أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني قال في كلمته أمام مجلس الشورى القطري: إسرائيل رأت الفرصة سانحة فاختارت عمداً توسيع العدوان لتنفيذ مخططاتها للضفة الغربية ولبنان.
السؤال من منح الكيان الصهيوني الفرصة؟
الإجابة بدون فلسفة الولايات المتحدة التخريبية والصمت العربي وتحالف الكثير من دول أوروبا خاصة فرنسا وألمانيا وإيطاليا لمنع عودة اليهود الذين تخلصت منهم بتسكينهم بالأراضي الفلسطينية، إلى جانب بريطانيا التي زرعتهم في فلسطين، حيث أعطى بلفور البريطاني للصهيونية حق إقامة وطن لشعب بلا وطن.
المهم هو الموقف العربي في تلك الأزمة.. فماذا قدم العرب لفلسطين ولبنان سوى بيانات تحمل الإدانة والشجب والتنديد ومحاولات لوقف العدوان بإبرام صفقات عرقلها ويعرقلها الكيان بمساعدة أمريكية، متجاوزا كل ما يطلق عليه بالخطوط الحمراء فقام بتدمير معبر رفح واحتلاله واحتلال محور صلاح الدين ليقطع كل علاقة عربية تجمع أهالي غزة بإخوانهم العرب، ضاربا عرض الحائط بالاتفاقات الدولية.
ويبقى السؤال ماذا قدمتم لفلسطين وشعبها المحاصر في غزة؟
قوافل مساعدات إنسانية وغذائية رفض الكيان إدخالها أو قصفها وهي في الطريق لمستحقيها.. نعم هي ألاف الأطنان من المياه والغذاء والأدوية التي لم يصل معظمها، وأكفان وخيام تحرقها قذائف الكيان الصهيوني الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية الصنع، وذات السيناريو يتكرر الآن مع لبنان.
تهجير وإبادة لشرق جديد
وزير الخارجية الجزائري يقول الصمت مشاركة ويهرول لمجلس الأمن الذي هرول له أكثر من مرة منذ السابع من أكتوبر 2023 ودون فائدة.. ونظيره الأردني يؤكد أن الاحتلال انتهك السيادة اللبنانية، وتهجير الفلسطينيين من الضفة إعلان حرب لن نسمح به، في حين سمحتم بالإبادة والتجويع بدليل إرسالكم الأكفان ضمن أطنان المساعدات، وسمحتم بالتهجير الداخلي وأرسلتم الخيام.. ووزير الخارجية المصري يلقي باللوم على المجتمع الأوروبي لأن انقسامهم أضر بموقف أوروبي موحد تجاه حرب الإبادة في غزة وحرب الإبادة التي بدأت في لبنان.. وماذا عن الانقسام العربي معالي الوزير؟ وما هي أخباره؟
الساسة العرب حكاما ووزراء خارجية يجمعون على أنه لا يمكن حل أزمة المنطقة دون منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة كاملة، ولذلك يطالبون بوقف الاعتداءات الإسرائيلية في أقرب وقت ممكن!!
نحن نعلم وأنتم تعلمون أن الاحتلال يرغب في إفراغ فلسطين من أهلها لشبه جزيرة سيناء والأردن، ورئيس وزراء الاحتلال كان واضحاً منذ بداية حرب الإبادة بأنه سيعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.. ووزير ماليته المتطرف قال نعمل على إقامة دولة إسرائيل الكبرى وأن القدس تمتد حتى دمشق.. والشيخ نعيم قاسم أكد أن الكيان يقود حرب وجودية وعازم على تحقيق شرق أوسط جديد تم العمل عليه في 2006 وأفشلته المقاومة اللبنانية وفي 2011 أفشلته مصر.. فماذا فعلتم بدءً من الخليفة المنتظر حتى المرشد الأعلى منذ البداية في 7 أكتوبر 2023؟
المرشد الأعلى ظهر على شاشة الأحداث بعدما طال الاحتلال كرامته وهيبته.. والخليفة شعر بالخطر لأن إعادة ترسيم الشرق الأوسط يطول ممتلكاته العثمانية، والدول دائمة العضوية بالقواعد العسكرية الأمريكية تخشى على ثرواتها التي ستقسم.
الرهان على مصر
ويبقى الرهان الدائم والغالب على مصر لتدفع هي فاتورة الدفاع بدماء أولادها والتضحية بتنمية اقتصادية متعثرة أصلاً، وبعد الحرب كما حدث في أكتوبر 1973 يجني الأخرين ثمار النصر اقتصاديا وتترك مصر تلملم جراحها، بل ونتأمر عليها كما حدث ويحدث، وهو ذات المنطق الذي تم التعامل به مع العراق بعد حرب دامت 8 سنوات مع إيران دفاعا عن العرب.. وحتى لو كان صدام حسين قد أخطأ لم نجد عربي رشيد يقول له كفى إيران دولة مسلمة ومن الممكن أن تكون سند لنا في مواجهة الكيان الصهيوني، ولكن تركوه يخوض حرب مذهبية.
الآن وليس غداً أو بعد غد، دون انتظار لمجلس الأمن والأمم المتحدة، وتقبيل خدود أوروبا لابد من قمة شرق أوسطية تتحالف من خلالها دول المنطقة عملياً مع بعضها دون النظر لمذهبية دينية أو سياسية لبحث كيفية وقف العدوان، وحماية لبنان، وفلسطين، والمنطقة.. لأننا أمام عدو، لا يحترم العهود والاتفاقيات وإلا كان احترم كامب ديفيد وأوسلو.. ولا يحترم المواثيق الدولية، بل لا يعترف بها، ولا ينظر ولا يضع حسابا للمنظمات الدولية فقد صادر مقر الأونروا بمدينة القدس لتحويلها لبؤرة استيطانية، وتطاول على القوات الأممية جنوب لبنان وقصفها وهدد بقتلها ونسفها إن لم تخرج، حتى الأمين العام للأمم المتحدة وهي أعلى مؤسسة في العالم لم يحترموه ومنعوه من دخول أراضيهم. فماذا تنتظرون؟
هيئة الأمم الصهيونية
لقد ذهبتم للمحافل الدولية.. مجلس الأمن والأمم المتحدة.. ألم تعلمون بعد عام من حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وامتدادها للشقيقة لبنان.. وصدور قرارات أممية بإدانة الاحتلال وجرائمه التي صدر بحقها أحكاما قضائية دولية لا تنفذ ولن تنفذ، لأن الصهيوني سيد قراره تماما مثل مجلس الشعب في مصر قبل العام 2011.
ألا تعلمون أنه بعد عام من الألم للشعبين الفلسطيني واللبناني ووجع قلوب معظم الشعوب العربية أننا أمام مجتمع دولي كسيح ومشلول وأنظمة مرتعشة.. وهو أمر واضح تمام الوضوح كالشمس في النهار والقمر بالليل أن من يدير العالم هي هيئة الأمم الصهيونية المتحدة برئاسة إسرائيل وأمينها العام الولايات التخريبية المتحدة. والسكرتارية تشغلها بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا.. بالإضافة لأعضاء عرب ومسلمين ومسحيين.
الموقف الصحيح قمة شرق أوسطية تعمل على تنسيق الجهود السياسية وتكوين جيش وتفعيل اتفاق دفاع شرق أوسطي مشترك على غرار الناتو، ودعم المقاومة سياسيا وعسكريا في العلن دون مواربة، وليس الخفاء ومن خلف الكواليس مع تهديد بالتدخل العسكري المباشر.
وبالنسبة للكتل والفصائل السياسية في فلسطين ولبنان لا وقت للانقسام وليقف الجميع خلف المقاومة، وعلى كل دولة مسيطرة على فصيل سياسي أن تحركه في ذلك الاتجاه وإلا سنقول كان هنا وطن أسمه الوطن العربي.. وكان هنا قديما منطقة أسمها الشرق الأوسط.