«جي اتش بي« صائد الفتيات في النوادي الليلية
مافيا دولية وراء انتشار «عقاقير الاغتصاب« في مصر لتهديد الأمن الاجتماعي
انتشرت في الآونة الاخيرة مايعرف بعقاقير الاغتصاب، أو تلك المواد المخدرة التى تستخدم في جرائم اغتصاب السيدات والفتيات، وأصبحت تباع في العديد من النوادي والملاهي الليلة ومواقع التواصل الاجتماعي، لاصطياد الفتيات وممارسة الجنس معهن دون وعي منهن، هو ما يمثل خطر داهم علي المجتمع المصري الذي يعاني من أمراض اجتماعية عديدة.
ومؤخرا ألقت مباحث مدينة نصر بالقاهرة، القبض علي كلا من محمد.ض، 30 سنة يعمل شريكا متضامنا بشركة رومانس، ومحمد.م ويعمل فني بهيئة قناة السويس، وحسين.م، 21 سنة، عامل، وتم إحالتهم للمحاكمة في القضية رقم 11053 لسنة 2023، بتهمة حيازة كمية من المخدرات، من بينها عقار"جي اتش بي" المعروف بعقار اغتصاب السيدات.
تشويش الحواس والاعتداء الجنسي
وخلال الشهور الاخيرة رصدت وسائل الاعلام عدد من جرائم الاغتصاب، وقد عزى الأطباء المتخصصين في علاج ادمان المخدرات هذه الجرائم إلى وجود مخدر حديث غاية في الخطورة ، وأن هذا المخدر هو السبب الرئيسي في بعض هذه الجرائم المتكررة، ويُصنف ضمن العقاقير النفسية الذي يقلل نشاط الجهاز العصبي وهو مسموح استخدامه في المستشفيات عند التخدير، كما أنه قد يُستخدم في علاج ادمان الكحوليات في مراكز علاج الادمان.
ولكن الأخطر أنه يتم استخدامه في النوادي الليلية وغيرها من الأماكن المشبوهة من أجل الاعتداء الجنسي وشل حركة الضحية بعد تخديرها بهذا العقار.
و تستخدم هذه المادة المخدرة في الاعتداء الجنسي حيث تفقد الضحية القدرة على التركيز وتعطيها شعوراً مزيفاً بالسعادة والرغبة في التواصل مع المعتدي والاستجابة لممارسة الجنس معه.
وبحسب خبراء علوم الصيدلة والكيمياء، فإن عقاقير "الاغتصاب الجنسي" متنوعة الا أنها في مجملها تعمل علي تشويش الحواس لدي المتعاطي بغرض ارتكاب فعل الاعتداء الجنسي. وتشير معظم التقارير إلي أن تعاطي جرعة واحدة من عقار "الاغتصاب الجنسي" تؤدي الي النعاس وعدم القدرة على تذكر أي تفاصيل بما فيها التفاصيل المتعلقة بفعل الاغتصاب، مما يصعب القبض على المعتدي وإدانته حيث يصعب علي الضحية في معظم الحالات تحديد هوية المغتصب.
وتتنوع هذه العقاقير وتختلف من حيث الشكل والمادة والكثافة، فمنها الـ" جي اتش بي" الذى انتشر في مصر مؤخرا ويباع علي شكل مسحوق أبيض.
أما الـ" جي بي ال" فهو عبارة عن سائل شفاف، قابل للاشتعال، عديم الرائحة، ذو طعم مالح قليلًا، والذي لا يلاحظ عند تخفيفه في مشروبات مختلفة مثل: الكولا، النبيذ، القهوة أو المشروبات الكحولية للتعاطي، ولذلك يتم بيعه في النوادي، وأماكن الترفيه بسهولة ويسر، حيث يصعب علي الضحية كشفه داخل أي مشروب .
الأعراض المحتملة
وهناك أعراض محتملة عديدة لعقاقير الاغتصاب ومواد المؤثرات العقلية الأخرى، منها التشويش وفقدان الذاكرة وتغييرات مؤكد في الوعي والادراك، فضلا عن اضعاف القدرة على المقاومة والارتباك، ومن أهم العلامات التي قد تدل على استخدام عقار الاغتصاب كذلك هو فقدان الذاكرة لعدة ساعات.
وفي حالة شرب الكحول مخلوطا بأحد عقاقير الاغتصاب المعروفة لا يكون التفاعل نموذجيًا للتأثير المعروف بعد الشراب وحده، ولكن في كل الاحوال يجد المتعاطون أنفسهم أحيانًا يستيقظون على موقف دون معرفة أو تذكر كيف وصلوا إليه.
كما يؤدي الي حالة من عدم الاتزان وعدم التحكم في رد الفعل، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خطورة كبيرة خاصة عند الضحايا من النساء الذين يتعاطون هذا المخدر رغماً عنهم، فقد يكن في حالة من الغيبوبة شبه الكاملة، مما يعرضهن لحالات الاغتصاب الجنسي.
ومن الآثار الجانبية لهذه المخدرات أيضا، أنها تزيد من الدافع الجنسي بشكل جنوني للغاية، وقد تصل لحالات الهلوسة الشديدة أثناء الاعتداء على الضحايا.
الهروب من العقاب
علي عكس معظم تحاليل المخدرات والعقاقير المخدرة، فإن بقايا عقار الاغتصاب تختفي من سوائل الجسم خلال وقت قصير من عملية التعاطي، وبالتالي فإن مدة الوقت حتى إجراء الفحص أمر بالغ الأهمية، وهو ما يصعب معه اثبات جريمة التعاطي.
وفي هذا الصدد تقول مصادر طبية أنه في الآونة الأخيرة، شهدنا عددًا كبيرًا من حالات ضحايا الاعتداء الجنسي التي ربما يكون قد تم استخدام عقار الاغتصاب فيها، وحتى الآن، لم يتم العثور على أي بقايا من المادة في سوائل الجسم، مما يصعب على الضحية تعافيها من التجربة الصادمة وكذلك من حيث الأدلة
مافيا دولية
وتواصل الاجهزة الأمنية المصرية توحيه الضربات القوية والحرب على المخدرات بكافة أنواعها وأشكالها ، من خلال تشديد الرقابة على جميع المنافذ بهدف تحقيق المبادرة الأمنية لحماية الشباب والنشء باعتبارهم ذخيرة الأمة المصرية من الوقوع فى براثن المخدرات، خاصة وأن مصر من الدول المستهدفة من مافيا تهريب وتجارة المخدرات حول العالم.
وتشير معظم التقارير الأمنية والدراسات الاجتماعية، الي أن انتشار المخدرات في مصر لاسيما من هذا النوع الخطير يقف ورائها مافيا دولية بغرض ضرب السلم والأمن المجتمعي في مصر، وهو ما تقف له الأجهزة المصرية المختلفة بالمرصاد.