بالتزامن مع انتصارات الجيش
غلاء المعيشة وارتفاع الإيجارات وراء عودة 200 ألف سودانى للخرطوم خلال أسابيع
شهدت الأيام القليلة الماضية عودة آلاف السودانيين إلى بلادهم، بعد فترة من تواجدهم في مصر هروبا من الحرب الأهلية التى فرضها تمرد ميليشيا الدعم السريع ضد الجيش الوطنى السودانى.
الهجرة العكسية لـ السودانيين من القاهرة للخرطوم، تزامنت مع تقدم الجيش السوداني وفرض الأمن في العاصمة الخرطوم، على حساب ميليشيا قوات الدعم السريع، التى مارست على مدي شهور طويلة عمليات القتل خارج نطاق القانون، والاغتصاب، وسرقة المال العام واحتلال بيوت المواطنين، وتخريب المؤسسات الوطنية.
لم يكن التحسن الأمنى النوعى الذى شهدته العاصمة السودانية وحده هو السبب وراء الهجرة العكسية للسودانين من القاهرة، وإنما إرتفاع تكلفة المعيشة في القاهرة والمبالغة فى إيجارات المساكن مع صعوبة إيجاد عمل ثابت، دفع السودانيين للعودة.
وبحسب أعضاء بالجالية السودانية بالقاهرة، دشنت السفارة السودانية لدى مصر مشروع العودة الطوعية للسودانيين الراغبين في العودة لديارهم مرة أخرى، وتضمن المشروع الخارجية السودانية بالتعاون مع السلطات المصرية، توفير تسهيلات للعائدين، منها وسائل انتقال مجانية، حتى أسوان ، ثم الانتقال إلى المنافذ البرية الحدودية بين مصر والسودان، وخاصة مينائى أرقين وأشكيت أو قسطل.
تسهيلات السفارة السودانية
التسهيلات التى وفرتها السفارة السودانية، كانت لاحقة على أسباب أخرى دعت آلاف السودانيين للعودة مرة أخرى لبلادهم، وهى الأعداد التى قدرتها الجالية السودانية بنحو 200 ألف سودانى خلال الأسابيع القليلة الماضية بسبب ارتفاع قيمة الإيجارات السكنية، ونفاد المدخرات المالية لمعظم لأسر، إلى جانب تعليق الدراسة بالمدارس السودانية في مصر.
فقد أغلقت السلطات المصرية في يونيو الماضي، عدداً من المدارس السودانية لعدم استيفاء الشروط، وطالبت سفارة السودان بالقاهرة، أصحاب المدارس بتقنين أوضاعها لإعادة تشغيلها مرة أخرى.
ووفقا لمصادرر بالجالية السودانية، فإن غلق عدد من المدارس السودانية بالقاهرة والجيزة تحديدا، منح بقية المدارس السودانية المقننة فرصة رفع المصروفات الدراسية بصورة مبالغ فيها وهو ما مثل عبئا ماديا كبيرا على الأسر وخاصة التى لديها أكثر من طالب في مراحل تعليم مختلفة.
في سياق مختلف، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بجمعية الصداقة السودانية - المصرية، محمد جبارة، أن عودة الحياة لطبيعتها في مناطق كثيرة بالسودان، واستئناف خدمات المرافق كالمياه والكهرباء بالخرطوم، شجعا العديد من السودانيين على العودة مرة أخرى لبلادهم.
وأضاف أن هناك رغبة لدى الكثير من الفارين من الحرب للعودة مرة أخرى، مشيراً إلى أن رحلة العودة تتضمن الانتقال برياً من القاهرة إلى أسوان، ومنها إلى المنافذ الحدودية، ثم يستكمل العائدون رحلتهم داخل السودان إلى ديارهم.
وشدد على أن قرار عودة السودانيين لديارهم يأتي بشكل طوعي، من دون أي تأثير من أي طرف، سواء بالسودان أو من مصر، مؤكدا أنه انعكاس لتحسن الأوضاع الداخلية بالسودان، وتعطي الثقة لعودة المزيد.
الجالية السودانية بالقاهرة
من جانبه أكد أحمد عوض نائب رئيس الجالية السودانية بالقاهرة، أن غالبية الأسر السودانية ومع اندلاع الحرب الأهلية، فرت من السودان من دون أوراق ثبوتية، وهذا ما ضاعف من صعوبات تقنين إقامتها، وأعاق إلحاق أبنائها بالمدارس الحكومية أو الخاصة بمصر، مشيراً إلى أن الخيار الوحيد لتلك الأسر كان المدارس السودانية، قبل غلقها لتقنين أوضاعها.
واعتبر نائب رئيس الجالية السودانية، انتصارات الجيش الوطنى السوداني في العاصمة الخرطوم مؤخرا، شجعت الكثيرين على العودة، مشيرات إلى ان أعداد العائدين في زيادة مضطردة، خاصة مع التسهيلات التى منحتها السفارة السودانية وكذلك السلطات المصرية، للراغبين في العودة، حتى للذين دخلوا مصر عن طريق التهريب.
وأشار إلى عدد من الإجراءات عملت على الحد من أعداد السودانيين القادمين للقاهرة، لافتا إلى أن هناك أعداد من السودانيين عادوا من بعض المطارات في الخارج، بعد تطبيق الاشتراطات الجديدة، التى شملت إلغاء تأشيرة دخول السودانيين المسبقة إلى مصر، بالإضافة إلى إلغاء التعليمات السابقة التي كانت تتيح الدخول بتأشيرة مسبقة مرفق معها إقامة في إحدى دول الخليج أو دول الاتحاد الأوروبي، مع فرض الحصول على موافقة أمنية.
واعتبر نائب رئيس الجالية السودانية، أن إجراءات السلطات المصرية طبيعية في ضوء الأوضاع الأمنية المحيطة بها، وأشار إلى وجود مخاوف أمنية، بسبب حصول بعض مواطني دول جوار السودان على الجنسية السودانية، لافتا الى أن بعض هذه الحالات قد تأتي لإثارة الفتن، والتأثير على وضعية الجالية المقيمة في مصر منذ سنوات.