الإمام يفحم الممثل الاتحاد الأوروبي
شيخ الأزهر: هل هناك حل للمهزلة التاريخية الكبرى التي نراها في غزة؟
سأل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسية جوزيب بوريل بعد استقباله بمشيخة الأزهر .. هل هناك حل لهذه المهزلة التاريخية الكبرى التي نراها في غزة؟! .. من يستطيع إيقاف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني في عالم منقسم بين مشارك وداعم بالأسلحة وآخر مشارك بالصمت أو بالحديث عنها بالإدانة والشجب؟! .. هل هناك بارقة أمل في هؤلاء الذين يصدرون الأسلحة أن يوقفوا دعمهم وأن تستيقظ ضمائرهم وإنسانيتهم؟!..هل هناك أمل أن يتحوَّل مَن يعزي ويواسي الفلسطينيين بالكلام من أصحاب القرارات السياسية إلى القيام بدور حقيقي وحاسم تجاه ما يحدث في غزة، وهم يستطيعون القيام بذلك إن أرادوا.
وصمت فضيلة الأمام.. ثم قال "إن الكلمات والعبارات تقف عاجزةً عن التعبير عما يُعانيه الشعب الفلسطيني جرَّاء العدوان والمجازر والمذابح اليومية التي يتعرض لها، والتي لم يشهد تاريخ الحروب والصراعات مثيلًا لها،ليست من الشجاعة أو المروءة أن يقوم رجل مسلح بالاعتداء على النازحين وقتلهم، هذه الوحشية لم نرها في عالم الحيوانات والوحوش".
ويجيبه بوريل: حل هذه الأزمات بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وحصول الفلسطينيين على كامل حقوقهم، والعمل على تغيير موازين القوى، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يبذل جهوداً كبيرة لوقف إطلاق النار في غزة، ونأمل أن يتمكَّن الاتحاد من إرساء قواعد السلام والتوصل لهدنة إنسانية تفضي إلى وقف كامل للعدوان.
وقال بوريل لشيخ الأزهر إنه لم ير طوال حياته قضية أشد تعقيداً وانقساماً داخل الاتحاد الأوروبي كالقضية الفلسطينية والعدوان على غزة، فحينما أوقفت بعض دول الاتحاد الأوروبي تصدير الأسلحة للجيش المحتل، لا تزال هناك دول أخرى داخل الاتحاد مستمرة في دعمه بالأسلحة وفي ميادين السياسة العالمية، مبيناً أن الاتحاد قدم مقترحاً لفرض عقوبات على بعض مسئولي الكيان المحتل ردًّا على سياساتهم العدائية وتصريحاتهم التي تحض على الكراهية، وأيضًا اقترح فرض عقوبات لكل مَن شارك في جرائم الإبادة والمذابح التي تحدث في غزة، ولكن تقف سلطتنا عند مجرد الاقتراح ولا بد من موقف موحد للدول الأعضاء لإقرار العقوبة، وهو ما لم يتحقق، مؤكداً استمرار الاتحاد في ممارسة المزيد من الضغط لوقف العدوان على غزة.
وكانت مشيخة الأزهر قد أصدرت بياناً أدانت فيه مجزرة المواصي الأخيرة التي وقت فجر الثلاثاء وأدت لمقتل 40 وإصابة 60 بخلاف المفقودين تحت الرمال إثر استهداف الاحتلال لمنطقة لخيام النازحين بقنابل أمريكية الصنع تستخدم لدك الجبال ومهاجمة المباني الشاهقة.. ونتج عن ذلك العدوان بالقنابل الأمريكية الصنع ثلاثة حفر بعمق تسعة أمتار مما أدى لدفن عائلات بكاملها تحت قماش الخيام والرمال.
وفي البيان شددت مشيخة الأزهر على أن كل من يدعمون الكيان المحتل بالسلاح أو بالسياسة أو بالصمت عن جرائمه، هم مشاركون في استمرار المحتل على ارتكاب مجازره ومذابحه، وأن عاماً من القتل والإرهاب والظلم والإبادة بالطائرات والبوارج والصواريخ والأسلحة لهو كفيل بفضح مخططات هذا الكيان وفضح نواياه السوداء للعالم كله، وأنه يسعى بكل ما أوتي من قوة للقضاء على فلسطين، وإزالة هذا الجزء العزيز على قلوبنا من خريطة عالمنا العربي والإسلامي، والاستيلاء على كل شبر فيه، حتى وإن أدى هذا المخطط الشرير إلى دوامة من الفوضى العالمية قد ترتد بالإنسانية كلها إلى ما وزراء العصر الحجري.
الجامعة تدعم زيارة أبو مازن لغزة
وكان مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية قد أقر في اجتماعه يوم الثلاثاء /10 يبتمبر 2024/ الإنضمام رسميا لدعم الدعوى المرفوعة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية حول انتهاكها لالتزاماتها بموجب الاتفاقية خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم والمستمر على قطاع غزة. كما حث المجلس محكمة العدل الدولية على الإسراع في الفصل في الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل،بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وعدم امتثال إسرائيل، للتدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة في يناير 2024.
وأكد مجلس الجامعة في بيانه الختامي أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، يُعتبر انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، وبمثابة إعلان حرب واعتداء على الأمن القومي العربي،مما يفاقم الصراع في المنطقة.
كما أكد المجلس دعمه لقرار الرئيس محمود عباس أبو مازن، بالتوجه إلى قطاع غزة بهدف وقف العدوان المتواصل على القطاع، والانسحاب الكامل والفوري لقوات الاحتلال الإسرائيلي منه، والتأكيد على أن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية على أراضي الدولة كاملة، واستعادة الوحدة الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتمكين الحكومة من تولي مهامها بشكل فعال في جميع أراضي الدولة الفلسطينية.