33 عاما علي «أم المعارك»
قصة إعلان الجمهورية الكويتية لمدة 4 أيام برئاسة علاء حسين
رغم مرور 33 عاما علي حرب الخليج الثانية المعروفة باسم حرب تحرير الكويت، إلا أن الدم العربي لازال يجري بعد كل هذه السنين، ولم يندمل الجرح العربي رغم تبدل الوجوه في قصور الحكم وتغير السياسات.
اتسعت حالة الانقسام بين الدول العربية، منذ أزمة احتلال الكويت التى اتخذت فيها الولايات المتحدة سياسة مزدوجة لاستغلال التوتر، حيث شجعت ضمنيا السفيرة الأميركية لدى العراق حينها، أبريل جلاسبي، الرئيس العراقي صدام حسين على تنفيذ تهديداته للكويت، وذلك حين قالت له خلال لقائهما في يونيو 1990، إن حكومة بلادها ليس لها رأي بشأن الخلافات العربية - العربية.
وعندما نفذ صدام تهديده كانت أميركا أول من أدان اجتياح الكويت، وتزعمت لاحقا التحالف المناهض للعراق والحرب علي بغداد.
أم المعارك وعاصفة الصحراء
خلال الحرب العراقية الأيرانية، دعمت الكويت والسعودية العراق اقتصاديًا ووصلت حجم المساعدات الكويتية للعراق أثناء الحرب إلى نحو 14 مليار دولار، كان العراق يأمل بدفع هذه الديون عن طريق رفع أسعار النفط بواسطة تقليل نسبة إنتاج منظمة أوبك للنفط.
واتهم العراق كلا من الكويت والإمارات العربية المتحدة برفع نسبة إنتاجهما من النفط بدلا من خفضه وذلك للتعويض عن الخسائر الناتجة من انخفاض أسعار النفط مما أدى إلى انخفاض النفط إلى مستوى يتراوح بين 10 و 12 دولار بدلًا من 18 دولار للبرميل. ولكن إحصائيات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تشير إلى أن 10 دول من ضمنهم العراق لم تكن ملتزمة بحصص الإنتاج.
وعلى الرغم من ذلك تعهدت كل من الكويت والإمارات بالالتزام بحصص الإنتاج المقدرة بمليون ونصف برميل في 10 يوليو 1990، وصرحت الكويت في 26 يوليو 1990 بأنها خفضت إنتاجها من النفط إلى مستوى حصص منظمة أوبك. وبدأت الأحداث تأخذ منحنى تصعيديًا من قبل النظام العراقي حيث بدأ العراق بتوجيه اتهامات للكويت مفادها أن الكويت قام بأعمال تنقيب غير مرخصة عن النفط في الجانب العراقي من حقل الرميلة النفطي ويطلق عليه في الكويت حقل الرتقة وهو حقل مشترك بين الكويت والعراق.
صرح الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين أن الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات كانت بمثابة دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي حسب تعبيره وأن على الكويت والسعودية التفاوض على الديون أو إلغاء جميع ديونها على العراق، والتى قدرت بـ 60 مليار دولار.
وتعدت مطالبه من دول الخليج، والتى وصلفت الي طلب 10 مليارات دولار كمنحة للعراق وطلب تأجير جزيرتي وربة وبوبيان الكويتيتين، ولم تثمر الجهود الدبلوماسية في تخفيف حدة التوتر.
في 17 يوليو سنة 1990، تلقت كل فرق الحرس الجمهوري العراقي أمراً بالتوجه إلى جنوب العراق، وكان السبب المعلن إجراء مناورات عمليات كبرى، وفي ذلك اليوم نفسه تم تكليف الحرس الجمهوري بمهمة احتلال الكويت، وفي يوم 18 يوليو وفي 2 أغسطس من عام 1990 تقدمت فرق الحرس الجمهوري مخترقة الحدود الدولية باتجاه مدينة الكويت وتوغلت المدرعات والدبابات العراقية في العمق الكويتي وقامت بالسيطرة على المراكز الرئيسية في شتى أنحاء البلاد ومن ضمنها العاصمة.
أم المعارك وعاصفة الصحراء
كما قام الجيش العراقي بالسيطرة على الإذاعة والتلفزيون الكويتي، وتنصيب حكومة صورية تحت مسمى جمهورية الكويت برئاسة الضابط السابق في الجيش الكويتي علاء حسين استمرت لمدة اربعة أيام، من 4 أغسطس إلى 8 أغسطس من نفس العام أي لمدة أربعة أيام.
في فجر السبت 17 يناير 1991، بدات قوات التحالف الدولي الذي شاركت فيه مصر والسعودية، حملة جوية مكثفة شملت الأراضي العراقية كلها سمتها "عاصفة الصحراء"، وكانت بمعدل ألف غارة جوية في اليوم.
وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس العراقي صدام حسين، أن "أم المعارك" قد بدأت، كانت القوات العراقية تنسحب من الأراضي الكويتية، وقام الجيش العراقى باتباع سياسة "الأرض المحروقة" التي تضمنت إشعال مئات آبار النفط في محاولة، لتعطيل قوات التحالف، وتدمير اقتصاد الكويت.
وبعد معارك محدودة، وقفت قوات التحالف الدولي عند ضواحي مدينة الكويت، وفي غضون أيام قليلة انتهت العمليات القتالية علي المسرح الكويتي، وخرجت جميع القوات العراقية من الكويت وتم إنهاء احتلال الكويت دام ما يقرب من سبعة أشهر من قبل العراق، وتم تحرير الكويت، وعودة الكويتيين الي بلادهم مرة اخري.
كانت تقديرات الضحايا العراقيين تتراوح بين 30 الي 150 الف بين قتيل وجريح، وخسر العراق آلاف المركبات في حين خسرت قوات التحالف.
خسر الجيش العراقي كل شيء على مرأى كاميرات العالم التي كانت تواكب تطورات حرب "عاصفة الصحراء"، أولى الحروب المنقولة مباشرة على الهواء، فقد بدأ للتو وقتها عصر الفضائيات ونقل الصورة عبر الأقمار الاصطناعية.