و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

تكدس الفصول وعجز المدرسين

استراتيجية التعليم في العام الجديد.. مقترحات غير قابلة للتنفيذ

موقع الصفحة الأولى

 

عكست نسبة الرسوب المرتفعة في كليات القمة العام الماضي، تدني مستوى التعليم الأساسي في المدارس، والأمر ليس وليد اللحظة، وإنما مشكلة التعليم في مصر، هي أحد أبرز المشكلات التي لم تستطع الدولة حلها حتى الآن، لعدة أسباب من أبرزها الزيادة السكانية، التي أدت إلى تكدس في الفصول، دون وجود خطة من الحكومة المصرية، لاستيعاب تلك الأعداد التي تتزايد كل عام، وتحتاج لبناء عدد كبير من المدارس.

وقدم وزير التربية والتعليم الجديد خطة، لمواجهة التكدس داخل الفصول، وعجز المُعلمين، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه الخطة قابلة للتنفيذ، أم أنها مجرد مُسكنات مثلما يحدث كل عام؟ 

دمج المراحل التعليمية

في البداية، أكد شادي زلطة المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أن الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، قرر تشكيل لجان بمشاركة مديري الإدارات التعليمية، ومديري المدارس، لوضع حلول سريعة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، لحل أزمة تكدس الفصول في المدارس، قبل بداية العام الدراسي الجديد.

وأضاف أن الوزارة طالبت إدارات المدارس، بطرح حلول لمواجهة كثافات الفصول، موضحًا أن بعض المقترحات التي يتم دراستها في هذا الشأن، هي استغلال الأماكن الفارغة في المدارس، وإعادة توزيع الطلاب داخل المدارس، ودمج المراحل التعليمية، وتطبيق الفترات الدراسية المختلفة «الصباحية والمسائية»، والاستفادة من كافة الأبنية التابعة لوزارة التربية والتعليم.

 تعيين مُعلمين جدد

وأشار «متحدث التعليم»، إلى أن يتم تعيين مُعلمين جدد على مراحل، طبقًا لمسابقة الـ 150 ألف مُعلم منذ عام 2022، لسد العجز في المدارس، موضحًا أنه كل عام يتم طرح مسابقة لتعيين 30 ألف مُعلم، بالإضافة إلى الاستعانة بخريجي كليات التربية، خلال أداء الخدمة العامة، مشيرًا إلى أنه يتم دراسة عودة العاملين بالإدارات التعليمية في وظائف إدارية، للعمل بالتدريس داخل المدارس.

وكشف عن أن هناك مقترح يتم دراسته، بتعيين 50 ألف مُعلم بنظام «الحصة»، بدءً من العام الدراسي الجديد، موضحًا أنه كان هناك مقترح لفكرة التعليم عن بُعد، ولكنه مستبعد، مؤكدًا على أن الوزارة حريصة على حضور الطلاب للمدراس، لتنمية الولاء والانتماء لدى الطلاب.

استراتيجية بلا تنفيذ

من جانبها، قالت النائبة سكينة سلامة، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن وزارة التعليم وضعت استراتيجية لمواجهة الكثافات داخل الفصول بالمدارس، وسد عجز المُعلمين، ولكن حتى الآن لا توجد آليات واضحة لتنفيذ تلك الخطة حتى الآن، موضحة أنه يجب على المسؤولين عن العملية التعليمية، متابعة تنفيذ بنود الاستراتيجية، قبل حلول العام الدراسي الجديد.

وأرجعت سبب تدني نتائج كليات القمة، إلى أن مخرجات التعليم الأساسي ضعيفة للغاية، لأسباب عديدة أبرزها عدم الاهتمام بالطلاب داخل المدارس، من جانب المعلمين، الذين يوفرون جهودهم للدروس الخصوصية، بالإضافة إلى الكثافات داخل الفصول وعجز المُعلمين، موضحة أن منظومة العملية التعليمية مرتبطة ببعضها.

وأكدت أن ضعف التعليم الأساسي، انعكس بالسلب على مستوى الطلاب الملتحقين بالجامعات، موضحة أن نظام الثانوية العامة الجديد، سيساهم في تطوير أداء الطلاب، من خلال تحديد القدرات والفروق الفردية

حلول غير واقعية

وفي ذات السياق، قال تامر شوقي الخبير التربوي، إن مشكلة كثافة الطلاب في الفصول، أحد أبرز المشكلات التي تواجه العملية التعليمية، وتؤثر بشكل سلبي على خطة التطوير المستهدفة، موضحًا أن المقترحات التي جاءت في خطة الوزارة تواجه صعوبات في التنفيذ، ومنها تطبيق اليوم الدراسي على فترتين، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تحميل المعلمين أعباء إضافية، في ظل وجود أزمة في عدد المُعلمين.

وأضاف أن المُعلمين لديهم حالة إحباط بسبب تدني الرواتب، فليس من المعقول أن يتم إضافة فترة دراسية ثانية تزيد من أعباءهم، مشيرًا إلى أن المُعلم محمل بأعباء أخرى داخل المدارس، منها العمل في شؤون العاملين وشؤون الطلاب، وبالتالي الحلول المقترحة غير واقعية.

وأوضح الخبير التربوي، أنه حال تفكير الوزارة في تنفيذ المقترح المذكور، سيتطلب الأمر أعداد مضاعفة من المُعلمين، خصوصًا في ظل وصول العجز إلى 400 ألف مُعلم، مؤكدًا أن الحل هو العمل على بناء مزيد من المدارس، وزيادة أعداد الفصول، وهو الأمر الذي يحتاج لسنوات، وبالتالي ستتواصل الأزمة خلال الأعوام الدراسية القادمة.

 أسباب الكارثة

وأشار تامر شوقي، إلى أن النتائج السيئة في الجامعات، هي انعكاس طبيعي للفشل في مرحلة التعليم الأساسي، موضحًا أن نسبة النجاح في كليات القمة منذ سنوات كان تترواح ما بين 96% و99%، ونسبة الرسوب 3% على أقصى تقدير، موضحًا أن نسبة الرسوب حاليًا تتخطى 80% ونسبة النجاح 20%، وهم ما يعكس حجم الأزمة في التعليم الأساسي.

وكشف عن أن أسباب تدني مستوى التعليم، يرجع إلى أن الطلاب من الصف الثالث الإعدادي، وحتى الصف الثالث الثانوي، لا يذهبون للمدارس، ويعتمدون في المقام الأول على «سناتر الدروس»، وهي لا تمنح الطلاب تعليمًا حقيقيًا، بل تؤهلهم فقط للامتحانات، أيضا من أسباب الكارثة اتباع نظام الاختيار من متعدد في الامتحانات «البابل شيت»، موضحًا أنه من الصف الأول الثانوية وحتى الصف الثالث الثانوي لا يوجد سوى 15% على الأسئلة المقالية، و85% على أسئلة الاختيار من متعدد، مؤكدًا أن مثل هذه الأسئلة سهلة الغش، ولا تقيس عمليات التعلم.

وأشار إلى أن التعليم الصحيح، هو العمل على توصيل المعلومة للطالب، وما يحدث هو قيام الطلاب بالغش في أسئلة الخيارات من متعدد، وبالتالي يحصلون على مجموع لا يعبر عن مستواهم الحقيقي، موضحًا أنه عند التحاق الطلاب للجامعة، يواجهون نظم تعليم أكبر من قدراتهم ومستوياتهم، لذلك ترتفع نسبة الرسوب، مطالبًا بعودة الأسئلة المقالية للثانوية العامة، والاهتمام بعودة الطلاب للمدارس، لتكون هي المؤسسة الأولى والأخيرة المسؤولة عن تعليم الطلاب وتأهيلهم للجامعات
 

تم نسخ الرابط