أسوة " بالمصير" و"الإرهابي"
دعوى ضد المصنفات لعرض فيلم "الملحد" بحجة عدم مساسه بالقيم الدينية والأداب
لم تمر أزمة فيلم " الملحد " مرور الكرام على المتابعين والمحللين الذين رأوا فى تأجيله نوعا من أنواع المنع الغير مباشر من العرض فى دور السينما المصرية لاسيما انه كان متوقعا عرضه فى منتصف أغسطس بينما إحتدمت حالة من الجدل بين المؤيدين لعرضه والممانعين خاصة وأن المؤلف هو الكاتب إبراهيم عيسى المعروف بمواقفه وكتاباته المشاغبة والمتجاوزة لتابوهات ثلاثى الدين والجنس والسياسة فى الوقت الذى لاقى فيه المقطع الترويجى للفيلم إهتماما من النقاد الفنيين وعلى رأسهم الناقد طارق الشناوى الذى خرح مدافعا عن حرية الفن وتأييده لعرض الفيلم حتى لو كان المحتوى يمس قضية حساسه أو صادمه للمجتمع .
وتشغل ظاهرة" الإلحاد " أبرز الموضوعات الساخنه على السوشيال ميديا لاسيما أن جماعات الملحدين يلتفون حول أنفسهم فى نطاق جيتوهات مغلقة وينشرون أفكارهم تدريجيا فى عقول الشباب ومختلف القطاعات التى تستجيب لوسائلهم فى الجذب ولذلك كان للبعض رأيا مختلفا بضرورة مناقشة أفكارهم وعدم منع الفيلم لعدم منحهم مزيدا من التعاطف من قبل جمعيات حقوق الإنسان الدولية .
دعوى قضائية بمجلس الدولة
و تقدم الدكتور هاني سامح المحامي بدعوى قضائية بمجلس الدولة تنظرها الدائرة الأولى للحقوق والحريات برقم 89012 لسنة 78 للمطالبه بإلغاء القرار السلبي الصادر بالرضوخ لخفافيش الظلام وفلول التيارات التكفيرية الرجعية" على حد وصفه فى صخيفة الدعوى" من خلال الامتناع عن العرض بالسينمات المصرية لفيلم الملحد الموافق عليه رقابيا بترخيص الرقابة على المصنفات السمعية والسمعية البصرية رقم 121 لسنة 2023 تأليف وسيناريو الكاتب إبراهيم عيسى وإنتاج السبكي .
وطالبت الدعوى التى حصلت" الصفحة الأولى" على نسخه منها ؛إلزام وزارة الثقافة بإحالة كل من تعدى على اختصاصات الرقابة على المصنفات التابعة للمجلس الاعلى للثقافة من خفافيش الظلام وفلول التيارات التكفيرية الرجعية الى النيابة العامة عن جرائم الارهاب والتطرف الفكري ومحاولة هدم الدولة المدنية الحداثية لمصر الجمهورية الجديدة .
وذكرت صحيفة الدعوى أن الحركة التنويرية المصرية بدأت منذ عهد باني النهضة محمد علي باشا وانطلقت في عنان السماء بعهد الخديوي اسماعيل حينما قرر التصدي للرجعية الدينية واجتث جذورها وكان من ارهاصاتها عزل شيخ الازهر ومفتي البلاد لدفاعهما عن العبودية وملك اليمين باعتبرها أصل من أصول الدين ورفضهما الحداثة الاوروبية وقيم العدالة الانسانية ثم اشتعلت الجذوة التنويرية على يد الأفذاذ من خيرة عقول مصر من طه حسين و مرقص فهمي و قاسم امين واحمد لطفي السيد الى حملة الشعلة من بعدهم نجيب محفوظ ووحيد حامد وكوكبة مصر الفنية من عادل امام الى نور الشريف الى فنانات مصر اللامعات منذ بدايات الفن المصري وما اثمر من تراث فني عريق شامخ لعنان السماء رغم انف الرجعية.
وذكر سامح فى فحوى دعواه افلام خالدة شكلت منارات وعلامات فارقة في وجدان أمم الشرق الأوسط مثل فيلم الإرهابي و طيور الظلام و بخيت وعديلة و المصير وواجه التكفير بالغناء والرقص فكانت كلمات محمد منير الشجية عالقة بأذهان أجيال عدة تشدوا علي صوتك بالغنى لسة الاغانى ممكنة ، غنوتك وسط الجموع تهز قلب الليل فرح ،ترقص ارقص غصب عنى ارقص ينشبك حلمك بحلمى ارقص.
وأستند سامح في الدعوى على أن القرار الصادر بالترخيص لفيلم الملحد جاء وفق حجية اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم اعمال الرقابة على المصنفات السمعية والسمعية البصرية القانون رقم 430 لسنة 1955 لتنظيم الرقابة على المصنفات الفنية، وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 162 لسنة 1993 بشأن اللائحة التنفيذية لتنظيم أعمال الرقابة على المصنفات السمعية والسمعية البصرية وفيه المادة الثامنة وبها أن الأعمال المعروضة على الشاشات المصرية العامة والخاصة قد أجيزت من القائمين على الرقابة على المصنفات الفنية وأصدروا ترخيصا بأنها لا تمس قيم المجتمع الدينية والروحية والخلقية والاداب العامة والنظام العام وهم جهة الاختصاص الوحيدة المنفردة بذلك.