و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

نبيه بري ينفي مد الهدنة

مصادر بالمقاومة اللبنانية للصفحة الأولى: عون وميقاتي أبرما الاتفاق بدون موافقة حزب الله

موقع الصفحة الأولى

قالت مصادر مقربة من حزب الله، إن الحزب وحركة أمل وقوى المقاومة اللبنانية لم تكن طرفاً في المفاوضات التي منحت العدو الإسرائيلي مهلة حتى 18 فبراير المقبل للانسحاب من القرى والبلدات الجنوبية ورفض كل الطلبات التي قُدّمت بشأن تمديد المهلة وأبلغ الجهات الرسمية كافة بأنه غير معني بما تم التوصل إليه وسيقف إلى جانب الأهالي، وأن المقاومة سيكون لها موقف حاسم إزاء مماطلة العدو للانسحاب.  

وكشفت المصادر لـ الصفحة الأولى، أن اتفاق التمديد تم بالتشاور بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والسفيرة الأمريكية ببيروت ليزا جونسون، ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأمريكي الجنرال جاسبر جيفز، بناء على طلب أمريكي لحفظ ماء وجه إسرائيل ولمنع المواجهة المباشرة بين قوات الاحتلال والتغلغل البشري لأهل الجنوب والقرى والبلدات المجاورة لتحرير مدن وقرى وبلدات الجنوب الحدودية والتي احتلها الاحتلال خلال فترة الهدنة.

وأضافت المصادر أن الإعلام الإسرائيلي والبيت الأبيض هما من أعلنا عن مد مهلة الهدنة إلى 18 فبراير، قبل أن يصدر مكتب ميقاتي بيانا صحفيا يعلن فيه استمرار العمل باتفاق الهدنة وفقا للتفاهمات التي تمت بين الحكومة والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتشاور مع الرئيس جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أصدر بدوره بيانا صحفيا حصلت "الصفحة الأولى" على نسخة منه.

وقال بري في البيان: "تعليقاً على تصريح الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة إلى 18فبراير المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية فإن الحقيقة أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى، الذين أختطفهم الاحتلال خلال محاولة أهالي الجنوب الدخول لبلداتهم.. وأوضح بري أنه تواصل مع الرئيس عون وتمنى عليه تبني مقترح الوقف الفوري لإطلاق النار، والانسحاب من الجنوب وفقا لاتفاق الهدنة".

 حزب الله يعلن رفضه واستعداده للقتال

وكان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكد في كلمته مساء الاثنين27 يناير 2025، أن الحزب لا يقبل بمد المهلة يوما واحداً، وإنه على إسرائيل الانسحاب من القرى الحدودية في جنوب لبنان بعدما انتهت مهلة الـ 60 يومًا، موضحاً أن الكيان الصهيوني هو الذي طلب وقف إطلاق النار، وحزب الله وافق مع الدولة اللبنانية على هذا، مشدداً على تواجد المقاومين المقاومون بالميدان وأن المقاومة ثابتة وقوية.. وأن المقاومة لها الحق بأن تتصرّف وفق ما تراه مناسبًا حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها، خاصة ونحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب. وفي ذلك السياق قالت المصادر لـ "الصفحة الأولى" إن حزب الله وعناصر المقاومة قد أعادت تموضعها وأصبح لديها أفضلية قتالية بعد إعادة السيطرة على المناطق المرتفعة.

المصادر كشفت أيضاً أن الرئيس اللبناني تواصل مع نظيره الفرنسي والإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل بتنفيذ بنود الهدنة بما فيها إطلاق سراح أسرى المقاومة اللبنانية الذين أسرهم الاحتلال خلال محاولته الدخول للأراضي اللبنانية، وهؤلاء وفقا للمصادر دخلوا في اشتباك مباشر مع قوات العدو، الذي تمكن من أسرهم بعد نفاذ ذخائرهم، وكذلك طلب عون إطلاق سراح الأسرى المدنيين الـ 13 الذين تم أسرهم مؤخرا في بلدتي حولا ومحبيب.

وأوضح عون ضرورة الضغط على إسرائيل حتى لا تعطي المقاومة وحزب الله ذريعة لاستئناف القتال، مؤكداً أنه لا يستطيع قبول مد مهلة الهدنة إلى نهاية مارس 2025، فكان الحل الوسط الذي وافق عليه عون وميقاتي هو 188 فبراير مع العمل على إطلاق سراح الأسرى المدنيين قبل ذلك التاريخ، وذلك ما قامت إسرائيل بتنفيذه وأطلقت سراح الأسرى ليلة الإثنين 27 فبراير2025. وبالتزامن مع تلك التطورات أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء 28 يناير 2025، إعادة انتشار قواته في مواقع جنوب لبنان بهدف تمكين الجيش اللبناني تدريجيًا وإبعاد حزب الله، وطلب المتحدث باسم الجيش أفخاي أدرعي من أهالي جنوب لبنان الانتظار وعدم العودة إلى المناطق المعلنة كمنطقة خطر، مع استمرار سريان جميع التعليمات السابقة، وذلك لاستمرار الهدنة، مشيرًا إلى أن عملية الانتشار تتم بشكل تدريجي مع تأجيل في بعض القطاعات لضمان عدم تمكين حزب الله من إعادة ترسيخ قوته.

ورغم إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال مد مهلة الانسحاب إلى 18 فبراير، إلا أن أهالي جنوب لبنان أعلنوا النفير العام ودعا أهالي القرى سواء التي تم تحريرها خلال يومي الأحد والإثنين الماضيين وغير المحررة إلى التجمع للدخول للبلدات والقرى وبعض الأحياء بمدن الجنوب غير المحررة ، كما قررت مديريات التعليم الجنوبية بتعطيل الدراسة حفاظا على أرواح التلاميذ والطلاب خاصة وأن جيش العدو يقوم بإلقاء القنابل الصوتية وغيرها عبر طيرانه الحربي والمسير ، كما تقوم الدبابات بإطلاق مدفعيتها تجاه التجمعات البشرية بخلاف القناصة المتواجدين بالأماكن المرتفعة.

التحركات الشعبية

المصادر اللبنانية أكدت لـ موقع الصفحة الأولى أن التحركات الشعبية لتحرير الجنوب من الاحتلال تتم بالتنسيق مع الجيش وإدارة البلديات وبدعم لوجستي من حزب الله وحركة أمل والمقاومة اللبنانية لفتح الطرقات بإزالة السواتر الترابية والأحجار لقطع الطرق، وأن أهالي الجنوب عازمين على تحرير قراهم من الاحتلال بأنفسهم، خاصةً وأنه يماطل في الانسحاب لمنح قواته الوقت الكافي لتدمير كل ما له علاقة بالحياة في المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة؛ حيث يستهدف بشكل خاص المنازل والمساجد والمدارس وخزانات المياه والمحطات وشبكات الكهرباء، فضلًا عن تجريف الطرقات الرئيسة الواصلة بين البلدات الحدودية والبلدات المحرّرة، وإقامة جدران أسمنتية على حدود بعض البلدات مثلما حدث في بلدة البستان قبالة بركة ريشا ، كما أقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وأم التوت والضهيرة وقرى القطاع الغربي في قضاء صور.  

وكشفت المصادر أن الأهالي يحاولون حالياً تحرير قرى عيترون وبليدا وميس الجبل، وحولا والعديسة وكفركلا ويارون. ويذكر أن المواجهات بين المواطنين وجيش الاحتلال أدت خلال الأيام الثلاثة لاستشهاد 30 وإصابة 150 مواطنا نتيجة لإصرار الأهالي على إجبار قوات العدو بالانسحاب من بلدتهم، ودخلوها عنوة برفقة الجيش اللبناني الذي قام بإزالة السواتر الترابية والعوائق من أمام الأهالي العابرين إلى بلدتهم لتحريرها من الاحتلال بمساعدة لوجستية من قبل المقاومة.

تم نسخ الرابط