كفاح ومعاناة سبقت العرش
محمد أنور السادات..المنتصر الوحيد من مجلس قيادة الثورة .. بطل الحرب والسلام
ولد الرئيس أنور السادات يوم 25 ديسمبر عام 1918 في قرية ميت ابو الكوم بمحافظة المنوفية، ودخل كُتّاب القرية وتعلم فيه مبادئ القراءة والكتابة، ثم المدرسة الابتدائية الملحقة بدير الأقباط، في قرية طوخ دلكة، ثم مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، ثم مدرسة السلطان حسين بمصر الجديدة حيث نال الشهادة الابتدائية، ثم التحق بمدرسة فؤاد الأول الثانوية.
وبعد توقيع معاهدة 1936 تمكن من دخول الكلية الحربية، وتخرج منها عام 1938 ضابطًا برتبة ملازم ثان، ليخدم بعدها في مدينة منقباد بالصعيد.
السادات يدخل السجن
ودخل السادات السجن في 6 يناير 1946 بعد اتهامه بالاشتراك في اغتيال أمين عثمان وزير المالية، بسبب تصريحه الشهير بأن علاقة مصر وبريطانيا مثل الزواج الكاثوليكي، وفي أكتوبر 1944 نجح في الهروب من المعتقل، ليظل متخفيا حتى سبتمبر 1945، عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، وسقوط الأحكام العرفية.
وحكم ببرائته عام 1948 ليعود إلى الجيش في 15 يناير 1950 برتبة يوزباشي "نقيب"، وهي الرُتبة التي طُرد من الجيش وهو يحملها، وكان زملاؤه في الجيش قد سبقوه برتبتين، وينضم بعدها إلى تنظيم الضباط الأحرار عام 1951، وعند قيام ثورة 23 يوليو 1952، ألقى بيان الثورة الأول، كما أصبح عضوا في مجلس قيادة الثورة.
دور السادات ليلة ثورة 23 يوليو
في مشروع خطة الثورة الأصلي المكتوب بيد جمال عبد الناصر، وضع ناصر مهمة قطع الاتصالات التليفونية أثناء تنفيذ المراحل الأولى للحركة، وكتب أمامها اسم السادات، ورسم بجانبه علامة استفهام بالقلم الأحمر، وبالفعل تم إخطار "أنور" بالموعد المحدد للثورة، وهو 5 أغسطس، ولكن تم تقديم ذلك الموعد، نتيجة التطورات السياسية المتلاحقة، وتحدد له 23 يوليو.
وأرسل عبد الناصر أحد أعضاء اللجنة التأسيسية العليا، وهو قائد الأسراب حسن إبراهيم، إلى العريش ورفح، كي يبلغ السادات، بوجوب الحضور إلى القاهرة في موعد أقصاه 22 يوليو، وبالفعل وصل أنور في الموعد، ولكنه اصطحب زوجته "جيهان" إلى سينما صيفية في المنيل، وحضر العرض كاملا حتى النهاية وكان يحتوي على ثلاثة أفلام، وهناك العديد من الروايات التي تقول إنه افتعل مشاجرة عنيفة مع أحد المشاهدين كي يثبت وجوده في السينما حال فشل الثورة.
وبعدها عاد السادات وجيهان في الساعة الواحدة إلا الربع صباح يوم 23 يوليو، فوجد مع البواب رسالة مغلقة بخط عبد الناصر، يخطره بأن الحركة سيتم تنفيذها الليلة، وعلى الفور ارتدى زيه العسكري، وذهب إلى مقر رئاسة أركان حرب الجيش في العباسية.
وعند وصوله، وجد الضباط الأحرار قد نجحوا في السيطرة على قيادة الجيش، وعلى كل المواقع الحيوية في القاهرة، وفي البداية منع الجنود السادات من الدخول، لأنه لم يكن يعرف كلمة السر، وعندما أخبرهم برتبته طلبوا منه أن يبقى بيته حسب الأوامر، ولكنه ظل في الخارج، ونادى على عبد الحكيم عامر، الذي سمح له بالدخول.
ووجد السادات أن كل شي قد تم بنجاح، فاتصل بعدها بجميع الوحدات، حسب تكليفات عبد الناصر، في سيناء، والقنطرة شرق، والصحراء الغربية، والإسكندرية، والعريش ورفح، للتأكد من أن كل شيء يسير حسب الخطة الموضوعة.
وبعدها استدعاه عبد الناصر، وسلمه بيان الثورة، حتى يذيعه، وقال له: "يا أنور إن لديك صوتا قويا، وأنت تجيد الإلقاء، اذهب إلى الإذاعة، واقرأ هذا البيان، ووصل السادات في الساعة السابعة صباحا، فوجد مقرئ القرآن بدأ قراءته، فانتظر 20 دقيقة حتى انتهى من القراءة، ثم أذاع السادات البيان.
مناصب السادات بعد الثورة
في 7 ديسمبر 1953، تولى منصب المدير العام لجريدة الجمهورية، لسان حال الثورة، وفي 14 أغسطس 1954، عينه عبد الناصر سكرتيراً عاماً مؤقتاً لمؤتمر القمة الإسلامي، الذي يُعقد في مكة سنويا في موسم الحج، وقال السادات إنه نجح وقتها في إقناع الملك حسين عاهل الأردن بعدم الانضمام إلى حلف بغداد، وبطرد جلوب باشا قائد الجيش الأردني البريطاني الجنسية.
وفي 31 أغسطس 1954، تولى القائمقام أنور السادات، منصب وزير دولة، ضمن قرار مجلس قيادة الثورة بإجراء تعديل وزاري، كما تولى العديد من المناصب، ومنها رئاسة مجلس الأمة، ورئيس مجلس التضامن الأفرو آسيوي عام 1961.
وقرر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية، وتولى الرئاسة بالإنابة بعد وفاة ناصر في 28 سبتمبر 1970، ثم انتخب رئيسًا للجمهورية، في 17 أكتوبر عام 1970، بعد إعلان نتيجة الاستفتاء الشعبي.
السادات وحرب 6 أكتوبر
واتخذ السادات قرار الحرب والعبور التاريخي في 6 أكتوبر 1973، وفي 5 يونيو 1975 قرر إعادة فتح قناة السويس أمام الملاحة العالمية بعد إغلاقها منذ نكسة 5 يونيو 1967.
وقرر تقسيم الاتحاد الاشتراكي العربي إلى منابر، ثم أحزاب وفي عام 1978 أسس الحزب الوطني الديمقراطي وتولى رئاسته.
وألف كتب عدة منها: "قصة الثورة كاملة"، و"صفحات مجهولة من الثورة"، "يا ولدي هذا عمك جمال"، و"البحث عن الذات" والذي يروي فيه سيرته، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978، بالاشتراك مع رئيس حكومة الاحتلال مناحم بيجين.
زوجات السادات
تزوج السادات ابنة عمدة ميت أبو الكوم، وهي السيدة إقبال ماضي، وأنجب منها ثلاث بنات، وهن رقية وراوية وكاميليا، ثم طلقها في مارس 1949.
وبعدها تزوج من السيدة جيهان صفوت رؤوف، وكانت في السادسة عشرة من عمرها، بعدما تقدم لخطبتها في 29 سبتمبر 1948، وتم الزفاف في 29 مايو 1949، وأنجب منها لبنى ونهى وجيهان وجمال.
واغتيل الرئيس محمد أنور السادات في السادس من أكتوبر 1981 أثناء الاحتفال بأعياد أكتوبر، عن عمر يناهز 63 عاما.