أسستها المخابرات المصرية مع بدو سيناء
منظمة سيناء العربية وحكاية «القمر الصناعي المصري» وأسر عساف ياجوري

في عيد تحرير سيناء، لا يمكن نسيان بطولات الجيش المصري في حرب الاستنزاف ومن بعدها ملحمة العبور في أكتوبر 1973، والتي اختلطت مع بطولات الفدائيين وفي مقدمتهم رجال منظمة سيناء العربية التي أنشأتها المخابرات الحربية برئاسة اللواء محمد أحمد صادق، وتكونت من بدو سيناء بالاشتراك مع ضباط المخابرات المصرية.
وكان لرجال منظمة سيناء العربية دورا مشهودا فى تحرير سيناء، من خلال عمليات المقاومة الفدائية التي نفذتها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد نكسة يونيو 1967، كما نجحت في جذب عدد كبير من الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة.
وتأسست منظمة سيناء العربية في ديسمبر 1968، وبرز نشاطها العسكري والفدائي أثناء حرب الاستنزاف، في حميع أنحاء سيناء وفي مدن القناة، وكبدوا العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، حتى أطلق عليهم الصهاينة اسم الأشباح.
والشيخ متعب هجرس، شيخ قبيلة البياضية، أول مشايخ سيناء ممن انضموا إلى منظمة سيناء العربية، والذي فتح بيته لاستقبال الجنود المصريين المنسحبين من سيناء عام 1967، وساهم هو ورجاله في توصيلهم إلى البر الغربى لـ قناة السويس، لتلقي قوات الاحتلال الإسرائيلى القبض عليه مع مجموعة من رجاله ويسجن في زنازين الاحتلال.
وكان البطل متعب هجرس يمد المخابرات المصرية بكل المعلومات عن تسليح ومعدات وأعداد قوات وعناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، وموثقة بالصور لفترات طويلة، حتى أطلقت عليه المخابرات اسم القمر الصناعى المصري، لأن تقاريره كانت شديدة الدقة عن تحركات العدو الصهيونى وأحجام قواته ونقاط تمركزها ومناطق احتلالها.
في سجون الاحتلال
وبعد القبض على الشيخ متعب هجرس، حكم عليه الاحتلال بخمس سنوات سجن، وعانى من أشد ألوان التعذيب بالمعتقلات الإسرائيلية وتهتكت رئتاه وعانى من مرض عضال، لتم الإفراج عنه لتدهور حالته الصحية، ونقلت مصر مع أسرته من شمال سيناء إلى القاهرة عام 1971 ليتلقى العلاج في مستشفى الدمرداش، والتي توفى فيها عام 1977، وأصرت أسرته على دفنه في تراب سيناء، وبالفعل تم نقل جثمانه إلى بئر العبد بشمال سيناء ليكون أول من يدفن في سيناء جسده بعد انتصار أكتوبر.
كما كرمت مصر البطل متعب هجرس ومنحته نوط الامتياز من الطبقة الأولى، وأطلق اسمه على إحدى مدارس شمال سيناء.

كما يأتي الشيخ المجاهد عمران سالم عمران، الملقب بـ ديب سيناء، في طليعة رجال منظمة سيناء العربية، والذى نفذ عدة عمليات نوعية مع رجاله، دمروا من خلالها دفاعات جيش الاحتلال الإسرائيلى فى رمانة وبالوظة ومطار العريش، كما ساهموا في قطع جميع خطوط الإمداد، ونسفوا مستعمرة نحال سيناء، والتي كانت تحتوي على مقر قوات الهليكوبتر التي أغارت على جزيرة شدوان.
وتم تنفيذ عملية نحال سيناء من خلال إطلاق 24 صاروخا على المستعمرة، ليقتل المجاهدون21 ضابطا وجنديا إسرائيليا، ويدمروا 11 طائرة، كما دمر رجال منظمة سيناء العربية مستعمرة الشيخ زويد ومحطة رادار بصواريخ الكاتيوشا، ووصلت العمليات التى شارك فيها البطل عمران سالم عمران ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى حوالي 150 عملية.
أما عبد الله سويلم عيد أبو جرير، أحد ابطال منظمة سيناء العربية، فكان ضمن مجموعة فدائية لعبت دورا مهما فى عملية أسر اللواء مدرع إسرائيلى عساف ياجورى، يومى 8 و9 أكتوبر عام 1973، وحصل "ابو جرير" على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من رئيس الجمهورية لمعاونته القوات المسلحة المصرية في حربي الاستنزاف وأكتوبر.
ويمثل البطل عبد المنعم قناوى، الملقب بـ صقر السويس، أحد أبرز رجال منظمة سيناء العربية، والذي العديد من العمليات الفدائية أثناء حرب الاستنزاف، ومن أبرزها إنقاذ مقر قيادة الجيش الثالث من كارثة كانت تهدد بتدميره، كما شارك في عملية اختطاف مدير المخابرات الإسرائيلية حينما كان متجها إلى «أبورديس» والحصار الذى عانوا منه لمدة 36 ساعة، وصعود الرئيس عبدالناصر لرؤيتهم وتشجيعهم من الجانب الآخر.