بعد مضي ما يقرب من شهر على على إسقاط نظام الأسد الذي استمر في حكم سوريا لما يزيد عن 54 عاما، يسعى حاليا الشعب السوري لعودة بلادهم إلى الحضن العربي طالبين الدعم من أجل بناء البلاد التي تحتاج لمبالغ ضخمة لإعادة الأعمار والترميم والعمل على عودة اللاجئين.
ورغم أحقية الشعب السوري في الحرية والكرامة الذي أعطاهم الأولوية عن الأمن والغذاء طوال فترة ثورتهم ضد نظام الأسد الا ان من وجهة نظري ان حرية آي شعب عربي وتطلعه للاستقرار والنهوض ليس في صالح إسرائيل بصفة عامة وبصفة خاصة يمثل استقرار سوريا وإعادة أعمارها لإسرائيل تحديًا كبيرا خاصة بعد توسعها في احتلال الأراضي السورية.
لذلك تقوم أسرائيل وعدد من الدول الغربية مثل تركيا التى تسعى للانفراد بغنيمة سقوط النظام السوري بعيدًا عن المخططات الأمريكية والأوروبية بأستخدام الحروب الناعمة لتحقيق اغراضهم والوصول إلى تقسيم سوريا إلي خمس دويلات منفصلة، تضم دولة للأقلية الكردية، ودولة العلويين ودولة للدروز ودولتين للعرب السنة،
وجاء فخ الطائفية خير سلاح في تلك الحرب الناعمة التي تهدف للتفرقة والتقسيم بمعاونة أصحاب النفوس الضعيفة المتضررين من الثورة، ليكون لكل واحد فيهم دور في الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية.
حرق مقام "الخصيبي"
وخير دليل علي كلامي هو ماحدث الأيام الماضية بعد ان شهدت سوريا في نهاية الشهر الماضي تظاهر عشرات الآلاف من الطائفة العلوية في مدن حمص واللاذقية وطرطوس والقرداحة في الساحل السوري، اعتراضا على حرق مقام "الخصيبي" في حلب وهو رمز ديني للطائفة العلوية وذلك بعد ان انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم يوضح اعتداء مسلحين على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب، ومقتل 5 من خدم المقام وتم التنكيل بِجثامينهم، وخربوا المقام واضرموا النيران داخله.
وجاء توضيح رجال الأمن ليثبت ان فخ الطائفية منصوب لإيقاع الشعب السوري فيه حيث أكدت الشرطة السورية ان مقطع الفيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب وقام بنشره مجموعات مجهولة لإثارة الفتنة بين الشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة.
حوادث طائفية
ومن حرق المقام لحرق شجرة عيد الميلاد حيث أضرم مسلحون ملثمون النار في شجرة عيد الميلاد في السقيلبية في ريف حماة، التي يسكنها مواطنون من أتباع الديانة المسيحية وغيرها من حوادث تؤكد ان فخ الطائفية لازال منصوب في سوريا وعلى أبناء الشعب السورى الحذر من الوقوع في هذا الفخ.