تاريخ من الفن تأكله النار
بعد حريق استوديو الأهرام.. محرقة بني سويف قتلت 50 فنانا وسقوط قبة مسرح العتبة
اندلع حريق هائل في ستوديو الأهرام بمنطقة العمرانية في الجيزة، بدأ في موقع تصوير مسلسل المعلم الذي يعرض في موسم رمضان 2024، ودفعت قوات الحماية المدنية بسيارات الإطفاء وخزان مياه كبير لمواجهة النيران وإخمادها، بعد امتداها إلى المنازل المجاورة، والتي جرى اخلاؤها من السكان على الفور حفاظا على حياتهم، كما اصيب عدد من رجال الإطفاء أثناء محاولتهم السيطرة على النيران.
وأعلنت حالة الطوارئ في مستشفيات الجيزة لاستقبال المصابين، كما أغلقت قوات الأمن مداخل ومخارج المنطقة بشكل كامل، مع إغلاق محابس الغاز في منطقة العمرانية، خوفا من تمدد النيران وتحسبا لوقوع كارثة، ويعرض موقع الصفحة الأولى في التقرير التالي، تفاصيل حريق استوديو الأهرام، والحرائق المتعددة التي اندلعت من قبل في مواقع التصوير والاستوديهات الفنية.
حريق استوديو الأهرام الهائل
وتسبب حريق استوديو الأهرام الهائل، في تدمير كافة محتوياته من ديكورات وأخشاب ولوكيشن التصوير وممرات، إضافة إلى مكاتب إدارية في الاستوديو، بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال، والتي أدت إلى انتشار النيران بشكل سريع.
ومع تشكيل لجنة هندسية للكشف عن أسباب وملابسات الحريق، ورفع تقرير إلى جهات التحقيق، تدور احتمالات سبب وبداية اشتعال النيران في حريق استوديو الأهرام، حول وجود غراء وخشب ومواد قابلة للاشتعال في موقع تصوير مسلسل المعلم، بطولة الفنان مصطفى شعبان، خاصة مع تصوير أحد مشاهد الأكشن، كما يبقى احتمال حدوث ماس كهربائي قائما.
تاريخ استوديو الأهرام
واستوديو الأهرام من أعرق أستوديوهات التصوير الفني في مصر والمنطقة، حيث تأسس عام 1944 على يد اليونانيين أفابخلوس أفراموسيس وباريس بيلفيس على مساحة تبلغ 27 ألف متر مربع، وكان وقتها مكون من 3 بلاتوهات، وصالة عرض، وموقع للدوبلاج، ومعمل للتحميض والطبع.
وظل استوديو الأهرام شاهدا على تاريخ طويل من الأعمال الفنية المصرية، على مدار أكثر من 80 عاما، وشهد تصوير العديد من الأفلام الخالدة في تاريخ السينما العربية، أبرزها: عنتر ولبلب، ابن حميدو، عاشت للحب، حياة أو موت، هيستريا، شوادر، بلاغ للرأي العام، قلب الليل، رجل ضد القانون، زمن الممنوع، غرام الأفاعي، لو كنت مكاني، مدرسة الحب، الشرابية، الإنس والجن، الحكم أخر الجلسة، الصعاليك، الشقة من حق الزوجة، خلي بالك من عقلك، يا رب ولد، الغول، حبيبي دائما، المهم الحب، حبيبتي شقية جدا، لعنة امرأة، المرأة التي غلبت الشيطان، جعلوني مجرما.
وشهد استوديو الأهرام أيضا تصوير العديد من المسلسلات الشهيرة، مثل: السيرة الهلالية، حديث الصباح والمساء، أرابيسك، ريا وسكينة.
حريق مسرح بني سويف
وحريق أستوديو الأهرام ليس الأول الذي يندلع في استوديو أو موقع فني، فقد شهد يوم 5 سبتمبر 2005، فاجعة حريق مسرح بني سويف، والذي أسفر عن مصرع 50 وإصابة 23 من فناني المسرح المصري، في حادث مثل نقطة سوداء في تاريخ الفن المصري.
واندلع الحريق في مسرح قصر ثقافة بنى سويف، وقت عرض مسرحية "من منا" المأخوذ عن حديقة الحيوان، وتسبب سقوط شمعة من ديكور المسرحية في اشتعال النيران وحدوث الفاجعة.
وقالت لجنة تقصى الحقائق، في تقريرها عن حريق مسرح بني سويف: "كانت هناك محاولات محمومة وقت الحادث لإخماد النيران، لكن ألسنة اللهب ارتفعت وامتدت إلى الستائر والسجاد والديكور المبني من الخيش والورق، كما ساعد على انتشار النيران وجود مواد سريعة الاشتعال فى تجهيزات الديكور، ليسقط السقف المبني من الفوم وتحوله إلى نيران سائلة سقطت فوق رؤوس الفنانين والجمهور، كما اشتعلت الحوائط الخشبية، لتحاصر النار الموجودين من جميع الجهات".
كما زاد حجم كارثة حريق مسرح بني سويف، بعدما تبين أن سيارات الإطفاء كانت تبعد عن المسرح 5 دقائق، ولكنها حضرت بعد مرور ما لا يقل عن 50 دقيقة، ثم حاول رجال الإطفاء استخدام الخراطيم للسيطرة على النيران الهائلة، ولكنهم لم يجدوا مياها يضخونها.
أما سيارات الإسعاف فوصلت بعدها بساعات، فلم يجد الأهالي والمصابين وسيلة إلا السير على الأقدام أو استخدام سيارات الأجرة للذهاب إلى المستشفيات.
وفى 5 سبتمبر 2011، قرر الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة بعد ثورة 25 يناير 2011، اعتبار 5 سبتمبر من كل عام يوما للمسرح المصري، تخليدا لذكرى شهداء حريق مسرح بنى سويف.
حريق المسرح القومي بالعتبة
ويبدو أن شهر سبتمبر ارتبط بكوارث المسرح المصري، ففي عام 2008، شب حريق هائل مساء في المسرح القومي بالعتبة، ودمرت النيران 3 قاعات بالمسرح الأثري الذي يرجع تاريخه إلى القرن التاسع عشر، منها القاعة الرئيسية.
ووقتها امتد الحريق إلى عقارات مجاورة للمسرح، ولم يسفر الحريق عن وقوع ضحايا، مع إصابة 10 من رجال الإطفاء بالاختناق جراء دخان الحريق، ولكن الحريق تسبب في خسارة كبيرة على المستوى التاريخي والثقافي والمعماري.
وتسببت النيران في انهيار أجزاء من المبني الرئيسي للمسرح القومي بالعتبة والقبة التاريخية التي اشتهر بها المسرح، ووقتها قال فاروق حسني، وزير الثقافة، من موقع الحريق: "تلك الحرائق من سوء القدر".
ولكن الإهمال كان حاضر في الحريق كالعادة، بعدما تبين تركيب شبكة لمكافحة ومنع الحرائق، قبل الحادث بـ 3 شهور، بتكلفة 200 ألف جنيه، ولكن أجهزة الانذار لم تعمل وقت اشتعال النيران.
حريق الكبير أوي 8
وفي فبراير الماضي، اندلع حريق كبير في موقع تصوير مسلسل الكبير أوي 8، بطولة الفنان أحمد مكي، حيث اشتعلت النيران أثناء تصوير بعض مشاهد العمل في منطقة المنصورية بمنشأة القناطر في محافظة الجيزة.
ووقتها أحرقت النار حينها أجزاء كبيرة من ديكور مسلسل الكبير أوي 8 المصنوع من الأخشاب، وولم تقع إصابات بين فريق عم المسلسل.
حريق استوديهات العدل في شبرامنت
وفي أغسطس 2022، اندلع حريق في 3 استديوهات خشبية تابعة لشركة العدل جروب، تم بناؤها في منطقة شبرامنت بالجيزة، وتم الدفع وقتها بـ9 سيارات إطفاء للسيطرة على النيران التي انتشرت بسرعة، بس التكوين الخشبي للأستوديوهات، إضافة إلى المواد سريعة الاشتعال، لتشتعل النيران في مساحة شاسعة من الأشجار والنخيل، وارتفعت ألسنة اللهب لأمتار.
حرائق مدينة الانتاج الإعلامي
وتعرضت مدينة الانتاج الإعلامي، للعديد من حوادث الحريق، ففي يناير 2022، اندلع حريق في مخلفات بالحي الريفي، حيث سيطرت قوات الحماية المدنية على النيران ولم تحدث إصابات.
أما في نوفمبر 2016، فاندلع حريق في مخلفات وأخشاب ومواد تخص الاستوديوهات، وراء استديو قناة الفراعين وقتها، في مدينة الإنتاج الإعلامي، ودفعت قوات الحماية المدنية بثلاث سيارات إطفاء لإخماد النيران والسيطرة عليها، دون وقوع إصابات.
أما في ديسمبر 2013، فاندلع حريق كبير في أحد مجمعات التصوير، المتمثل في منتجع ريفي يسمى علاء الدين، ويستخدم كموقع للتصوير بمدينة الإنتاج الإعلامي.
