الحشاشون والقرامطة والإخوان
سجل الجرائم الكاملة لأخطر 3 تنظيمات سرية في التاريخ الاسلامي
عرف التاريخ الاسلامي عددا من الفرق والجماعات الدموية التى اعتمدت القتل والتخريب، في سبيل الوصول للزعامة والحكم.
الحشاشون والقرامطة والاخوان، 3 فرق كانت الأكثر دموية علي الإطلاق، ارتكبت مئات الجرائم من التخريب والحرق والقتل والاغتيال للمعارضين، وتحالفوا مع اعداء الأمة من أجل اهدافهم.
لم تتورع فرقة الحشاشين عن الدخول فى حلف مع الصليبيين ومساعدتهم ضد صلاح الدين الأيوبي، كما سعى الحشاشون لقتل صلاح الدين الأيوبى، لأنه أسقط الخلافة الفاطمية، لذا تعاونوا مع الصليبيين للقضاء عليه.
أما القرامطة والاخوان فلم يتركوا وسيلة من أجل النيل من الأمة وإضعافها لصالح الأعداء، وفي سبيل الوصول لسدة الحكم.
دموية الحشاشون وهمجيتهم
أسست طائفة الحشاشين أواخر القرن الخامس الهجرى على يد حسن الصباح وقد انفصلت الطائفة الإسماعيلية التى أسماها أتباعها الدعوة الجديدة كما ورد في كتاب "الملل والنحل" للشهرستانى عن الفاطميين لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران، واتخذوا من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوتهم؛ وترسيخ أركان دولتهم.
أطلق عليهم لقب الحشاشين، لأنهم كانوا يختفون وسط الحشائش لاغتيال معارضيهم، وقيل لشربهم مخدر الحشيش قبل عمليات الاغتيال لمعارضيهم من أهل السنة حتى لا يتراجعوا عنها.
لقد كانت فرقة الحشاشين شديدة الدموية في مواجهة الناس، الذين كانوا يخافون من غيلتهم ودمويتهم، ومهاراتهم غير المتوقعة في الإجهاز والقتل، ففي تقرير أرسله أحد المبعوثين للإمبراطور الألماني فردريك بربروسا عام 1175 قال "لهم سيد يلقي أشد الرعب في قلوب كل الأمراء العرب القريبين والبعيدين على السواء، وكذلك يخشاه كل الحكام المسيحيين المجاورين لهم، لأن من عادته أن يقتلهم بطريقة تدعو للدهشة.
لم تتورع فرقة الحشاشين عن الدخول فى حلف مع الصليبيين ومساعدتهم ضد صلاح الدين الأيوبي، وكانوا يستوطنون القلاع الحصينة فى سوريا قرب حلب وحماة، مهادنين للصليبيين من فرسان الهيكل، ومعادين للمسلمين من أمراء حلب والموصل المتعاونين مع صلاح الدين.
ووفقاً لكتاب "حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية فى العالم الإسلامى" للدكتور محمد عثمان الخشت، كان على حسن الصباح أن يختار المكان الذى سيلتقى فيه هو وأتباعه والذى ستظهر منه معتقدات الحشاشين ونشاطهم الاغتيالى، وقد أسس حسن الصباح فرقة مكونة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها "الفدائيون"، وتم تدريب هذه الفرقة على فنون القتال واستعمال كافة أنواع السلاح المعروفة في ذلك العصر لاسيما الجناجر، كما تم تدريبهم علي الاختفاء والسرية، والأهم أن يقتل الفدائى نفسه فى حالة الوقوع في يد الاعداء قبل أن يبوح بكلمة واحدة من أسرارهم.
كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التى يقوم بها وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات السياسية، مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد، الذى تم اغتياله فى عام 1192.
كما نفذت طائفة الحشاشين عملية اغتيال الوزير السلجوقى "نظام الملك الطوسي" بعد عدة أسابيع من وفاة السلطان ملكشاه عام 485 بعد محاولته اقتحام قلعتهم، وقد كان اغتيال نظام الملك من أوائل عمليات الاغتيال الكبرى التي قام بها الحشاشون وفقا لكتاب الذهبى تاريخ الإسلام.
ويعتبر المركيز "كونراد دى مونفيرا" ملك بيت المقدس الصليبى، أول ضحايا الحشاشين من غير المسلمين، حيث تذكر مصادر تاريخية أن الاغتيال تم بناء على توجيهات ريتشارد قلب الأسد، الذى وصلت العداوة بينه وبين "دى مونفيرا" ذروتها فى تلك الفترة وقد اغتاله الحشاشون بأن اثنين من عناصرهم ليطعنوا المركيز كونراد دى مونفيرا.
قضى المغول بقيادة هولاكو على هذه الطائفة في فارس سنة 1256 بعد مذبحة كبيرة وإحراق للقلاع والمكاتب الإسماعيلية، وسرعان ما تهاوت الحركة في الشام أيضاً على يد الظاهر بيبرس سنة 1273.
دولة حمدان قرمط
كانت أكثر الفرق الباطنية ذات شراسة وعنفا فرقة القرامطة التى أسسها حمدان قرمط، والتى أغارت على مدينة مكة المكرمة ونهبتها واستولت على الحجر الأسود من الكعبة وعرضته للإتلاف، واستحلت الدماء المعصومة في البلد الحرام.
بدأت أولى ثورات القرامطة الدموية في البحرين عام 899، ثم تلاها ثورة في الكوفة 902، وخلال ثوراتهم قتلوا واستباحوا، وتوسعوا وجمعوا حولهم بعض من الانصار.
وكانت الدولة العباسية في مرحلة ضعف واستهانة، فلم تتصد لهم، واكتفت بتسوير البصرة وحمايتها، فقد كانت ثورات متعددة في أكثر من مكان إذ لحقهتا ثورة في الشام، لقد كان هدفهم تحطيم الخلافة وتفريقها.
استولى القرامطة على البحرين والأحساء، واتخذوا من هجر قاعدة لهجماتهم على الدولة العباسية وقوافل الحجاج، وارتكبوا خلالها جرائم روعت المسلمين، ومنعت الكثيرين من أداء مناسك الحج في بعض الأعوام خوفًا من التعرض إلى هجمات القرامطة المفاجئة.
وعلى الرغم من القوة البادية للقرامطة، التي مكنتهم من هزيمة قوات الدولة العباسية في كثير من المواجهات التي وقعت بين الطرفين، وأتاحت لهم الاستيلاء على بعض المدن العراقية والحجازية والشامية والمصرية، على الرغم من ذلك فإنه لم يكن للقرامطة دولة بالمعنى الدقيق، إنما كانوا قوة عسكرية غاشمة، تعتمد في استمرار وجودها على تلك الغارات المباغتة التي تشنها على البلاد المجاورة، أو مهاجمة القوافل- وبخاصة قوافل الحجاج- وتحصل من هذه وتلك على الغنائم والأسلاب، فترجع بها إلى قواعدها في البحرين والأحساء، ومن ثم تساعدها على البقاء إلى حين.
كان القرامطة يدخلون اى مدينة فيدمروها بالكامل، وكانت خطتهم الإغارة المفاجئة والاستيلاء على المدن والقرى وإثارة الرعب والفزع فيها.
وجاء عدوانهم على بيت الله الحرام وحجاجه في عام 929، حين اقتحموا مكة المكرمة، وقاموا بقتل الحجيج يوم السابع من ذي الحجة استعدادًا للوقوف بعرفات وأداء المناسك، فقتلوا يومها 30 ألف حاج، واقتحموا المسجد الحرام، واقتلعوا الحجر الأسود وباب الكعبة، وأستارها، واحتفظوا بها أكثر من عشرين سنة في مركز حكمهم بالقطيف، وردموا بئر زمزم بجثث القتلى الذين سفكوا دماءهم في المسجد، أما زعيمهم أبو طاهر فقد وقف على عتبة باب الكعبة، وصاح منتشياً: "أنا بالله، وبالله أنا، يخلق الخلق وأفنيهم أنا".
جرائم العصر الحديث
وكما جاء الحشاشون والقرامطة لخدمة أعداء العرب والمسلمين، جاءت جماعة الاخوان التى أسسها حسن البنا عام 1982.
لقد كان لجماعة الإخوان باع طويل فى ارتكاب الجرائم، والتحالف مع البريطانيين والامريكان من بعدهم.
ونفذت الجماعة الارهابية، قائمة اغتيالات للشخصيات المصرية وكبار رجال الدولة في منتصف عقد الأربعينيات من القرن الماضي.
في 24 فبراير 1945 عقد مجلس النواب المصري جلسته الشهيرة لتقرير إعلان الحرب على المحور خلال الحرب العالمية الثانية، والوقوف بجانب الحلفاء وانضمام مصر للأمم المتحدة، ومع ارتفاع حدة المعارضة بين مؤيد للمحور ومساند للحلفاء، اضطر أحمد ماهر، رئيس وزراء مصر وقتها، لعقد جلسة سرية مع مجلس النواب لشرح المكاسب التي ستحصل عليها مصر في حال الإعلان الرسمي للحرب ضد المحور، واقتنع مجلس النواب بما أوضحه ماهر
وبعد الحصول على الموافقة الرسمية للبرلمان، قرر ماهر التوجه مباشرة إلى مجلس الشيوخ لطرح حجته عليهم، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق النار عليه وقتله في الحال.
وفي مارس عام 1948 كانت هناك قضية ينظرها القاضي أحمد الخازندار، تخص تورط جماعة الإخوان المسلمين في تفجير دار سينما مترو، وفى صباح 22 مارس 1948 اغتيل الخازندار أمام منزله في حلوان، عندما كان متجها إلى عمله، على أيدى شابين من الإخوان هما: محمود زينهم وحسن عبد الحافظ، سكرتير حسن البنا.
وفى نوفمبر 1948 قام عدد من أعضاء النظام الخاص بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر بنقل أوراق خاصة بالنظام وبعض الأسلحة والمتفجرات فى سيارة جيب من إحدى الشقق بحى المحمدى إلى شقة أحد الإخوان بالعباسية إلا أنه تم الاشتباه فى السيارة التى لم تكن تحمل أرقامًا وتم القبض على أعضاء التنظيم والسيارة لينكشف بذلك النظام الخاص السرى لجماعة الإخوان المسلمين.
وأدى هذا الحادث إلى إعلان محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء آنذاك أمرا عسكريا بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفى الدولة والطلبة المنتمين لها، وكان هذا القرار سببا جعل النظام الخاص يقوم بقتل النقراشى.
وفى هذه العملية قام عدد من كوادر الجهاز الخاص بمحاولة لنسف محكمة استئناف القاهرة والتى كان يحفظ فيها أوراق ما عرف بقضية "السيارة الجيب" التى كان على رأس المتهمين فيها "مصطفى مشهور" أحد قادة النظام الخاص، ومرشد الجماعة الخامس فيما بين عام 1996 وعام 2002.
القتل والاغتيال لم يكن لاعداء الجماعة فقط وانما أيضا كان لكل من يخالفها داخل التنظيم، ففي 19 نوفمبر 1954 كان هناك عملية غدر داخل الجماعة، اعتمدت أسلوب الاغتيالات والتصفيات الجسدية لحسم خلافاتها الداخلية، تبدأ ملابسات هذه الواقعة بحالة التوتر الناشئة بين حسن الهضيبى المرشد الجديد للجماعة بعد اغتيال مؤسسها حسن البنا، وعبد الرحمن السندى رئيس التنظيم الخاص، وأسباب التوتر كانت متعددة، من بينها عدم رضا الهضيبى على علاقة السندى بثورة يوليو 1952 ورجالها من ناحية، وعدم رضا السندى عن وجود الهضيبى على رأس الجماعة من ناحية أخرى.
فى ضوء هذه الملابسات، قرر الهضيبى عزل عبد الرحمن السندى من رئاسة النظام الخاص، وكانت نيته هى تعيين المهندس السيد فايز بدلا منه لكنه لم ينتظر التنفيذ وقرر قتل فايز وهو ما تم بالفعل عن طريق علبة حلوي ملغومة في مولد النبي
وفى عام 1954 كانت محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، أثناء إلقائه خطابا بميدان المنشية بالإسكندرية، بمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء، وفي منتصف خطابه أطلق محمود عبد اللطيف أحد كواد النظام الخاص لجماعة الإخوان ثماني طلقات نارية من مسدس بعيد المدي باتجاه الرئيس ليصاب شخصان وينجو عبد الناصر.
ولم تتوقف جرائمهم عند ذلك الحد، بل امتد إلى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة في 6 أكتوبر 1981..
وعقب ثورة "30 يونيو" والاطاحة بحكم الجماعة، كانت أكثر فصول الجماعة عنفا وارهابا تلك التى بدات بأحداث مكتب الإرشاد، والتي بدأت بالاشتباكات بين أنصار الجماعة الإخوان من ناحية، والمطالبين برحيل محمد مرسى من الحكم آنذاك، من ناحية أخرى، وذلك أمام مكتب الإرشاد في منطقة المقطم بمحافظة القاهرة، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين بآوامر من مكتب الارشاد لإرهاب المحتجين الذين خرجوا وقتها في كل المدن المصرية.
وبعد فض اعتصام رابعة العدوية المسلح في عام 2013 هاجم الاخوان دور العبادة، من المساجد والكنائس، وكذلك المنشآت العامة وأقسام الشرطة، وأحرقوا أكثر من 82 كنيسة ودار عبادة، فضلا عن نهب وتدمير الكثير من المنشآت.
وفي 29 يونيو عام 2015، قامت جماعة الإخوان، باغتيال النائب العام هشام بركات عندما تحرك موكبه من منزله بشارع عمار بن ياسر بالنزهة، حيث انفجرت سيارة ملغومة كانت موجودة على الرصيف وفارق الحياة فى أعقابها، وعاشت مصر سنوات طويلة مع العمليات الارهابية الممنهجة التى خططت لها الجماعة وأذرعها حتي تم القضاء عليها بعد تقديم آلاف الضحايا من ضباط وجنود الجيش والشرطة البواسل.