حوار إنساني لـ برنامج «كلم ربنا»
دينا عبد الكريم: مرض زوجي بالفشل الكلوي كان أصعب أزمة في حياتي

قالت الدكتور دينا عبد الكريم، عضو مجلس النواب، إن العلاقة مع الله تبدأ فى لحظة أو مقابلة معينة، ولا علاقة لها بالعبادات، مشيرة إلى أنها فى صغرها كانت فى رحلة بحث عن الأبوة، فوالدها كان رجلًا عاديًا، و«كان كل ما ينقص فيه، كنت أجده في ربنا أبويا، لذا كانت وقتها فى حاجة دائمة إلى أن تحدثه، لذا بدأت الصلاة فى عمر الـ13 عامًا (لشعوري باحتياجي للصلاة، مش لأنها مفروضة عليا، يعنى كنت كل ما يوحشنى أبويا أصلي)».
وأضافت «دينا»، فى حوار لبرنامج «كلم ربنا»، الذي يُقدمة الكاتب الصحفي أحمد الخطيب، على الراديو «9090»: «ده كوّن علاقتى بربنا وكمان شخصيتي، وأصبح عندى رصيد من الكلام رايح جاى، ولما كان حد يضايقنى كنت بقول: (سأخبر الله بكل شئ)، يعنى أى حد مزعلني، أنا هروح بالليل أكلم ربنا وأقوله، ولما بكلمه بحس إنى بقول وبسمع، وبقي عندى طول الوقت سؤال: (هو إنت عايزنى أعمل إيه؟)، ودايما أسأله.. مواهبي اللى ادتهاني عايزنى استخدمها إزاي أفيد بيها مين أساعد مين؟، لأنى عايزة ربنا دائما بفخور بيا، وعايزاه يبقي مبسوط مني، وحتى برضو أى حاجات مادية فى حياتي بقوله عايزنى أعمل بيها إيه؟، فأول عربية اشترتها فى حياتي، (فأنا عندي مبدأ العشور)، فقلت عُشر العربية ليك، بس إيه المشاوير اللى أنا أعملها؟ عشان أبقي عملت حاجة حلوة، يعنى أروح لحد محتاج أو مريض، فدى فكرتى إنى أخليه فخور، وأخلى السكة مفتوحة».
واستطردت عضو مجلس النواب: «لما الدنيا بتاخدنى كدة وأبقي فترة مقصرة مع ربنا فى الصلاة، أحس إنى شفت حالى، لأنى بحس إن الصلاة مش بس عبادة وفريضة واحتياج لكن لما بتصلي بتعلن إنك محتاج لربنا، والدى الله يرحمه توفي من 20 سنة، لكن ومن وهو عايش حاسه إن ربنا هو أبويا».
حياة دينا عبدالكريم
وتابعت: «كل القرارات الكبيرة اللى فى حياتى اتكلمت فيها مع ربنا بس بعياط، يعنى مثلا قرار إن أسيب الصيدلة وأشتغل فى الإعلام، لكن الموقف الأكبر فى حياتى، حصلت منذ عامين، هو إصابة زوجى بفشل كلوي، فده مرض يوقف الحياة، فى اللحظة دى الحياة اتغيرت، وكل الحاجات الكبيرة صغرت، لكن كان عندنا أمل فى الشفا، وكلمنا ربنا كتير، وقعدنا فترة سمتها فترة التنقية، لأنى حسيت إن كل علاقتى ومفاهيمي بربنا بتتغسل وقتها، واللى انتى مستنياه مش لازم يجي، واللى انتى عايزاه ممكن ميتحققش، والشخص اللى أنت متعلق بيه ممكن يروح منك، فبكيت وصليت لربنا وقولتله: (أنا تعبت.. وهعمل إية؟)، ومشينا لغاية ما زوجى عمل زراعة كلى، وقبل ما أفقد الأمل جات لحظة الفرج، والمعجزة إن الأمور مشيت بسلام، وإن زوجى يسترد صحته».
وأضافت: «بعد العملية، أصبحت أكثر قربًا من أي مريض، وأدركت بصدق أن المعاناة الحقيقية تمتد لتشمل المحيطين بالمريض، فعملية زراعة الكلى كانت نجاحًا كأنها رسالة من الله تقول لنا: (خدوا حياة جديدة)، حتى المتبرع بالنسبة لنا هو أغلى شخص في حياتنا، وحتى اليوم أطمئن عليه من بعيد دون أن يعلم، بعد أن تم الأمر وفق الطرق القانونية المعتادة».
وعن اللحظات الصعبة، قالت: «عندما أُبلغنا بنجاح العملية، بدأنا مواجهة مرحلة أكثر صعوبة؛ ما بعد العملية، وكان وقتًا من العزل والانتظار، حيث لم نكن قادرين على لمسه أو الاقتراب منه وهو في غرفة معقمة، وفترة التعافي التي استغرقت حوالي 8 أشهر كانت أصعب بكثير من لحظة العملية نفسها، فكل عدوى بسيطة كانت تشكل خطرًا على النجاح الكامل للعملية».
وتابعت: «تعلمت من هذه التجربة الصبر والتأني في حياتي، لأنى لم يتحقق أي شيء طلبته من الله بسرعة، بل دائمًا ما يأخذ وقتًا طويلًا ليُعلّمني كيف أكون صبورة، إذ كنت دائمًا مستعجلة بطبعي»، مختتمة: «بعد محنة المرض، تغيّرت نظرتنا للحياة؛ كل شيء أصبح أقل أهمية، والدرس الأكبر كان تقدير كل يوم وكل لحظة نمضيها مع من نحب ونحن بخير، وأدركت هشاشة أرواحنا وضرورة التعامل برفق وحب مع من حولنا، ولن أنسى الأشخاص الذين وقفوا بجانبي خلال الأزمة، فلهم دين في رقبتي، ودعوت الله قائلة: (كتر خيرك يا رب، وسأظل ممتنة لكل ما منحته لي)».