عادات سنوية
مواطنون عن زيارة القبور في العيد "رحمة ونور".. والإفتاء توضح
يعتاد الكثير من المصريين على زيارة القبور فى أول أيام عيد الفطر المبارك، عقب تأدية صلاة العيد مباشرة، اعتقادًا منهم أن الميت يشعر بهم ويفرح بزيارتهم، فهي مظهر من مظاهر الاحتفال عند بعض العائلات، فيما يتساءل آخرين عن مدى مشروعية هذه الزيارة وهل هي مستحبة من عدمه.
زيارة القبور رحمة ونور
تقول أسماء مصطفى، ربة منزل، إنها اعتادت على زيارة القبور أول يوم العيد منذ صغرها، مضيفة أن عائلتها كانت بعد صلاة العيد تأخذ المخبوزات والكعك والبسكويت ونذهب لزيارة المقابر، ونقوم بتوزيع هذه المخبوزات والكعك على المتواجدين هناك رحمة ونور على موتانا، مشيرة إلى أنها ما زالت تتبع هذه العادة مع أولادها كل عام.
ويتفق معها خالد الأمير، تاجر، أن زيارة القبور عادة سنوية يقومون بها كل عيد أو مناسبة للتواجد مع ذويهم وآبائهم داخل قبورهم، ويقومون بإحضار الكعك والمخبوزات والفواكه لتوزيعها على أرواح موتاهم أمام القبور على الأطفال والكبار المتواجد بها المقابر.
بينما يقول شادي محمد، طالب، إنه لا يحبذ زيارة القبور أيام الأعياد، مضيفًا أن الأعياد مناسبات للفرحة والسعادة، وليست للحزن، وزيارة القبور تجلب الحزن لنفوسنا على فقدان من نحب، مشيرًا إلى أنه يقوم لأداء صلاة العيد ثم يعود إلى المنزل لإعطاء أولاد إخوته العيديات الخاصة بهم، ويفطر مع والدته وأخواته، ثم ينام ليستعد إلى للخروج ليلًا مع رفقائه.
وتساءلت هنادي فؤاد، ربة منزل، عن موقف الشرع من زيارة القبور، وخاصة أنها سمعت كثيرًا من الأقوال المتضاربة حول حرمانية زيارة القبور في الأعياد، مؤكدة أنها لا تذهب القبور في الأعياد، ولكنها تذهب كل يوم جمعة من أجل زيارة والدها ووالدتها والدعاء لهم وتوزيع المخبوزات رحمة ونور على أرواحهم.
موقف الشرع من زيارة القبور
أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أن زيارة القبور يجب أن تكون مرتبطة بالنية الصادقة، والتذكير بالله ومواعظ الدين ولا تُجعل مصدرًا للشرك أو الاستغاثة بالموتى، بل ينبغي أن تكون زيارة القبور فرصة لتجديد العهد بالله، والاستعداد للقاء الآخرة، والتأمل في دروس الحياة، وأهميتها في تحضير النفس للحياة الآخرة.
زيارة القبور جائزة
بشأن حكم زيارة القبور للنساء، فإنه يجوز للرجال والنساء زيارة القبور يوم العيد وغيره؛ لما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً» رواه أبو داود في «السنن»، فقد نهى النبي أولًا عن زيارة القبور ثم رَخَّص فيه، وهذا الحديث عام يشمل الرجال والنساء.
وأيضًا روي أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَرَّ بِامرأة تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ لها صلى الله عليه وآله وسلم: «اتَّقِي اللهَ، وَاصْبِرِي»، فَقَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ خِلْوٌ مِنْ مُصِيبَتِي، قَالَ: فَجَاوَزَهَا وَمَضَى، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ فَقَالَ: مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: مَا عَرَفْتُهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَاءَتْ إِلَى بَابِهِ فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا عَرَفْتُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ» رواه البخاري في "صحيحه".
حديث ذات دلالة واضحة
فهذا الحديث فيه دلالة واضحة على جواز زيارة النساء للقبور؛ إذ لو لم تكن جائزة لنهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه المرأة عن زيارة هذا القبر، لكن ذلك لم يحدث، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فدل ذلك على مشروعية زيارة النساء للقبور، والممنوع هو كثرة زيارتهن؛ للنهي الوارد في ذلك من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَعَنَ اللهُ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ» أخرجه الترمذي وصححه والبيهقي في «السنن».
والممنوع على الرجال والنساء جميعًا، زيارة القبور في العيد على أنها عبادة خاصة بالعيد، لكن هي صلة للأموات مستحبة في العيد وغيره، كما أنه يستحب صلة الأحياء في العيد وغيره.