اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا
سمير عمر: «القاهرة الإخبارية» عملت وسط حزام نار.. وغياب المعلومة يخلق الأزمات

قال سمير عمر، رئيس قطاع الأخبار في الشركة المتحدة، إنه يستهدف تقديم إعلام يليق بالمصريين وبمصر العظيمة، وبما يليق بأهمية ولب هذه المهنة، لأننا بحاجة إلى إعلام أقوى وأسرع وأكثر دقة، مؤكدا إيمانه بمهنة الصحافة، وأهميتها في رفع معدلات الوعي، وتعميق قيم الانتماء للإنسانية مثل الحق والعدل.
وأشار سمير عمر، في لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي، وبرنامج كلمة أخيرة على قناة أون، إلى أن القنوات الإخبارية تمتلك إمكانيات ضخمة، ولديها مساحة التحرير. ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح: ما هو الهدف؟
وأجاب سمير عمر عن السؤال قائلا: "هدفي أن تكون القنوات المصرية المنطلقة من مصر هي المرجع الأساسي لما يدور فيها، وفقا لمقولة: اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا."
وأكد أن غياب المعلومة هو الذي يخلق أي أزمة في تقديم صورة حقيقية لما يدور داخل أي مجتمع، وهو ما يساعد على فتح المجال لوسائل إعلامية أخرى، والتي قد لا يكون هدفها توصيل الحقيقة.
ولفت "عمر" إلى أن هناك العديد من الدول التي تدفع أموالا طائلة لبناء كيانات إعلامية تمثلها عالميا، وذلك الأمر ليس بدعة، بل هو معروف بين صناع القرار السياسي والإعلامي، ولكن مصر لا تحتاج إلى بناء سمعة أو علامة تجارية، لأنها تملك تاريخا وجغرافيا وعمقا حضاريًا يكفي لجعلها بالمقدمة.
وكشف سمير عمر، أنه أثناء عمله في قناة الجزيرة، ووقت حدوث إحدى الأزمات، دار نقاش حول هل الحق في انتقاد ما يحدث في مصر، رغم أن القناة ليست مصرية، وحدث خلاف وقتها، وقيل: كل يلتزم ببلده، وأكد سعادته وقتها لأن أشقاء عرب كانوا منشغلين بالشأن المصري، مشيرا إلى أن اللحظة التي يتوقف فيها الناس عن متابعة مصر، تعني أن مصر لم تعد مهمة بالنسبة لهم.
وأوضح أن مصر دولة مهمة في كل الأفكار، ففي الفكر القومي الاشتراكي، تعرف بأنها إقليم القاعدة، ما يعني أنه بدونها لا تقوم قائمة. أما في الفكر الإسلامي، فمصر تمثل خير أجناد الأرض، وجنة الله في أرضه، ومنها خرجت أم العرب السيدة هاجر، وفي الفكر الليبرالي، فمصر تمثل صورة العالم.
القاهرة الإخبارية
وانتقل سمير عمر للحديث عن قناة القاهرة الإخبارية، وقال إن القناة تمتلك 19 مراسل خارجي، وهو رقم ليس بكبير، ولكنه في نفس الوقت ليس قليل، مؤكدا قدرته على تقديم عملا إخباريا ناجحا بـ 19 مراسل فقط، ومن خلال إعادة توظيف الإمكانيات بالشكل الصحيح، يمكن لهذه القنوات أن تقدم إعلاما أفضل وتغطية أكثر عمقا واحترافية وتاثيرا.
وأكد أن الأزمة ليست في الإمكانات، ولكن في الاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة من أجل تحقيق أفضل عائد ممكن منها، وعلى سبيل المثال، يمكن إنفاق 1000 دولار دون عائد، بينما يمكن إنفاق 100 دولار وتحقيق عائد جيد، فالفيصل يتمثل في تحقيق التوازن بين الملاءة المالية المتاحة وتوظيفها بشكل أمثل لتحقيق الأهداف المرجوة، ولذلك فهو يسعى في ضوء الإمكانات المتاحة، ومن خلال التوظيف الأمثل لها، إلى تحقيق إعلام أفضل.
وأكد أن قناة القاهرة الإخبارية عملت وسط حزام نار يحيط بمصر من كل جانب، ومع إقليم يموج بالتغيرات والصراعات، ووجه تحية شكر وتقدير إلى من بدأوا تجربة قناة القاهرة الإخبارية، وعملوا بها في ظروف صعبة، ووجه التحية أيضا إلى الإعلامي أحمد الطاهري على ما واجهه من صعوبات وقسوة في البدايات، وأيضا إلى الزميل عبد اللطيف المناوي، وقال "عمر" إنهما أديا دورا مهما في هذه المسيرة، وكل من مارس هذه المهنة في الشركة المتحدة كان له دور يحترم ويقدر، كما وجه الشكر إلى زملائه في قناة سكاي نيوز عربية، التي قضى فيها 13 عاما من العمل المهني الثري.
وكشف سمير عمر، عن أن السؤال الأساسي الذي دار في نقاشه مع أعضاء مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، كان: "كيف نحدث تأثيرًا حقيقيًا بالإمكانات المتوفرة؟ وكانت الإجابة: نعم، يمكن تحقيق ذلك، مؤكدا أن ذلك يتحقق من خلال الخبرة وتوفير بيئة عمل أفضل للزملاء في القنوات الإخبارية، فعبر الإصرار والعمل الجاد، يمكن أن نحدث هذا الفارق.
وقال "عمر": "لي أكثر من 25 سنة في العمل الصحفي، ولم تكن هناك منطقة ساخنة في الوطن العربي أو العالم إلا وكنت فيها، من أحداث ميانمار في بنجلاديش، وأرمينيا وأذربيجان، وحتى الحرب الروسية الأوكرانية، كما أجريت سلسلة زيارات لدول إفريقية لبحث أزمة حوض النيل ومنابعه، وزرت غزة عدة أيام أثناء عملي في الجزيرة وسكاي نيوز، ولذلك فأنا أستطيع الاسهام بما لدي من خبرة في تعزيز حضور القنوات الإخبارية في هذه المناطق".
وشبه سمير عمر عودته إلى مصر بعودة لاعب كرة محترف إلى صفوف المنتخب الوطني.