و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

جامعة وفندق ومول بشارع الشيخ ريحان

مصير مبنى أمن الدولة بلاظوغلى .. بعد هدم مبانى وزارة الداخلية

موقع الصفحة الأولى

في منطقة وسط البلد، قلب مصر النابض، كان يقع مجمع مباني وزارة الداخلية السابق، والذي كان يضم من بين منشآته، مبنى أمن الدولة في لاظوغلي، وبين حكايات الرعب والخوف التي اقترنت بهذا المبنى، الذي كان مجرد الاقتراب منه او السير بجواره مغامرة كبيرة، وبين تسمية الميدان والمنطقة على اسم لاظوغلي، مدبر واحدة من أكثر المذابح دموية في التاريخ الحديث، كانت رحلة مبنى لاظوغلي الشهير، والذي يستعد للتحول إلى منطقة للتعليم والسياحة ونشر الابتكار، حسبما أعلن صندوق مصر السيادي، الذي يمتلك تلك المباني.

وخلال التقرير التالي، يعرض موقع الصفحة الأولى رحلة مبنى وزارة الداخلية وأمن الدولة في لاظوغلي، من الخوف والغموض والترهيب، إلى الابتكار والسياحة والتعليم، مرورا بأحداث دموية مثلت علامات فارقة في تاريخ مصر، مثل اغتيال محمود فهمي النقراشي في أسانسير المبنى الشهير.

 

تحويل مقر وزارة الداخلية إلى جامعة وفندق

وكان صندوق مصر السيادي، أعلن من خلال الصندوق الفرعي للاستثمار العقاري "صندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار"، عن توقيع عقد تطوير مبنى وزارة الداخلية القديم مع الشركة الفائزة، لتحويل المقر إلى فرع لجامعة ايباج الفرنسية الشهيرة والمتخصصة في إدارة الأعمال، وفندق 3 نجوم، على أن يضع التصميمات مكتب بريطاني شهير، لتحويل المكان إلى منطقة معنية بالابتكار ومتعددة الاستخدامات، كما تضم أيضا مركزا عالميًا لخدمات التعهيد، وينتظر أن تضم المنطقة أيضا محلات تجارية، ومكاتب إدارية.

ويقوم نموذج الشراكة بين صندوق مصر السيادي والشركة على تأجير مجمع وزارة الداخلية السابق، مقابل إيجار ثابت وحصة من إيرادات المشروع، مع ضخ استثمارات بقيمة 800 مليون جنيه لتطوير المجمع، بهدف إعادة الحياة إلى مبنى وزارة الداخلية التاريخي.

وكان مجمع وزارة الداخلية القديم في لاظوغلي وسط القاهرة، أو وسط البلد كما يطلق عليها، يضم بداخله مبنى "جهاز أمن الدولة" السابق، والذي آلت ملكيته إلى صندوق مصر السيادي، مثل الكثير من مباني القاهرة التاريخية، ومباني الوزارات والهيئات، التي انتقلت إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

البداية مع لاظوغلي

وبدأت حكاية مبنى وزارة الداخلية القديم، مع ديوان الوالي، الذي أنشئ بقرار محمد علي باشا، عام 1805، ثم تحول إلى نظارة الداخلية في فترة حكم الخديوي سعيد عام 1857، عندما أصدر أمرا بتحويل ثلاثة دواوين إلى مستوى النظارة وهي "الداخلية - والجهادية - والمالية" وعين ناظرا لكل منها، ليتم وقتها إنشاء المبنى فى منطقة لاظوغلى، قبل أن يتحول إلى وزارة، وأول من تولى نظارة الداخلية مصطفى رياض باشا، ثم إلى وزارة ترأسها حسين باشا رشدي، وهو أول وزير داخلية بالمسمى الحالي.

 

حكاية لاظوغلي مع مذبحة القلعة 


وسميت تلك المنطقة باسم لاظوغلي، في عهد الخديوي إسماعيل، بعدما قرر إطلاق اسم محمد لاظوغلي باشا على الميدان، مع وضع تمثالا له، عام 1872، تخليدا لذكرى الرجل الذي كان الذراع الأيمن لجده، محمد علي باشا.

ومحمد لاظوغلي هو صاحب فكرة مذبحة القلعة الشهيرة، التي دبرها ونفذها محمد علي، عام 1805، للتخلص نهائيا من المماليك المناوئين لحكمه، ليوضع تمثال الرجل صاحب المذبحة، أمام مبنى شهد الكثير من الأحداث المفصلية في تاريخ مصر، العلني منها والسري.

 

اغتيال النقراشي في أسانسير وزارة الداخلية

ومن أبرز الأحداث التاريخية والدموية التي شهدها مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي، اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا، والذي كان يتولى رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية في نفس الوقت، عام 1948.  

ففي صباح يوم 28 ديسمبر، ذهب النقراشي كعادته إلى مقر وزارة الداخلية، ومع اتجاهه إلى الأسانسير "المصعد"، كان هناك ضابطا يقف في انتظاره، والذي أدى له التحية العسكرية، والتي ردها له النقراشي وعلى وجهه ابتسامة عادية، ولكن مع استدارة رئيس الوزراء، وزير الداخلية، وعندما أعطى للضابط ظهره وهو يستعد لدخول الأسانسير، أطلق عليه ثلاث رصاصات في ظهره فسقط على الأرض، ليتبين بعدها ان ذلك الضابط المزيف عضوا في النظام الخاصة لجماعة الإخوان الإرهابية.

واغتيل النقراشي بعد 20 يوما من اتخاذه قرار حل جماعة الإخوان في 8 ديسمبر 1948، والذي صدر بعد اغتيال اللواء سليم زكى حكمدار شرطة القاهرة في 4 ديسمبر.

مصير مبنى وزارة الداخلية ومبنى أمن الدولة في لاظوغلي

ومع اشتعال الجدل حول مصير مبنى وزارة الداخلية ومبنى أمن الدولة السابق في لاظوغلي، قالت إدارة الأملاك بمحافظة القاهرة في يوليو 2016، إن ملكية أرض المبنى تعود للمحافظة، وبالتالي يحق لها التصرف فيها، لكن فيما بعد تقرر ضم المبنى إلى صندوق مصر السيادي.

حيث قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي، في سبتمبر 2020، زوال صفة النفع العام عن أرض مقر الحزب الوطني، ومبنى مجمع التحرير، وأرض مقر وزارة الداخلية القديم وملحقاته، ونقل ملكيتها إلى صندوق مصر السيادي، الذي تأسس عام 2018.

وكان صندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار، التابع لصندوق مصر السيادي، وقع في مارس 2023، اتفاقا مع شركة (A Developments) الإماراتية لتطوير المشروعات العقارية، ينص على استثمار الشركة حوالي 800 مليون جنيه، لتحويل مجمع وزارة الداخلية السابق، في لاظوغلي إلى فندق 3 نجوم ووحدات فندقية تدار من إحدى السلاسل العالمية.

ووقتها قال الصندوق إن خطة التطوير استندت إلى نتائج الدراسات التي أجراها الصندوق السيادي، لتحديد أفضل تصور لاستخدام واستغلال مجمع الداخلية السابق، والذي يتكون من 7 مبان بمساحة بناء إجمالية تصل إلى 39 ألفا و895 مترا مربعا.

تم نسخ الرابط