لذلك تم اغتياله
«بوحبيب» يكشف عن موافقة نصر الله على وقف إطلاق النار 21 يوماً
الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في وقف عدوانه على قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية.. ولقد أكدت الأحداث أنه يعرقل كل فرصة لتحقيق وقف العدوان بإبرام صفقة مع المقاومة في لبنان وفلسطين يمكنه خلالها إطلاق سراح رهائنه لدى المقاومة الفلسطينية وإعادة كان مستوطنات الشمال.. وذلك ما كشف عنه وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب في تصريحات، لشبكة CNN، والتي قال خلالها إن الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصر الله وافق على وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما قبل أيام قليلة على مقتله من قبل إسرائيل، وفقا لدعوة من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وحلفاء آخرين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وأوضح بو حبيب أن بيروت أبلغت واشنطن وباريس بموافقة لبنان على وقف مؤقت لإطلاق النار، بعد التشاور مع حزب الله ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والحكومة المؤقتة.
وقال بوحبيب إن العاصمتين الأمريكية والفرنسية أخبرونا بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي على دعوة بايدن وماكرون.. وكان من المفترض أن يأتي كبير مستشاري البيت الأبيض "أموس هو كشتاين" إلى لبنان للتفاوض على وقف إطلاق النار.
وفي يوم الخميس/ 26 سبتمبر 2024/ صدر بيان مشترك عن عدة دول ومنظمات، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات والمملكة المتحدة وقطر، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا لإعطاء الفرصة للدبلوماسية وتجنب المزيد من التصعيد عبر الحدود، بمبادرة من بايدن وماكرون.
غارة جوية إسرائيلية
لكننا فوجئنا يوم الجمعة /27 سبتمبر 2024/ بغارة جوية إسرائيلية، على مقر القيادة المركزية للحزب بحارة حايك في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، مما أسفر عن اغتيال نصر الله وعدد من قادة حزب الله، بالإضافة إلى مسؤول في الحرس الثوري الإيراني..
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد استخدم سربا من طائرات F-15i لضرب المنطقة بقنابل خارقة للتحصينات بزنة 2000 رطل، خلف حفرة عمقها 20 مترا على الأقل، وأدت لتسوية 6 أبنية بالأرض جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية.
ووفقا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الطائرات المشاركة في الغارة الجوية كانت مجهزة بما لا يقل عن 15 قنبلة، كل واحدة منها تزن 2000 رطل. وأكد مسؤولون أن أكثر من 80 قنبلة أُلقيت في دقائق معدودة لاغتيال نصر الله.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن القنابل المستخدمة أمريكية الصنع من نوع "مارك 84"، وأن الولايات المتحدة أسقطت أكثر من 12,000 قنبلة "مارك 84" على العراق خلال عملية عاصفة الصحراء عام 1991 ضد مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك المدفعية والشاحنات والمخابئ ومواقع صواريخ أرض-جو، إضافة إلى مواقع المدفعية المضادة للطائرات ورادارات الإنذار المبكر ونقاط الإمداد.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قال يوم الحادث خلال تواجده في نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة إن "الغارات الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت، تثبت أن العدو الإسرائيلي لا يأبه لكل المساعي والنداءات الدولية لوقف إطلاق النار".
قرار الضربة من الفندق
ويذكر أن العملية تزامنت مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاضراً. ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، اتخذ نتنياهو قرار الضربة من فندقه في نيويورك، ونشر مكتبه لاحقاً صورة توثّق لحظة موافقته على العملية.
وفي التاسع من سبتمبر 2024، أي قبل 18 أيام من اغتيال الشهيد حسن نصر الله قال عضو الكنيست نبسبم فاتوري في حديث لإذاعة "إف إم الإسرائيلية، إن إسرائيل تعلم بمكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ونعرف أين يتواجد نصر الله بالضبط، وقد نطيح به إذا لم يكن هناك خيار آخر.. هذا هو الاتجاه وسيحدث ذلك في الأيام المُقبلة.
فاتوري أكد في حديثه الإذاعي أن المسألة، مسألة أيام قبل أن تبدو ضاحية بيروت مثل غزة، مشيراً إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتفق معه في الرأي على صعيد مسألة توسيع الحرب ضد لبنان وجعل بيروت مثل غزة.. وعرض فاتوري خطة الحرب، والتي ستبدأ بضربة استباقية كبرى مماثلة للهجو الصاروخي الكبير لحزب الله على وسط إسرائيل مؤخرا، والتي أحبطت بشكل كبير، وفق تعبيره، مشيراً إلى أن هذه الخطة ستستمر لمدة 4-5 أيام على الأقل، يليها غزو بري.. وهو ما يسعى الجيش الإسرائيلي حالياً لتنفيذه على الحدود اللبنانية وتتصدى له قوات حزب الله مكبدة الاحتلال خسائر غير متوقعة في جنوده وآلياته العسكرية.