الأولى و الأخيرة

تصاعد الأزمة نتيجة الركود الأمريكي

تساقط بورصات العالم وانهيار مفاجئ يعصف بـ الأسواق المالية

موقع الصفحة الأولى

شهدت الأسواق المالية العالمية والعربية اليوم، الاثنين، 5 أغسطس 2024، تراجعات حادة، حيث سادت موجة من الخسائر عبر أسواق المال. 

وتراجعت مؤشرات بورصة اليابان إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1987، في وقت تراجع فيه الدولار واليورو بشكل كبير مقابل الين الياباني، وتأثرت الأسواق الآسيوية والعربية والأوروبية بتلك الأوضاع. فهذا الانهيار يذكرنا بالأحداث التاريخية التي شهدتها الأسواق المالية في "الاثنين الأسود" عام 1987، حيث شهدت الأسواق انهياراً مفاجئاً.

تراجع الأسواق المالية اليوم

حيث سيطرت الألوان الحمراء اليوم على أسواق المال العالمية، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم بشكل ملحوظ. و انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 12.4%، وهو أسوأ تراجع تاريخي له منذ انهيار سوق الأسهم في 1987. كما تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية في أوروبا؛ حيث هبطت باريس بنسبة 2.42%، ولندن بنسبة 1.95%، وفرانكفورت بنسبة 2.49%، وأمستردام بنسبة 3.05%، وميلانو بنسبة 3.31%، وزيورخ بنسبة 2.97%، ومدريد بنسبة 2.79%.

أسباب التراجع

كان التقرير الذي صدر يوم الجمعة أظهر ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.3%، وهو أعلى معدل منذ أكتوبر 2021. و هذا الارتفاع أثار مخاوف من أن الاقتصاد الأمريكي قد يدخل في مرحلة ركود، مما أثر سلباً على الأسواق المالية.

و أعلن بنك اليابان عن رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مما كان أكبر من المتوقع. هذا التشديد النقدي ساهم في زيادة قوة الين، مما أثر سلباً على الشركات اليابانية المصدرة.

و شهدت المنطقة تصاعداً في التوترات بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وكذلك مقتل قائد عسكري كبير من حزب الله في غارة إسرائيلية على بيروت. فهذا التصعيد أدى إلى قلق كبير في الأسواق المالية، خاصةً بعد إلغاء العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى لبنان وإسرائيل، وحذر الدول لمواطنيها من السفر إلى المنطقة.

تأثيرات السوق

وشهدت أسواق الأسهم تراجعات كبيرة في أسواق الأسهم الآسيوية، حيث انخفض مؤشر توبكس في اليابان بنسبة 12.23%. في أوروبا، تأثرت أسواق الأسهم بشكل ملحوظ، وتعرضت أسواق الأسهم الصينية لانخفاضات أقل حدة.

وانخفضت عوائد السندات بشكل ملحوظ، مما أشار إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشكل أكبر مما كان متوقعاً. و في سوق العملات، انخفض الدولار بنسبة 2.17% مقابل الين، وتراجع اليورو بنسبة 1.99%. كما شهدت العملات المشفرة، مثل بيتكوين، تراجعاً بنسبة 11.70%.
وقال الدكتور كريم العمده الخبير الاقتصادي ان الأسواق المالية العالمية  شهدت اليوم تراجعًا كبيرًا، وهو ما يعود لأسباب عدة. منها البيانات الأمريكية السيئة المتعلقة بالتوظيف أثرت سلبًا على الأسواق، مما يهدد بزيادة التضخم. بلإضافة إلى ذلك، التوترات بين إيران وإسرائيل وأمريكا تساهم في زيادة عدم الاستقرار العالمي. وكانت أحد الأسباب البارزة هو رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة، مما جعل الاقتراض بالين الياباني أكثر تكلفة، مما دفع المستثمرين لبيع الأصول المقومة بالين والبحث عن بدائل. 

وأضاف العمدة لـ الصفحة الأولي، هذا التأثير امتد إلى الأسواق الأخرى، حيث تأثرت الأسواق المالية بصورة عامة. و الأسواق التكنولوجية بشكل خاص شهدت ضغوطًا، بسبب القيود الأمريكية على الشركات الصينية، مما أثر على تقييمات الأسهم بشكل كبير. معظم الأسهم حالياً مقيمة بسعر أعلى من قيمتها الحقيقية، مما يشكل تحدياً للمستثمرين.

من جانب آخر، شهدنا ارتفاعًا في أسعار الذهب، حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في ظل الأزمات، مما يوضح اتجاه المستثمرين للتحوط بالمعادن الثمينة. أما في السوق المصري، فقد تأثر بالضغوط العالمية، مما أدى إلى خروج جزء من الأموال الساخنة. 

هذا الوضع يضيف ضغوطًا إضافية على الاقتصاد المصري، مع تأثيرات سلبية على العملات المحلية، ويؤدي إلى زيادة التحوط بالذهب والمعادن النفيسة.

اما بالنسبة للتوقعات، ففي ظل الظروف الحالية، من الصعب تحديد اتجاه الأسواق بدقة، خاصة مع التوترات الجيوسياسية المستمرة. ومع ذلك، نرى أن الأداء السيئ لا يستمر طويلاً، وغالبًا ما تكون هناك فرص للاستثمار عند انخفاض الأسعار

وللتعامل مع هذه الأزمات، من المهم تعزيز صناديق الاستثمار التي توفر حماية ضد المخاطر، وزيادة الإيرادات من العملات الأجنبية بدلاً من الاعتماد على الأموال الساخنة. هذا سيساعد في استقرار الأسواق وحماية الاستثمارات.في ظل الوضع الراهن، يتعين علينا التركيز على استراتيجيات التحوط وضمان أن تبقى البورصة المصرية قوية ومتماسكة."

القطاع المصرفي والتكنولوجي

وتعرضت أسهم البنوك لضغوط كبيرة، حيث انخفض سهم مجموعة ميتسوبيشي يو إف جيه المالية في اليابان بنسبة 13.5%، وتراجع أيضاً سهم بنك دويتشه في ألمانيا بنسبة 5.12%. كما تأثرت أسهم قطاع التكنولوجيا بشكل ملحوظ.

وتأتي الأزمات الحالية في الأسواق المالية لتذكرنا بالأحداث التاريخية التي شهدتها الأسواق في "الاثنين الأسود" عام 1987. 

هذه الأزمات تظهر التأثير الكبير للعوامل الاقتصادية والجيوسياسية على الأسواق المالية، وتبرز أهمية فهم العوامل التي تؤثر على الأسواق والتخطيط المسبق لإدارة المخاطر. في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية، تظل الحاجة إلى متابعة الأحداث عن كثب وتطوير استراتيجيات فعّالة أمرين حاسمين للحفاظ على استقرار الأسواق وحماية الاستثمارات.

تم نسخ الرابط