من «قطونيل» إلى «بلبن»
التنمر والايحاءات والتبرج والسخرية .. أبرز أسباب وقف الاعلانات فى شهر رمضان

تحول شهر رمضان المبارك إلى موسم لـ الإعلانات مثلما هو شهر المسلسلات، وتتنافس فيه الشركات على إطلاق حملاتها الإعلانية والتي تستغل فيها أبرز نجوم الفن والرياضة والمجتمع، ولكن بعض إعلانات رمضان تتسبب في أزمات بسبب خروجها بشكل غير لائق وانتهاكها للأخلاق، او عدم تناسبها مع الشهر الكريم، أو اساءتها لفئة معينة من المجتمع، وهو ما يجبر الشركة المعلنة في النهاية على سحب إعلانها.
وذلك ما حدث مع إعلان محلات بلبن الشهيرة، والذي قدمه الفنان الكوميدي سليمان عيد، واعتبره النوبيون اساءة وإهانة لهم، بعد ظهور الفنان في الإعلان وهو يقلدهم بطريقة ساخرة، ليتسبب الإعلان في عاصفة من الغضب، أدت إلى وقفه في النهاية.
وقدم الفنان سليمان عيد اعتذارا لأهالي النوبة بعد ظهوره في إعلان بلبن، والذي قدم فيه شخصية مواطن أسمر اللون يتحدث بطريقة تشبه اللهجة النوبية، وهو اعتبره بعض النوبيين إهانة لهم، وسخرية من لونهم ولهجتهم.
وخرج سليمان عيد من خلال فيديو مصور بثه عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، معتذرا عن الإعلان وقال: "أعتذر لكل إخوتي النوبيين في مصر، فأنا لم أقصد الإساءة إليهم من خلال الإعلان الذي قدمته، حيث إنني كنت أتحدث بطريقة معينة لا أقصد بها السخرية من اللهجة النوبية التي أحبها، ولكني لم أقل خلال الإعلان إنني نوبي أو أجسد شخصية نوبية، إلا أنني أيضا أعتذر لهم، نظرا لحبي لهم، وهناك العديد من أصدقائي نوبيين".
وأضاف الفنان الكوميدي "أنا على استعداد لأن أقبل رأس كل نوبي، وأن أذهب إلى منازلهم من أجل الاعتذار إليهم، كما أنني حذفت الإعلان من كل صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثت إلى الشركة المعلنة لحذف الإعلان".
إعلان سليمان عيد
وكانت جمعية المصريين للمحامين النوبيين، هاجمت إعلان سليمان عيد، وقالت إنه ظهر فيه بصورة تمثل إهانة مباشرة وتمييزا ضد المجتمع النوبي، ما يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق النوبيين كمكون أصيل من المجتمع المصري، كما يتضمن الإعلان إساءة متعمدة وتشويهًا للهوية والثقافة النوبية، إضافة إلى مخالفة مواد الدستور المصري والقوانين التي تجرم كافة أشكال التمييز والعنصرية.
وهددت الجمعية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد الشركة المنتجة والفنان سليمان عيد، لمحاسبتهما على نشر الكراهية، وإثارة الفتنة بين مكونات المجتمع المصري، حسب قولها.
كما أثار إعلان "أول يوم عند ماما"، عن منتجات شركة أجهزة كهربائية، انقساما كبيرا بين الجمهور، فمنهم من تفاعل مع الإعلان واعتبره يعبر عن مشاعر الحب والامتنان ناحية الأم، خاصة في شهر مارس الذي يحتفل فيه بعيد الأم.
ولكن بعض المشاهدين قالوا إنهم شعروا بالحزن الشديد بعد مشاهدة إعلان "أول يوم عند ماما"، بعدما فقدوا أمهاتهم أو زوجاتهم، ليأتي الإعلان ويجدد أحزانهم وأحزان أولادهم، واتهموا الإعلان بالتسبب في ألم نفسي لأنه لا يراعي مشاعرهم.
وقال أحد المتابعين: "الإعلان وجع قلبي، مش كل الناس عندهم أم يقدروا يروحلها ويفطروا معاها، الإعلان مؤلم لمن فقدوا أمهاتهم، وانتقد آخر انتشار الإعلانات العاطفية بشكل مبالغ فيه، والتي تتسبب في ألم نفسي لبعض الفئات.
أزمات الإعلانات
وتسببت العديد من الإعلانات في أزمات كبيرة في المواسم الرمضانية السابقة، وكان أبرزها إعلان ميس حمدان عن منتجات شركة قطونيل في رمضان 2020 والذي اتهم بخدش الحياء العام، ليتم وقفه في النهاية.
وظهرت ميس حمدان في إعلان قطونيل وهي تغني عن الملابس الداخلية الخاصة بابن الجيران، وهاجمها الجمهور بسبب الإيحاءات التي لا تتناسب مع أخلاق المجتمع المصري.
وقبلها، وفي عام 2016، قدمت نفس الشركة، قطونيل، حملة إعلانية تضمنت إيحاءات جنسية مع استخدام مؤثرات صوتية تحمل العديد من الإيحاءات المسيئة.
وفي نفس العام 2016، فجرت شركة جهينة أزمة كبيرة بإعلانها عن منتجات ألبان عن طريق الإيحاءات الجنسية التي تفهم من مضمون الكلام، مع انتهاك الإعلان لبراءة الأطفال الذين ظهروا فيه.
كما أعلنت أسرة الشاعر الراحل صلاح جاهين عن بدءها في اجراءات رفع دعوى قضائية بالتعويض ضد شركة اتصالات، بعد الحصول على الصيغة التنفيذية من حكم المحكمة الاقتصادية الورثة، بوقف إعلان تجاري عرض في رمضان 2022، للشركة وشارك فيه منى زكي، ودينا الشربيني.
وتقدم ورثة الشاعر الراحل صلاح جاهين بدعوى قضائية ضد شركة إتصالات، لاستخدامها أغانيه الثلاث الشهيرة، “الدنيا ربيع”، “يا واد يا تقيل”، و “خلي بالك من زوزو”، في حملة إعلانية بوسائل الاعلام المحلية خلال رمضان 2022، وقدمت الأسرة قرصًا مدمجًا يثبت استخدام شركة المحمول الأغاني في الإعلان، كما استعانت المحكمة بخبير في الملكية الفكرية أكد أن الأغاني المذكورة تعود للفنان صلاح جاهين منذ عامي 1972 و1974.
وحكمت المحكمة بتغريم الشركة مليون جنيه، كتعويض عن الحق الأدبي فقط، بسبب أن الأغنيات جرى استخدامها وتعديلها في سياق إعلاني، دون رغبة الورثة، أو الحصول على إذن مسبق منهم يتيح لهم الاستخدام.