الغرفة التجارية تفرض خصومات
إقبال ضعيف على شراء ملابس عيد الفطر.. والمواطنين: "الأسعار أوڤر"
مع اقتراب عيد الفطر المبارك، يستعد المواطنين لشراء ملابس العيد من خلال توفير مبالغ مالية لشراء ملابس العيد لجميع أفراد الأسرة، وخاصة أن مناسبة العيد هي ذكرى سعيدة، ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسن للمسلم أن يلبس في العيد أجمل الثياب؛ إعلانًا للفرح والسرور، وإظهارًا لنعم الله في ذلك اليوم العظيم.
وتتسابق المحال التجارية ومعارض الملابس والأزياء في تقديم أفضل العروض والموديلات المختلفة، المناسبة لمختلف المراحل السنية، وتقدم خصومات كبيرة لجذب مزيد من المتسوقين، ولكن في هذا العام يختلف الوضع كثيرًا، خاصة مع ارتفاع الأسعار.
الصفحة الأولى تقدم تحقيقًا شاملًا عن أسعار ملابس العيد، وآراء مختلفة من المواطنين والتجار، وتصريح الغرفة التجارية بشأن أسعار ملابس العيد.
فرحة عيد الفطر ناقصة
يقول هاني سيد، موظف، إن الأسعار في المحلات عالية بشكل مبالغ فيه، موضحًا أن سعر البنطلون الجينز وصل إلى 600 جنيه، والبلوزة وصل سعرها إلى 500 جنيه، فكم هو راتبي لأشتري بنطلون وبلوزة بهذا المبلغ، وفي حالة أن لدي 3 أطفال، متسائلًا في ظل هذا الغلاء محتاج أكثر من 5 آلاف لشراء أطقم كاملة بدون الشراء لي ولأم الأولاد.
وتتفق معه هيام محمد، ربة منزل، أن الشعور بفرحة العيد أصبحت صعبة، بسبب ارتفاع الأسعار بهذا الشكل المبالغ، متابعة أن في هذه الأيام الأباء والأمهات يعيشون حالة صعبة ما بين عدم استطاعتهم على مواكبة هذا الغلاء وبين سعادة أولادهم وفرحتهم بشراء ملابس جديدة مثل أقرانهم من الأطفال، ولكننا لا نملك غير الدعاء وأن يصبرنا الله على هذا الغلاء، ويرزقنا بالرزق الحلال.
شراء شتوي أم صيفي
بينما ترى أمينة محمد، موظفة، أن شراء لبس في هذا التوقيت غير مناسب، موضحة أن حالة الطقس هذه الأيام غير مستقرة، ومازال حتى الآن هناك تردد في شراء الملابس، فلا أحد يعلم شراء ملابس صيفية أم شتوية، قائلة" يعني هشتري شتوي يلبسوه مرة وخلاص واحنا محتاجين صيفي، ولا نشتري صيف والجو هيكون برد في العيد"، متابعة أنها قررت تأجيل شراء الملابس الجديدة بعد عيد الفطر حتى تقوم بشراء الصيفي، موضحة أن الأسعار في هذه الفترة غالي جدا بسبب موسم العيد، ولكن بعد انتهاء العيد ستهدى الأسعار قليلًا.
وتؤيد كلامها سماح أحمد، معلمة، أنها قررت تأجيل شراء الملابس بعد مرور عيد الفطر، مؤكدة على أن ارتفاع أسعار الملابس أفقد العيد فرحته وزهوته، وأن هذا الجيل يتعرض لظلم شديد بسبب ارتفاع أسعار جميع السلع، فملابس العيد ليست الأزمة الوحيدة، ولكن مع ارتفاع الأسعار في جميع السلع الاستهلاكية، أصبح الآباء يخفضون من شراء جميع لوازم المنزل، سواء كان في الأكل أو اللبس أو الترفية أو حتى التعليم، وما يتأثر بتلك التغييرات هم الأطفال، لكن ما زالوا لا يستوعبون ما يحدث حولهم من تضخم.
التفصيل أصبح مثل الجاهز
وتستنكر هبة حسن، صاحبة سنتر تفصيل، ارتفاع الأسعار بهذا الشكل المبالغ، قائلة إنها كانت تأخذ 50 جنيهًا على تفصيل البلوزة من قبل، ولكن هذه الأيام ال 50 جنيهًا لن تنفع، لأن سعر الكهرباء والخامات والقماش رفعت بشكل مبالغ فيه، مشيرة إلى سعر بكرة الخيط بعد أن كانت ب 7.50 أصبحت ب 40 جنيهًا، يعني زادت 5 أضعاف السعر الأصلي، كما أن متر القماش الخفيف يعدي ال 130 جنيهًا، قائلة "الناس مش عارفه تعمل ايه".
وتتابع هبة، أن سعر التفصيل أصبح مثل الجاهز، كانت الناس من قبل تتجه للتفصيل لأنه أرخص من الجاهز، ولكن حاليًا كله أصبح محصل بعضه، مضيفة أن حتى توك الشعر اللي كانت بتتباع الواحدة ب 5 جنيهات أصبحت الواحدة فقط ب 35 جنيهًا، متسائلة "ده يرضي ربنا، الناس تعمل ايه في الغلاء ده".
البيع أون لاين
وتقول أميرة جمال، تاجرة ملابس أون لاين، إن الأسعار هذا العام في حالة جنون، الأسعار زادت الضعفين وليس الضعف فقط، متابعة أن هناك إقبال ولكنه ضعيف مقارنة بالأعوام الماضية، وأنها تشعر بمعاناة كبيرة من أجل توفير ملابس بأسعار تناسب الجميع، لأنها تعلم مدى العجز الذي يشعر به الآباء في مثل هذه المناسبات، وتطالب الحكومة بالنظر إلى حال الشعب الغلبان والرأفة به.
وتضيف سارة أحمد، تاجرة ملابس أون لاين، أن الأسعار ليست طبيعية نهائيًا، متسائلة " يعني ايه بنطلون جينز لطفلة سنتين ب 580 جنيهًا، وبلوزة ب 350 جنيهًا"، متابعة أنه بالرغم من هذه الأسعار إلا أن هناك إقبال حتى لو قليلًا عن كل عام، ولكن هذه عادة ويجب أن نفرح الأطفال وتشعرهم بفرحة العيد.
وتشير إيمان علي، تاجرة ملابس أون لاين، إلى أن الإقبال أقل من كل عام، موضحة أن ذلك بسبب ارتفاع الأسعار هذا العام التي زادت الضعف قائلة إن " الأسعار أوفر"، موضحة معاناتها كتاجرة أون لاين كانت تقوم بشراء كمية كبيرة من الملابس جملة بمبلغ يناسبها، ولكن هذا العام تحتاج إلى سيولة كبيرة جدا من أجل توفير موديلات كثيرة وجميع المقاسات.
وتؤكد أنها تشعر بمعاناة الأباء والأمهات، وبظروف الناس الصعبة لذلك لا تقوم بوضع هامش ربح كبير، وحتى يكون هناك فرق سعر وخامة بينها وبين أسعار المحلات أيضًا تجذب العميل، متابعة أن مسكبها هذا العام قل كثيرا عن ذي قبل.
سعر الدولار السبب
وأرجع أحمد أمين، بائع ملابس بإحدى المحلات، أن ارتفاع سعر الدولار هو السبب في ارتفاع أسعار الملابس، مشيرًا إلى أن أسعار الملابس ارتفعت على التجار بشكل مبالغ أيضًا، وخاصة أن تجار الجملة يبدأون في رفع الأسعار على تجار التجزئة بداية من منتصف رمضان، مما يجعلنا نضطر إلى رفع السعر على المواطنين.
ويتابع أمين، أن ارتفاع أسعار الملابس في عيد الفطر أثرت بشكل سلبي على حركة السوق مقارنة بالمواسم السابقة، وهناك حالة ركود في حركة البيع، مضيفًا أن أصحاب المحلات لا يعانون من ارتفاع أسعار الملابس فقط، ولكنهم يعانون من ارتفاع أسعار إيجارات المحلات وارتفاع أسعار الكهرباء أيضًا، ولذلك عند وضع سعر الملابس يحرصون على وضع هامش ربح يكفي جميع هذه الالتزامات الأخرى.
الغرفة التجارية
وأعلن خالد فايد، نائب أول شعبة الملابس الجاهزة بالقاهرة، ل "الصفحة الأولى" أن الغرفة ستقوم بعقد اجتماع مع أصحاب المحلات من أجل عمل خصومات وتخفيضات على الملابس الجاهزة، وجاءت هذه التعليمات بناء على تصريحات أحمد الوكيل، رئيس اتحاد العام للغرف التجارية، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء، والذي شدد على ضرورة عمل خصومات وتخفيضات للمواطنين بعد نزول سعر الدولار في الفترة الأخيرة، وخاصة أن مازال هناك تضخم عالي في الأسعار.
وتابع فايد، أن المحلات حاليًا تحتوي على جميع الملابس سواء الصيفي أو الشتوي أو الخريفي، متابعا أن الشتوي في حالة تخفيضات لذلك أسعار أقل من الخريفي والصيفي، ومشيرًا إلى أن أسعار التفصيل لا تختلف كثيرًا عن الجاهز، لأن متر القماش وصل إلى 200 أو 220 جنيهًا، لذلك سعر التفصيل أصبح مثله مثل الجاهز ولا يوجد فرق بينهما.
وفي بيان رسمي لاتحاد الغرف التجارية، أطلق أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية والمهندس محمد السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية وبحضور دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي ومعالي الوزراء، مبادرة وطنية من القطاع الخاص المصري ممثلا في اتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات ومنتسبيها من كبرى المنتجين والمستوردين والسلاسل التجارية، حيث تم التوافق على تقسيم التكلفة الزائدة لرصيد السلع والخامات ومستلزمات الإنتاج التي تم شرائها بالأسعار السابقة على ستة أشهر وبالتالي إحداث خفض فورى في أسعار السلع الأساسية للأسرة المصرية.
وأضاف دكتور علاء عز أمين عام اتحاد الغرف التجارية، في البيان، أنه تم التوافق على أن تقوم السلاسل التجارية خلال 48 ساعة بوضع السعر السابق وشطبه وبجانبه السعر الجديد، لتوضيح نسب الخفض لكل سلعة والتي ستتراوح من 15% الى 20% من السعر قبل التعويم حسب نسبة المكون الأجنبي في تكلفة الإنتاج وستصل إلى 30% بعد العيد.
وأكد الوكيل والسويدى تكاتف التجار والصناع مع الدولة بهدف خفض أسعار السلع الأساسية ليشعر المواطن بفرق واضح في مستويات الأسعار نتاج الإصلاحات والذي يتعاظم مع العديد من المبادرات التي يقوم بها الاتحادين في إطار دورهم الوطنى.
وناشد الاتحادين المنتجين بالالتزام بقرار دولة رئيس الوزراء رقم 5000 سنة 2023 بطباعة أقصى سعر بيع المستهلك على السلعة أو في الفاتورة الالكترونية، وكذا منافذ التجزئة بإعلان سعر بيع المستهلك الذى يجب ألا يتجاوز الحد الأقصى المذكور بالفاتورة حتى ولو كانت العبوة مطبوعة بالسعر القديم، وذلك سواء على السلعة او على الرف او بأي وسيلة أخرى، مع الاحتفاظ بالفواتير الالكترونية بالمحال حيث ستبدأ حملات من الأجهزة الرقابية ستكون العقوبات في حالة المخالفة هي الحبس.