تسببت فى أزمة البيض بأمريكا
إنفلونزا الطيور يعاود الظهور بمتحور جديد ومخاوف من اتحاده مع العدوى الموسمية

حذرت مراكز طبية من تفشي إنفلونزا الطيور عالميًا، بعدما ضرب الفيروس قطعان للدواجن والبط في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط، فضلاً عن ظهور متحور جديد لها قادر على إصابة الفئران، ما يسمح بانتشار أوسع لقدرة تلك الحيوانات الصغيرة على التنقل بين مزارع الدواجن والمنازل.
وأظهرت دراسات علمية انتقال الفيروس بين البشر دون أعراض، خاصة بين الأطباء البيطريين، وهو ما زاد المخاوف من أن كل إصابة بشرية مكتشفة توجد العديد من الحالات غير المكتشفة، ما يتيح فرصة لتطور إنفلونزا الطيور أو اتحادها مع الإنفلونزا الموسمية، ما قد يؤدي إلى تحور غير متوقع في القوة والانتشار.
وبحسب تقارير الصحة العالمية، قتل الفيروس نحو 17.2 مليون دجاجة بياضة في شهري نوفمبر وديسمبر من العام الماضي في الولايات المتحدة، وهو ما تسبب فى أزمة البيض الأخيرة.
وفى المملكة المتحدة، تم إعدام 1.8 مليون طائر في المزارع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مع اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الأمن الغذائي، ومنع المزيد من تفشي الفيروس في أنحاء المملكة المتحدة وويلز وأسكتلندا.
كما أعدمت اليابان 5 ملايين طائر خلال شهر واحد، ليبلغ إجمالي عدد الطيور التي تم إعدامها خلال الموسم الحالي 8.1 ملايين طائر، ما يثير مخاوف بشأن استقرار إمدادات الدواجن، كما بدأت أسعار البيض في الارتفاع ببطء، الأمر الذي قد يؤثر على المستهلكين والصناعات الغذائية على حد سواء.
إصابة أطباء بيطريين
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، رصدت المراكز الطبية تفشي إنفلونزا الطيور في مزرعة للديك الرومي في مُستوطنة كفار فيتكين الزراعية، وتم إعدام حوالي 19 ألف طائر في ستة حظائر، وإنشاء منطقة حجر صحي في نطاق يصل إلى 10 كيلو مترات من المزرعة المصابة.
بحسب أول دراسة عن تفشي إنفلونزا الطيور من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بأمريكا، فإن المشكلة ستتفاقم، إذ تبين أن متحور إنفلونزا الطيور H5N1 كان منتشرًا بين الطيور البرية، ولكن يتم اكتشافه حاليا في الداجنة، كما تسبب في مقتل القطط، وتم اكتشافه في الفئران.
ومع تحليل عينات الدم التي تم جمعها من 150 طبيبًا بيطريًا، عملوا مع الماشية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وجدوا أن ثلاثة منهم لديهم أجسام مضادة لفيروس H5N1، ما يشير إلى إصابات حديثة بينهم، والغريب أنهم لم تظهر عليهم أية أعراض
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية أن الفئران السوداء انضمت إلى القائمة المتنامية من الثدييات التي أصيبت بفيروس إنفلونزا الطيور H5N1 لتنضم لـ 50 نوعًا من الثدييات في أمريكا الشمالية، أشهرها حيوان الغرير والقطط المنزلية والدلافين وأسود الجبال والذئاب، بجانب عشرات الآلاف من الأبقار الحلوب، إذ تم تأكيد الإصابة في 973 قطيعًا على الأقل في 17 ولاية أمريكية.
وقررت مدينة نيويورك إغلاق أسواق الطيور الحية لمدة أسبوع؛ بهدف إبطاء انتشار إنفلونزا الطيور بين الدواجن، وتقليل فرص تحور الفيروس في أنواع مختلفة، خاصة مع اكتشاف حالات إصابة به بين البشر، وحدوث أول حالة وفاة.