة العرب في الفلسفة، وهو يوازي ما يقدم في الفلسفة الغربية، أو سواء كان يتفق معها أو يختلف عنها .

 الفلسفة في العالم العربي

مشكلة الفلسفة في عالمنا العربي، خاصة في مصر؛ كانت من الأسئلة التي يطرحها علينا دائما المفكر الكبير حسن حنفي، مشكلة الفلسفة في الحقيقة؛ تظهر فى أنها تعرض في إطار إشكالية التراث والمعاصرة، التراث والتجديد، الهوية والغرب، هذه الإشكالية التى سيطرت على فكرنا قرنين من الزمان؛ تجاهلت تماما القضايا والمشكلات الفكرية التي نحياها، والحقيقة أن التفكير في هذه القضية لا يمكن أن يتم في قطبية ثنائية جادة بل هو في الأساس تفكير ثلاثيًا، ينصب على ما أنتجه القدماء، وما انجزه الغربيون، وما نحياه من قضايا ومشكلات حياتية هى التى تحدد لنا الحقيقى والزائف، يتحدد لنا كيفية التناول والجوانب الهامة للحياة العقلية والنقدية والتحررية للتراث، أو الجوانب الأساسية في الغرب؛ لأننا في الحقيقة نصنع صورة عربية للغرب على غير حقيقة الفكر الغربي؛ لأنها نظرت إلى قضايانا نظرة ثنائية التراث أو الغرب وتناست الواقع المعاش.

البديل في الفكر العربي

نحن ننتقي ونجزئ ونختار من الغرب ما نظن أنه يتفق مع رؤانا ويحقق أمالنا، وفي الحقيقة أننا نقع فيما أسميه " بديل البطل " نحن أبطال قضايانا، وأبطال مشكلاتنا فلا نجد الدور الذي نقوم به،  ندفع دفعًا حتى نتوارى من قوى التسلط ومن التبعية، ومن هنا نجد في الفلاسفة الغربيين من يستطيع القيم بهذا الدور الذى علينا القيام به خير منا، وعندما نسعى إلى التحرر لا نجد سوى سارتر، ليكون سارتر هو البديل عنا، كما يظهر ذلك في كتاب المفكر الماركسي جورج طرابيشي في كتابه " سارتر والماركسية " يقول: كانت النظرية الثورية الموجودة في العالم هي النظرية الماركسية، ونحن نريد أن نكون ثوريين ولا نريد أن نكون ماركسيين، ومن هنا جاء سارتر الثوري غير الماركسي، ولهذا كان إعجابنا الشديد بسارتر، أي أن سارتر أصبح البديل لنا في الدفاع عن قضايانا، وفكرة البديل أيضا وجدت بعد سارتر حين أسلم جارودي، وحين تحولنا إلى فكرنا الاسلامي القديم، وأن ما صلح في الماضي يصلح أيضا للحاضر، ووجدنا جارودي اختار من الاسلام المواقف الثورية، ولم يختار الإسلام العقائدي، فظننا أن هذا نصر كبير وهاهو جارودي يتكلم بلساننا الإسلامي، فأعلينا من شأن جارودي، ووجدنا فيه البديل، ومع اختلافات بسيطة هذا ما وجده الفلاسفة العرب خلال الأربعين عاما الماضية في أخلاقيات الحوار، وفي النظرية التواصلية التي قدمها هابرماس،  واعتقدنا أنها مما يمكن أن يغير العقلية العربية، ثم وجدنا أن هابرماس لا يمكن أن يلبي متطلباتنا، بل ربما يكون منحازًا ضدنا ثم اكتشفنا بعد ذلك أن علينا نحن أن نفوم بهذا الدور وليس سارتر أو جارودي أو هابرماس .

الفلسفة العربية هي الاجتهادات الذاتية

نحن لسنا في حاجة إلى بديل، ولسنا في حاجة إلى أن يقوم مفكر ما أو زعيم ما بما يجب علينا القيام به، وهو ما أشعرنا بخيبة أمل في التراث الغربي، أو في عدد من الاختيارات المخيبة للأمال في الغرب .والحقيقة أن هذه الخيبة في الأمال استشعرها عدد كبير من المفكرين العرب، وفي مقدمتهم حسن حنفي وهذا هو العيب الأول، والعيب الثاني أننا ظننا أن الفكر العربي والفلسفة العربية هي الاجتهادات الذاتية، وليس المشروع العربي يشارك فيه الجميع، ليس بأسمائهم، ولكن بما يمكن أن يضيفوه للمشروع العربي، والمشروع العربي ليس مشروعا أيديولوجيا، وليس مشروعا ذاتيا إنطباعيا كما كان لدى عدد كبير من المفكرين، وهذا ما يجعلنا نعود إلى حسن حنفي وخيبة أمله لعدم شعوره بالمرجو من مشروع التراث والتجديد ولا قدرته على تكوين مدرسة فلسفية في مصر؛ لأن المشروع الفلسفى العربى مشروعًا قوميًا حضاريًا مستقبليًا علميًا جماعيًا. 


والحقيقة أن غياب المشروع الذى العربى أو المدرسة الفلسفية الوطنية يعود لأسباب كثيرة، فقد كان حسن حنفي يأمل في في وجود مدرسة فلسفية مصرية، يقوم هو على رأسها، ويكون هو مؤسسها، وهذا من حقه، وهذا ما سعى إليه، وهذا كان من الممكن ان يتحقق .أما لماذا لم يتحقق ؟ للإجابة سوف نقارن بين ما قدمه حسن حنفي في السبعينات، وبين ما قدمه الشيخ مصطفى عبدالرازق في الثلاثينيات من القرن العشرين، كان مصطفى عبدالرازق؛ يسعى لتأسيس مشروعا مصريا نهضويا تشارك فيه القوى المختلفة التي تنادي بمصر للمصريين، وكانت هناك مساحة ضخمة من الحرية الفكرية والليبرالية التي أتاحت وجود الأحرار الدستوريين، وآل عبدالرازق، وأحمد لطفي السيد، وطه حسين من جانب، وأتاحت وجود مصر الفتاة؛ التي أفسحت مجالا لعبدالرحمن بدوي ليطرح من الأفكار والآراء والقضايا التي أفسحت مجالا لعدد من المفكرين المصريين، وعدد من القضايا المصرية وفي مقدمتها ضباط ثورة 23 يوليو 1952 .

الفلسفة المصرية

كان هناك مشروعا أكدته الباحثة الأمريكية أنجيلا جيوردانى في كتاب صدر العام الماضي عن الفلسفة في مصر؛ يرصد وجود مشروعا فلسفيا مصريا يأتي في صدارته الشيخ محمد عبده؛ الذي نشر أفكاره الشيخ مصطفى عبدالرازق، ووجدت في فلسفته دعاية قوية لهذه الرؤية الفلسفية المنهجية التي قدمها علي سامي النشار استطاع أصحاب هذا التيار بدءا من محمد عبده، ومرورا بالشيخ مصطفى عبدالرازق وتلاميذه ايجاد شكل ما من مدرسة فلسفية ألتف حولها تلاميذ مصطفى عبدالرازق، حيث كانت مصر مصدر هذه الفلسفة، التى دار معظم كتابات أصحابها حول مصر، وكان من أنصارها سامي النشار، ومحمد مصطفى حلمي الذي تحدث عن الصوفي المصري عمر بن الفارض، ومن تلاميذ هذه المدرسة توفيق الطويل الذي تحدث عن التصوف في مصر في العصر العثماني، وأيضا من تلاميذ مصطفى عبد الرازق الروائي الكبير نجيب محفوظ، والذي كتب في بداية تخرجه روايات ثلاث في تاريخ مصر القديم، فكان هناك إحساسا بمصر، يعلي من مكانة مصر، وكانت مصر هي الأفق الذي يدور من حوله تفكير هذه المدرسة لكن حسن حنفي أراد تكوين مدرسة فلسفية، وهذه المدرسة لم يكن همها سوى فكرة التوفيق مع الغرب، في المقابل كانت هناك نهضة مصرية، وهي كانت أساس فكرة وفلسفة أحمد لطفي السيد ومصطفى عبدالرازق؛ إلا أن التحول الذى حدث فى حياتنا العامة جعلنا ننتقل من الفلسفة والليبرالية فى النصف الأول من القرن العشرين إلى الفلسفة والاشتراكية فترة الستينيات والسبعينيات ولها خصائصها المغايرة، التى اسلمتنا إلى ما نحياه الآن تحت عنوان "الفلسفة والأصولية" التى عبر عنها حسن حنفى .

أصولية اسلامية

لكن الموقف من الغرب من خلال التراث والتجديد، لا يمكن أن يكون سوى شكل من أشكال تطبيق الفلسفة على فكرة أصولية في الحقيقة، وكما وجدنا في الغرب قمة الفلسفة التي وجدها حسن حنفي في الفينومنيولوجيا؛ التي وجهت نقداً للعلوم الأوروبية أراد حسن حنفي أن يوجه نقدا للعلوم الإسلامية ونقداً للوعى الغربى، وبالتالي اختار  من التراث الفلسفة وعلم الكلام مجالا للعلوم ليعيد إحيائها من جديد لتقديم "أصولية" اسلامية، لقد  كان حريصا على الأصولية، وآية أصولية في هذا العصر يجب أن تكون محددة المعالم، يجب أن تكون لها صياغات خاصة، تكون هي البديل للفكر المعاصر، والنظريات التحررية ونظريات ما بعد الكولولينالية، هذا أمر صعب للغاية .

التوفيق أو الصلح

ومن هنا كان تأسف وحرج حسن حنفي واحساسه في أخر أيامه باللا جدوى لعدم وجود فلسفة مصرية أصولية جديدة يدعو إليها، هذا يرجع إلى الرؤية والمنهج اللذان حددا توجهاته، وكذلك إلى بدايات الطريق وخطواته وغاياته؛ التي لم تصب في المشروع الوطني القومى الاجتماعي، ولكنها كانت تصب في المشروع الديني الايديولوجى بشكل غير محدد المعالم، وكان هدفه الأساسي هو التوفيق أو الصلح بين الدين والثورة، وكان هذا الشغل الشاغل لحسن حنفي؛ فلا تحققت الثورة ولا تم تحديد معالم الدين، فهوجم من الإسلاميين، وهوجم من الفلاسفة، وقدمت إليه من الاتجاهات الفلسفية الراديكالية، اسلامية ويسارية النقد .

وأريد أن أؤكد أن ما يفيد مشروع حسن حنفي، ويعلي مما قدمه حسن حنفي، أن نسعى إلى نقلة فلسفية كبرى لمشروع التراث والتجديد حتى يكون مشروع الحاضر والمستقبل، وأن يتحول مشروع التراث والتجديد من مشروع الأصولية والتصالح بين الدين والثورة إلى أن يكون مشروعا للحاضر والمستقبل،  انتقالاً إلى القضايا الحية؛ التى نحياها في واقعنا المعاش سواء الانقسامات المذهبية الدينية والتبعية الكاملة للحضارة الغربية ومواجهة الاحتلال الاستيطانى الصهيونى الذى يمثل الخطر الأكبر الذى يواجهنا بل وحضارة العالم اليوم. وهو الانتقال من التراث والتجديد إلىالتأسيس والتجاوز .

تم نسخ الرابط