الضبعة والمنطقة الصناعية أبرز الملامح..
تفاصيل 14 لقاءً بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وبوتين خلال 10 سنوات
تتميز العلاقات المصرية الروسية التي تعود لعام 1784 عندما اصدرت الإمبراطورة يكاترينا الثانية عام 1784 مرسوما يفيد تعين كندراتي فون تونوس كأول قنصل روسي في الإسكندرية تاريخ طويل من العلاقات بين البلدين.
وشهدت العلاقات المصرية الروسية المزيد من القوة والترابط في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى باتت أكثر تميزا و زادت فرص التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء الموافق 22 أكتوبر 2024 إلى دولة روسيا الاتحادية للمشاركة في قمة تجمع دول "بريكس"، المنعقدة بمدينة "قازان"، وهي القمة التي تشهد للمرة الأولى مشاركة مصر كعضو في التجمع، منذ انضمامها رسمياً له مطلع العام الجاري والتقى الرئيس السيسي مساء أمس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليزيد رصيد القاءات التي تؤكد قوة العلاقات المصرية الروسية
وخلال اللقاء عقد الرئيسان جلسة مباحثات موسعة، رحب في بدايتها الرئيس بوتين بزيارة الرئيس السيسي إلى روسيا، معرباً عن سعادته بالمشاركة الأولى لمصر كعضو بتجمع "البريكس".
وكشفت اللقاءات المتعددة وتبادل الزيارات بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الروس فلاديمير بوتين عن قوة العلاقات المصرية الروسية بين البلدين حيث التقى الرئيسان نحو 14 مرة ليكون اللقاء الأول الذي جمع بين الرئيس المصري و الروسي كان في شهر فبراير من عام 2014، وكان الرئيس السيسى وقتها وزيرا للدفاع قبل الانتخابات الرئاسية، ولحقه اللقاء الثاني في شهر أغسطس من نفس العام بعد تولي الرئيس السيسي مسئولية البلاد وكانت تلك الزيارة أول زيارة خارجية للرئيس في ذلك الوقت وعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا، أكدا خلاله على دعم العلاقات بين البلدين في مجالات الاستثمار والسياحة والتسليح والتبادل التجاري.
أول زيارة لمصر منذ 10سنوات
أما اللقاء الثالث فكان في القاهرة، حيث جمع الرئيس السيسي مع نظيره الروسي في شهر فبراير عام 2015 في زيارة رسمية لمصر، والتي استنرت يومان وكانت هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس الروسي بوتين للقاهرة منذ عشر سنوات في ذلك الوقت.
أعقبها اللقاء الرابع عندما قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة روسيا في يوم 9 مايو من عام 2015 للمشاركة في الاحتفال الروسي بالنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى.
ثلاث لقاءات في عام واحد
وجاء اللقاء الخامس في يوم 26 أغسطس 2015 ليلتقي الرئيسان لأول مرة 3 مرات خلال عام واحد حيث زار الرئيس السيسي روسيا وعقد مباحثات مع الرئيس الروسي حول سبل دعم العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين كما ناقش الرئيسان على هامش تلك الزيارة المشروعات الاستثمارية المشتركة بين البلدين واستغربت هذه الزيارة ثلاث أيام.
وكان اللقاء السادس بين الرئيسين عندما التقى السيسي وبوتين في الصين في يوم 5 من شهر سبتمبر عام 2016 وذلك على هامش قمة العشرين، ثم بعد ذلك التقى الرئيسين للمرة السابعة على هامش انعقاد قمة بريكس في 4 سبتمبر 2017.
توقيع مشروع الضبعة النووي
وجاء اللقاء الثامن عندما زار الرئيس بوتين مصر يوم 11 ديسمبر 2017، ووقع الرئيسان خلال هذا اللقاء اتفاق مشروع محطة الضبعة النووية التي تنفذها شركة روساتوم الحكومية الروسية.
ثم التقيا للمرة التاسعة في مدينة سوتشي الروسية يوم 16 أكتوبر 2018، وألقى الرئيس خلال تلك الزيارة كلمة تاريخية بمقر المجلس الفيدرالى الروسى "الغرفة العليا بالبرلمان الروسى".
وبعدها التقى الرئيسان للمرة العاشرة في الصين يوم 26 أبريل 2019 وذلك على هامش مشاركتهما في قمة منتدى الحزام والطريق بالعاصمة الصينية بكين.
وتم اللقاء الحادي عشر عندما التقى الرئيسان بالقمة الروسية الأفريقية الأولى في الفترة من 23 إلى 24 أكتوبر 2019 في مدينة سوتشي الروسية.
وشهد عام 2020 اللقاء الثاني عشر بين بوتين والسيسي، عندما التقيا على هامش قمة برلين حول الأزمة الليبية في ألمانيا.
وجاء اللقاء الثالث عشر وقبل الاخير على هامش المشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة الأفريقية الروسية الثانية والتي عقدت في مدينة سانت بطرسبرج يومي 27 و 28 من شهر يوليو 2023، بعد تأجيلها، حيث كان من المقرر عقدها في أكتوبر 2022.
واخر لقاء تم أمس حين استقبل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الرئيس عبد الفتاح السيسى، لدى حضوره القمة الاقتصادية العالمية بريكس ليكون اللقاء الرابع عشر بين الرئيسين.
وتشهد العلاقات المصرية الروسية تاريخ كبير من التعاون في العديد المجالات بين البلدين والتي بدأت منذ أكثر من 80 عاما وبناء السد العالي ومشروع إنشاء محطة الضبعة النووية خير دليل على عمق العلاقات المصرية الروسية.
تاريخ العلاقات المصرية الروسية
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا فى عام 1943، عندما افتتحت مصر أول سفارة لها فى موسكو وافتتحت روسيا سفارة لها فى القاهرة وقنصلية عامة فى مدينة الإسكندرية.
وشهد عام 1948 أولى تعاون اقتصادى بين البلدين عندما وقعت الدولتين أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي، وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة، حيث وثق الاتحاد السوفيتي علاقاته على كافة الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والتجارية مع مصر بعد ثورة يوليو 1952.
وتعتبر مصر من أول الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وأصبحتا الدولتين شريكتين على الصعيد الثنائي والدولي.
وقعت مصر وروسيا في عام 2018 اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر بمنطقة محور قناة السويس حيث وقع الاتفاق عن الحكومة المصرية المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة في ذلك الوقت ووقعها عن الحكومة الروسية دينيس مانتروف وزير التجارة والصناعة وشهد شهر يونيو الماضي الموافقة على إحالة تعديل اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بقناة السويس إلى مجلس النواب تمهيداً لتصديق رئيس الجمهورية عليها.
زيادة التبادل التجاري
وشهدت معدلات التبادل التجاري بين البلدين زيادة بنسبة 5.3% خلال عام 2023 حيث بلغت نحو 5 مليار و159 مليون دولار مقابل 4 مليار و896 مليون دولار خلال عام 2022 و تشمل أبرز بنود التبادل التجاري بين مصر وروسيا الحاصلات الزراعية والتي تستحوذ على نحو 74,2% من إجمالي الصادرات المصرية للسوق الروسي، إلى جانب القمح وبذور عباد الشمس وكل ذلك يدل على قوة العلاقات المصرية الروسية.