و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

خلال تكريمة على «قطايف»

«ماذا حدث للمصريين؟» سر هدية وزير الأوقاف للفنان سامح حسين

موقع الصفحة الأولى

أهدي الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، الفنان سامح حسين، كتاب «ماذا حدث للمصريين؟» للمفكر الدكتور جلال أمين، إلى جانب درع الوزارة؛ تقديرًا لإسهاماته المتميزة في نشر الفضائل من خلال فنه الراقي، ورسالته الفنية السامية 
ففي لقاء يؤكد اهتمام الوزارة بدور القوى الناعمة في بناء الوعي، وتعزيز منظومة القيم الأخلاقية، كرم وزير الأوقاف، الفنان سامح حسين؛ تقديرًا لعطائه الفني المتميز، وما قدمه من محتوى هادف من خلال برنامجه «قطايف»، الذي يقدمه سامح حسين على قناته الخاصة على اليوتيوب في شهر رمضان، والذي أثَّر تأثيرًا كبيرًا في وجدان المصريين، ولمس قلوبهم، وما اتسم به من إبداع عبقري. 
كما ثمَّن وزير الأوقاف جهوده في تقديم أعمال تحمل رسائل تربوية، وأخلاقية، وإنسانية سامية، تُسهم في بناء الوعي، وتعزيز القيم المجتمعية النبيلة.
وأشاد أسامة الأزهر بإسهامات الفنان سامح حسين، في تقديم هذا المحتوى المتميز الذي يُعزز الهوية الثقافية المصرية، ويُرسِّخ القيم الإيجابية في المجتمع، وأكد أن الفن الواعي يُعد شريكًا رئيسيًّا في مسيرة التنوير، وبناء الشخصية الوطنية، وأن ما يُقدمه الفنان من رسالة مؤثرة يُسهم في تشكيل الوجدان الجمعي، وتعزيز الانتماء والهوية.

وأعرب سامح حسين، عن سعادته البالغة بهذا التكريم، معتبرًا أنه وسام شرف على صدره، مشيرًا إلى أن هذا التكريم يؤكد مدى اهتمام الدولة بدور الفن في تشكيل الوعي المجتمعي. وأكد أن العمل الفني رسالة ومسئولية، وأنه يسعى دائمًا إلى تقديم محتوى يحترم عقول المشاهدين، ويراعي قيم المجتمع وثوابته.
وبيَّن أن الفن يجب أن يكون أداة بناء، وأن المجتمع المصري بطبيعته مُحب للقيم النبيلة، متطلع إلى كل ما يُعزز الطمأنينة والراحة النفسية، لافتًا إلى أن الأعمال الهادفة تترك أثرًا عميقًا في النفوس، وتُسهم في بناء أجيال أكثر وعيًا ومسئولية.

ماذا حدث للمصريين؟ 

كتاب ماذا حدث للمصريين؟ الذى أهداه وزير الأوقاف للفنان سامح حسين ، هو الكتاب الأكثر شهرة بين مؤلفات المفكر جلال أمين والذى يشخص مرض المجتمع المصري والمصريين بـ«الحراك الاجتماعى» الذى قال أنه يعوق تقدم المجتمع ويعد سببا رئيسيا فى تعاسته على المستويات الثقافية والسياسية والاجتماعية، وأن علاج السياسات الحكومية لن يجدى وحده لوقف تدهور حال المصريين، لأن مرض المصريين ليس سياسيا محضا بل هو اجتماعى اقتصادى ويحتاج عقودًا لعلاجه، وهذا المرض يعود للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى التى تعرض لها المصريون منذ عام 1952 حين دفعت الثورة عجلة الحراك الاجتماعى فى مصر بشكل غير مسبوق وبسرعات عالية وبدون وعى بتبعاتها الاجتماعية والثقافية، نظرا لضعف الخلفية الفكرية والثقافية، ثم ما تبع الثورة من سياسات اقتصادية وسياسية كبرى مثل التصنيع والإصلاح الزراعى ثم سياسة الانفتاح.
وأضاف جلال أمين أن هذه التركيبة الطبقية طرأ عليها تغيير كبير، وأن الصورة المرسومة فى ذهنه هى عمارة كبيرة قرر سكان أدوارها العليا النزوح إلى الأدوار السفلى؛ بينما قرر سكان الأدوار السفلى النزوح إلى الأدوار العليا، وبينما الكل ينتقل بأولاده وأطقم ملابسه ومحتويات منزله، تقابلوا على السلالم، فما الذى سوف يحدث؟ هذا هو ما يجرى الآن على المستوى الاجتماعى.
وقال أن المثقفين يشكون من انحدار المنتج الثقافى المصرى وتدهور مكانة اللغة العربية وانحطاط التعليم، وعلى هذا فإن الكل يقر بوجود أزمة.
ورأى جلال أمين أن ارتفاع معدل التضخم أدى لارتفاع أسعار أراضى البناء واستفادة طوائف واسعة من الحرفيين والإضرار بالطبقة الوسطى من موظفى الحكومة وأصحاب المعاشات والمزارعين البسطاء، وقد أحدث هذا المعدل غير المسبوق فى الحراك الاجتماعى تقلبات عنيفة فى المركز النسبى للطبقات ترتب عليه صعود شرائح دنيا فى السلم الاجتماعى لتنافس وتتفوق على الطبقات الوسطى والعليا فى نمط معيشتها، وتقليد الأقل دخلا للأعلى دخلا فى نمط معيشته رغبة منها فى الانتماء لطبقة أعلى، فانتشرت الرموز الطبقية كالإصرار على اقتناء سيارة خاصة أو جهاز موبايل معين لتأكيد الانتماء لطبقة أعلى.
واختتم الكتاب بأنه مع تغير المناخ الثقافى، اعترى اللغة الدارجة تغير لافت للنظر، ودخلت تعبيرات حرفية جديدة مثل لفظ «الريس والباشمهندس للكهربائى والدكتور للميكانيكى... إلخ» تعبر عن هذا التغيير فى التركيب الطبقى.. وشاعت كلمات «طنش وفوت وماشى» وزاد إقحام كلمات انجليزية بلا مبرر مع الإفراط فى استخدامها فى تسمية المتاجر والمأكولات. وحتى الموسيقى دخلتها معان وألحان سوقية لم يكن يقبلها الذوق العام، وقدمت السينما أنماطا تستجيب لرغبات الطبقات الجديدة، وصارت أكثر الأفلام نجاحا هى تلك التى تسخر من القيم الراسخة. 

تم نسخ الرابط