بعد تشغيله تجريبيًا
كنوز الحضارة المصرية.. مشاهد من داخل المتحف المصري الكبير
أحدث التشغيل التجريبي لـ المتحف المصري الكبير، أمس الأربعاء، رواجًا كبيرًا للمتحف على المستوى العالمي، ويهدف ذلك إلى زيادة تقديم الخدمة السياحية على أعلى مستوى، وتدارك أية ملاحظات تظهر خلال التشغيل التجريبي قبل الافتتاح الرسمي، الذي سيتم تحديد موعده طبقًا لرؤية القيادة السياسية والإدارة العليا.
المتحف المصري الكبير ليس مكانا لعرض الآثار فقط، ولكنه منظمومة ثقافية حضارية متكاملة يضم منطقة تجارية بها المطاعم وكل ما يحتاجه الزائر لتقضية يومه داخل المتحف، كما يضم قاعات مؤتمرات مجهزة على أعلى مستوى وقاعة لمحاكاة الواقع الافتراضي ليعيش الزائر تجربة فريدة قام بها المصري القديم وتروي قصة دفن الموتى وتطورها من حفر بئر حتى إنشاء الأهرامات.
مجموعات أثرية ضخمة
ومن أبرز ما سيشهده الزوار، وما يميز المتحف المصري الكبير الذي يتجاوز في قيمته ومساحته العديد من المتاحف العالمية، والمزايا التي ستجذب انتباه الزوار عند افتتاح المتحف، هي قاعات العرض الرئيسية التي تحتوي على مجموعات أثرية ضخمة، بما في ذلك كنوز الملك توت عنخ آمون، التي تعرض لأول مرة بالكامل في مكان واحد.
ويتم إتاحة الفرصة للزوار، لاستكشاف التحف في بيئة حديثة ومتطورة، تمزج بين التكنولوجيا والعرض الأثري بطريقة تتيح فهمًا أعمق للحضارة المصرية القديمة.
التحكم البيئي
وانتهت الأعمال بقاعات العرض الرئيسية بالمتحف فيما يتعلق الأثرية من عرض القطع الأثرية داخل فتارين العرض، وتضم القاعات تضم القطع الأثرية لعصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليوناني الروماني طبقًا لسيناريو عرض متحفي على أعلى مستوى؛ ويروي 3 موضوعات رئيسية عن الحضارة المصرية القديمة وهي «الملكية» و«المجتمع» و«المعتقدات».
وتم تجهيز الإضاءة والتحكم البيئي داخل القاعات على أعلى مستوى سواء فيما يتعلق بدرجات الحرارة والرطوبة والإضاءة للحفاظ على القطع الأثرية وإبراز جمالها وعظمتها وعبقرية تصميمها، وستكون زيارة تلك القاعات تجربة فريدة وشيقة تجعل الزائر يشعر بعظمة ورهبة الحضارة المصرية القديمة.
جدول زمني
وتم تثبيث كافة القطع الأثرية لكنوز الملك، ولم يتبق سوى مجموعة بسيطة وعددها 220 قطعة فقط موجودة في المتحف المصري بالتحرير من بينها القناع الذهبي وكرسي العرش، و10 قطع موجودة في متحف شرم الشيخ، و11 قطعة موجودة في متحف الغردقة، وجميعها سيتم جلبها ونقلها للمتحف المصري الكبير قبل موعد الافتتاح الرسمي بوقت كاف فهي لا تحتاج إلى ترميم ولكنها في حالة جيدة، حيث تم وضع جدول زمني لنقلها لتنضم إلى باقي مجموعة الملك قبل الافتتاح الرسمي، لتعرض كافة كنوز الملك توت عنخ آمون ومجموعته الكاملة لأول مرة وعددها أكثر من 5300 قطعة.
من جانبه، كشف الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم بالمتحف المصري الكبير، أن المتحف يوفر لزواره تجربة ثقافية فريدة تجمع بين الاستمتاع بالآثار المصرية القديمة والاستفادة من المرافق الترفيهية مثل المطاعم والبازارات، ويتميز المتحف بتصميم مبتكر ومساحات شاسعة تتيح للزوار تجربة فريدة تجمع بين الاستمتاع بالآثار المصرية القديمة والاستفادة من المرافق الترفيهية مثل المطاعم والبازارات.
بهو المتحف
وأضاف في تصريحات صحفية، أنه من أوائل المشاهد التي ترحب بالزوار في المتحف المصري الكبير، تمثال الملك رمسيس الثاني، الذي يستقر بفخامة في بهو المتحف؛ يضاف إلى ذلك المسلة المعلقة التي تعد الأولى من نوعها في التاريخ، مما يجعل تجربة دخول المتحف تجربة استثنائية.
وأشار «زيدان»، إلى أن المسلة المعلقة صممت بطريقة تمكن الزوار من رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني للمرة الأولى منذ أكثر من 3500 سنة، موضحًا أن تمثال الملك رمسيس الثاني والمسلة المُعلقة هما من أوائل المشاهد التي ترحب بالزوار، حيث يمكنهم رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني على المسلة لأول مرة منذ أكثر من 3500 سنة.
ترميم وتخزين الآثار
وكشف سيكون من أفضل المتاحف النوعية داخل المتحف المصري الكبير فلأول مرة سيتم عرض مركبي الملك خوفو، كاشفًا عن الانتهاء من تركيب وتأهيل المركب الأولى بنسبة 100% ويتم حاليًا وضع بعض اللمسات النهائية الخاصة بالتعقيم وغيرها.
واستعرض الدكتور عيسى زيدان، من خلال عرض تقديمي، مراحل استخراج وترميم أخشاب مركب خوفو الثانية، لافتا إلى أنها تمت وفقا لأربعة مراحل رئيسية بداية من عام 2008، شملت تجهيز الموقع وتغطية موقع الحفرة كاملا وتجهيز معمل موقع لترميم وتخزين وتوثيق القطع فور استخراجها باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد والليزر سكان، إلى جانب أعمال الترميم الأولي والتدعيم للقطع داخل الحفرة ورفعها للترميم داخل المعمل.
تحاليل علمية
وأكد أنه تم عمل كافة التحاليل العلمية والمعملية اللازمة للألواح والقطع الخشبية الخاصة بالمركب داخل المعامل المخصصة في مصر واليابان لتحديد مظاهر التلف ونوعه لوضع خطة الترميم المناسبة قبل البدء في أعمال الترميم ومعالجة أخشاب المركب.
وأوضح أنه تم استخراج ما يقرب من 1698 قطعة خشبية من داخل 13 طبقة داخل الحفرة وتم نقلهم جميعا إلى المتحف المصري الكبير تمهيدا للبدء في تجميع المركب.