و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

هروب من الموت الى الموت

مأساة في الصحراء.. العثور على جثث سودانيين بعد رحلة هجرة غير شرعية

موقع الصفحة الأولى

في مشهد مأساوي يدمي القلوب، وأثناء رحلة هجرة غير شرعية، عُثر على جثث عشرات السودانيين ملقاة في ممرات التهريب بصحراء ليبيا، حيث كانت رحلتهم نحو الأمل في مستقبل أفضل تنتهي بمأساة مروعة، وتسلط هذه الواقعة الأليمة الضوء مرة أخرى على ملف الهجرة غير الشرعية، والمخاطر الجسيمة التي يتعرض لها المهاجرون في رحلة البحث عن حياة أفضل.

تفاصيل الواقعة الأليمة

في صباح يوم حار، عثرت السلطات الليبية على جثث ما لا يقل عن 40 مهاجرًا سودانيًا، بينهم نساء وأطفال، في ممرات التهريب بصحراء ليبيا، وكانت جثث السودانيين في حالة تحلل، مما يشير إلى أنهم لقوا حتفهم منذ فترة، وربما بعد أن ضلوا طريقهم في الصحراء القاحلة.

ووفقاً للتقارير الأولية، يُعتقد أن هؤلاء السودانيين المهاجرين كانوا ضحايا عصابات التهريب التي تستغل يأس وطموح الشباب الأفريقي الراغب في الوصول إلى أوروبا بحثاً عن فرص عمل وهرباً من الظروف المعيشية الصعبة في بلدانهم.

رحلة محفوفة بالمخاطر

تعد ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الذين يحلمون بالوصول إلى أوروبا، ومع تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، أصبحت رحلة المهاجرين أكثر خطورة ومحفوفة بالمخاطر.

وغالباً ما يتعرض المهاجرون لانتهاكات جسيمة على أيدي المهربين، بما في ذلك الاحتجاز في ظروف غير إنسانية، والابتزاز، والتعذيب، والاتجار بالبشر، كما أن رحلة عبور الصحراء محفوفة بالمخاطر، حيث يواجه المهاجرون ظروفاً قاسية من الجفاف ونقص المياه والطعام، بالإضافة إلى خطر الضلال في الصحراء الشاسعة.

أسباب هجرة السودانيين

تدفع الظروف المعيشية الصعبة والصراعات في العديد من البلدان الأفريقية الكثير من الشباب إلى المخاطرة بحياتهم والهجرة غير الشرعية، ففي السودان، يعاني الشباب من ارتفاع معدلات البطالة ونقص الفرص الاقتصادية، بالإضافة إلى الصراعات السياسية والعرقية التي أدت إلى نزوح الآلاف.

ووفقاً لشهادات بعض الناجين من رحلة التهريب، فإنهم يفضلون المخاطرة بحياتهم على البقاء في أوطانهم التي لا توفر لهم أي أمل في مستقبل أفضل.

مسؤولية دولية

تسلط هذه الواقعة الضوء على الحاجة إلى معالجة جذور مشكلة الهجرة غير الشرعية، والتي لا تقتصر على ليبيا والسودان، بل تشمل العديد من البلدان الأفريقية الأخرى، وهناك مسؤولية دولية مشتركة للعمل على توفير فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه البلدان، ومعالجة الصراعات والأزمات التي تدفع الشباب إلى المخاطرة بحياتهم.

ويجب تعزيز التعاون الدولي لمكافحة شبكات التهريب والاتجار بالبشر، وتوفير طرق آمنة وقانونية للهجرة، وضمان حقوق وكرامة المهاجرين وخاصة السودانيين.

تم نسخ الرابط