الأولى و الأخيرة

كيف أهانت أمريكا وإيران المسلمين في عيد الاضحي

أسرار حضور ضباط الموساد الإسرائيلي جلسات التحقيق مع صدام حسين

موقع الصفحة الأولى

أسرار حضور ضباط الموساد الإسرائيلي جلسات التحقيق مع صدام حسين

رغم احتفاء الولايات المتحدة الأمريكية، بعدالة المحاكمة وسلامة إجراءات تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي صدام حسين ، إلا أن المجتمع الدولي وخبراء القانون والحقوقيون، لم يقتنعوا بهذه الإجراءات التي بدت كتمثيلية رديئة الإخراج .
وبعيدا عن اختيار صبيحة عيد الأضحي ودلالته في تنفيذ الحكم الجائر بإعدام صدام حسين ، عبر خبراء القانون حول العالم عن تحفظات واعتراضات كثيرة على تنفيذ الحكم وعلى المحاكمة وأيضا علي الهيئة القضائية التي أصدرت الحكم.
غابت أدنى قواعد المحاكمات النزيهة، وكانت أول الاعتراضات القانونية على المحاكمة، هي تولي قضاة بينهم وبين صدام حسين خصومة، وصدور تعليقات منهم تحمل أحكاما مسبقة، وهو أمر لا يجيزه القانون وأصول المحاكمات والمرافعات.
فضلا عن ذلك، كان هناك تلفيق واضح للأدلة، وترهيب الشهود وهيئة الدفاع، حيث شهد العالم مقتل عدد من أفراد فريق الدفاع عن الزعيم الراحل صدام حسين، في ظروف غامضة، وهو ما أثار استياء واسعا في الأوساط القانونية العالمية وقتها.
تم تغيير أعضاء هيئة المحكمة ثلاث مرات، وقتل ثلاثة من المحامين الذين كانوا يترافعون عن الرئيس صدام حسين ، فضلا عن طرد المحامي الأمريكي رمزي كلارك، عندما اعترض على شرعية المحاكمة، وكذلك المحامية اللبنانية بشري خليل، عندما أبدت اعتراضا قانونيا على إجراءات المحاكمة.
ووصلت هزلية المحاكمة وعدم حياديتها، عندما صدرت الأوامر من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بسرعة إصدار الحكم ولم تكن هيئة الدفاع قدمت المرافعة الكتابية بعد، وهو ما يخالف أبسط قواعد المحاكمة العادلة.
كان جورج بوش يريد رأس صدام حسين قبيل الانتخابات الأمريكية، التي كانت على الأبواب وقتها ليحقق بها نصرا زائفا.
وبعد شهور طويلة من المحاكمة الهزلية، جاء مشهد الإعدام فاضحا للاتفاق الأمريكي الإيراني الإسرائيلي علي التخلص من الزعيم العربي.

شهادة المرأة الحديدية


شهادة جانيس كاربنسكي السيدة التي وصفها الأمريكان بالمرأة الحديدية في الجيش الأمريكي، والتي كانت مسؤولة عن صدام حسين في السجن، كانت كاشفة لعدة أمور أهمها ضلوع إسرائيل وإيران مع الولايات المتحدة وأتباعها من قوات التحالف في التخلص من صدام.
جانيس كاربنسكي تم معاقبتها بتخفيض رتبتها من جنرال إلي كولونيل وتسريحها من الجيش بعد أن كشفت عن بعض التفاصيل التي أحرجت الجيش الأمريكي، ومنها شهادتها حول شجاعة وقوة شخصية صدام حسين، فضلا عن فضح وجود ضباط إسرائيليين خلال جلسات التحقيق مع صدام.
وأمام هذه الأسرار التي أذاعتها كاربنسكي تم معاقبتها وتحميلها مسئولية عمليات التعذيب للتي تمت داخل سجن أبوغريب.
تحدثت المسؤولة الامريكية السابقة عن لقائها بالزعيم صدام حسين قائلة: لقد التقيت معه مرة واحدة لمدة 45 دقيقة، لقد قدمت له نفسي وسألته اذا ماكان على مايرام وأخبرته أني أنا القائدة المسؤولة عن الاعتناء به وذكرت له أني برتبة جنرال في الجيش الأمريكي .
تضيف كاربنسكي: قال لي بعدها أنه ذات يوم ستكون هناك سيدة عراقية برتبة جنرال في الجيش العراقي ونفى التوتر والخوف،  وكان ايضاً يري نفسه مازال رئيسا للعراق وان العراق لم تسقط ابداً، لقد تحدث معظم الوقت باللغة العربية لكنه مع ذلك خاطبني بلغه انجليزية جيدة للغاية.
وكان لا يبدو عليه التوتر أو الخوف رغم انه كان في زنزانة صغيره جداً تتسع لسرير واحد فقط، وفي كل الأحوال كان سعيد لانني تحدثت العربية وتكلمنا حول القرآن الكريم والإسلام.
ورغم أن الإرهاق كان واضحا عليه، لكنه كان هادىء ومؤدب ولم يكن خايف من أي شي على الإطلاق .
وتضيف الجنرال الأمريكي: كان يتحدث وهو واثق من نفسه بأنه ما زال رئيس للعراق ويرفض فكره انه لم يعد الرئيس وكان مصمم على إبلاغ العالم أنه بريىء من كل التهم الموجهة إليه.
وحول ظروف إقامة صدام حسين داخل السجن تقول، كان يعيش في زنزانة تبلغ مساحتها متر وثمانين سنتيمتر في مترين و اربعين سنتيمتر، تحتوى علي سرير وكرسي بلاستيكي صغير وكان دائما ما يقضي وقته في قراءة القرآن الكريم، ولم يتحدث ابداً عن الموت ولم يندم على سياسة حكمه ابداً وكان يقول كل ما فعلته هو من أجل العراق العظيم.


الموساد الإسرائيلي في العراق

ونفت جانيس كاربنسكي، والتي قرر الرئيس الأمريكي جورج بوش عام 2006 تخفيض رتبتها العسكرية من جنرال إلي عميد، مسؤوليتها عن حالات التعذيب في أبو غريب، متهمة قيادات الجيش الأمريكي بمحاولة النيل من سمعتها، لأنها كشفت عن وجود محققين إسرائيلين حضروا التحقيق مع صدام حسين، كما أنهم حققوا مع معتقلي سجن أبو غريب.
وأكدت أنها التقت مع المحققين الإسرائيليين الذين عملوا مع قوات الاحتلال الأمريكية داخل السجون العراقية للحصول على معلومات من المعتقلين فيها.
وأصدرت جانيس كاربينسكي كتابا بعنوان "جيش امرأة: مسؤولة سجن أبو غريب تروي قصتها" ، روت فيه سيرتها الذاتية وأكدت أنها كانت كبش فداء لزملائها الرجال في فضيحة هذا المعتقل حيث مورس التعذيب.
وقالت كاربينسكي بعد عودتها إلي الحياة المدنية بعدما خدمت في صفوف الجيش الأمريكي لأكثر من ربع قرن وأنها كانت ضحية التمييز لكونها أول امرأة يوضع جنود تحت إمرتها في ساحة حرب.
وتعتبر كاربينسكي هي المسؤولة الوحيدة في العسكرية الأمريكية التي عوقبت بسبب فضيحة سجن أبوغريب بالعراق، حيث أصدر الرئيس الأمريكي جورج بوش أمرا بتخفيض رتبتها من جنرال إلي كولونيل، فيما حكمت محكمة عسكرية على الجندية ليندي انجلاند صاحبة هذه الفضيحة بالسجن ثلاث سنوات.
كانت صورة ليندي انجلاند وهي تبتسم أمام سجين عراقي عار تجره بقيد حديدي في عنقه والتي تصدرت صحف العالم بأسره كرمز لفضيحة سوء معاملة معتقلين عراقيين علي يد جنود أمريكيين في هذا السجن سيء السمعة.
وأضافت: لقد التقيت بالفعل بضابط من الموساد الإسرائيلي، وكانت مفاجأة لي عندما أخبرني الرجل أنه كان محققا وأنه من إسرائيل، فقد كنت مندهشة تماما من فكرة عمل إسرائيليين في العراق.
وقالت: أنا لا اعتقد أن الاسرائليين كانوا يساعدون إدارة جورج بوش مجانا، فقد كانوا يحصلون علي المقابل بسخاء .

عملية الفجر الأحمر


فى 13 ديسمبر 2003، نفذ الجيش الأمريكى عملية أطلق عليها الفجر الأحمر، وتم خلالها القبض على صدام حسين، وبدأت التحقيقات فى 20 ديسمبر 2003، فى مبنى مطار بغداد.
و بحسب شهادة رجل المخابرات الأمريكية جون نيكسون، الذى كان أول من أجرى استجواباً مع الزعيم العراقي فور القبض عليه يقول: كان لصدام لرجل حضور طاغٍ، وسلم علينا بابتسامة.
يضيف نيكسون أن بداية الحوار كان عن ابنيه "قصى وعدى"، فأوضح أنه سمع خبر وفاتهما فى الـ بى بى سى، وأنهما ماتا بالطريقة التى تمناها لهما، وهى الدفاع عن أرض العراق.
ويضيف: تحدثت مع صدام لعدة أشهر، كنت التقيه يوميا لعدة ساعات، أتحدث معه عن قضايا عديدة أحاول فيها الإجابة على تساؤولات واشنطن والبيت الأبيض، حتى انتهيت من عملي وقمت بتسليم كتابة تقارير ونتائج التحقيقات وتسليمها، وبعد ذلك تولي مكتب التحقيقات الفيدرالي استخلاص المعلومات في فبراير 2004.
لم تكن شخصية صدام تفتقر إلى المرح، فكان بين الحين والآخر يحكي بعض المواقف الطريفة وكنا نضحك عليها سويا، وكان محبا للقراءة فكان يقول أن أحد أفضل الرويات التي قرأها هي "العجوز والبحر" وهي للمؤلف الأمريكي إرنست همنجواي.
مرة وحيدة ظهر فيها الجانب العاطفي للرئيس العراقي السابق، فطوال جلسات التحقيق كان حازما في حديثه ويثور ويغضب ويعترض، لكن المرة الوحيدة التي ظهرت فيها مشاعره العاطفية كانت خلال حديثي معه عن ابنتيه رنا ورغد، حيث ظهرت الدموع في عينيه وارتجف صوته، ولم يقل سوي عبارة "أفقتدهما كثيرا، كنت أتمتع بعلاقة رائعة معهم، كانتا تحباني جدا كما كنت أنا أحبهما كثيرا"، وكان متأثرا بشدة لأنه يفتقدهما، كما أنه رفض التصريح نهائيا عن مكان تواجدهم أو من يتولي حمايتهم، فكان يخشي عليهم بدرجة كبيرة أكثر من أبنائه الذكور.
كان متمسكاً بأنه ما زال رئيس العراق، وعندما كنا نناديه باسمه مجرداً "صدام" وليس بسيادة الرئيس، كان يرفض الإجابة عن أسئلتنا.

الأسد في مواجهة الكلاب

وعن مشهد إعدام الزعيم العراقي صدام حسين بعد محاكمة هزلية، يقول رجل المخابرات الأمريكي نيكسون، أُصبت بالرعب وقتها، لكنني أؤكد أنه كان الرجل الأكثر هيبة ووقاراً فى غرفة الإعدام. 
المحضر الرسمي لتنفيذ حكم إعدام صدام حسين يروي تفاصيل العملية، كما يكشف عن هويات الخمسة الحاضرين عند التنفيذ والذين وضعوا تواقيعهم على المحضر.
تلقي صدام حسين حكم الإعدام برحابة صدر ورفض تناول أي مهدئات، وقال حين سمع الحكم: أنا طلقت الحياة منذ عام 1959.
وفي فجر يوم عيد الأضحى العاشر من ذو الحجة سنة 1427 هـ، الموافق 30 ديسمبر 2006، وتحديدا في الساعة السادسة صباحا بتوقيت بغداد كان موعد تنفيذ الحكم، في حضور منير حداد إلي جانب مدير السجن حسين الكرباسي، والمدعي العام منقذ آل فرعون، وممثل رئيس الوزراء العراقي طارق نجم عبدالله، وطبيب السجن مهدي عبدالجاسم، وهؤلاء هم اللجنة الرسمية، بينما حضر للشماتة بعض القادة الامريكان وعدد من اتباع مقتضى الصدر من بينهم شخصيات إيرانية، وهم الذين اختاروا صبيحة عيد الأضحي لتنفيذ الاعدام.
بينماكانت آخر كلمات تمتم بها الزعيم العراقي صدام حسين قبل لفظه الأنفاس الأخيرة: "اللهم إن قبضتها فارحمها فإني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم أنت رحمن رحيم" .. ثم تمتمة غير مفهومة ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله".
بعد ذلك نزل الحبل على رقبة صدام وما هي إلا ثوان حتى فارق الحياة ولفظ أنفاسه.
وتقول إحدي الروايات أن قوات الاحتلال طلبت حضور عالم دين سني يشهد وقائع الإعدام إلا أن اتباع مرتضي الصدر رفضوا ذلك رفضًا قاطعًا، حتى تكون العملية بتوقيتها وأحداثها الدرامية إهانة للمسلمين والعرب كافة.

تم نسخ الرابط