طرد الرئيس الأوكراني من البيت الأبيض
مشاجرة ترامب وزيلنيسكي.. ورطة أوروبية بعد الانسحاب الأمريكي وخبير: بوتين الفائز الأول

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة جديدة، بعد المشاجرة التي اندلعت على الهواء مباشرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضيفه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، واشترك فيها نائب الرئيس جي دي فانس، ليقرر ترامب بعدها طرد الرئيس الأوكراني ووفده من البيت الأبيض.
وبعد مشاجرة المكتب البيضاوي، تشاور ترامب مع كبار مساعديه في المكتب البيضاوي، وقرر بعدها أن زيلينسكي ليس في وضع يسمح له بالتفاوض، وكلف وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز بتوصيل الرسالة: "لقد حان الوقت لرحيل زيلينسكي"، ووقتها كان الوفد الأوكراني ينتظر في غرفة منفصلة، في انتظار اجتماع آخر لتناول الغداء، لكن الأوكرانيين تلقوا أُمرا بالمغادرة، والذين قالوا إنهم مهتمون بمواصلة المحادثات، ولكن قيل لهم لا، فغادر زيلينسكي مطرودا.
وسافر الرئيس الأوكراني بعدها إلى بريطانيا، وعقد مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والذي أكد الدعم الكامل أوكرانيا، وقال إن هدف لندن تحقيق سلام دائم في أوكرانيا يحقق سيادتها ويضمن أمن أوروبا."
وشكر زيلينسكي بريطانيا على دعمها الكامل لأوكرانيا منذ بداية الحرب، وأكد انه يعول على استمرار الدعم البريطاني لبلاده.
ووصف خبير لغة الجسد المشاجرة التي حدثت بين ترامب وزيلينسكي بأنها معركة تلفزيونية بين نجمين محترفين في الأداء الإعلامي، فالاثنين يعرفان كيفية استخدام التلفزيون، وهو ما حول المشهد لحلقة درامية من مسلسل سياسي.
وقال الخبير الشهير في لغة الجسد باول بوروس، إن الرئيسين جلسا في وضعية متشابهة، لتتشابك أيديهما بنفس الطريقة، وهو ما يعرف بأسلوب "المرآة"، وهي تقنية لا واعية تعكس عدم وجود تواصل أو انسجام بين الطرفين، ولكن مع احتدام النقاش، تحولت المواجهة إلى معركة صوتية، والتي اعتمد فيها الرئيس الأمريكي على استراتيجية الصوت المرتفع لفرض سيطرته، أما زيلينسكي فحاول إظهار حماسه مع استخدام يديه بكثافة، وانحنى للأمام في محاولة لمنع ترامب من الهيمنة على النقاش.
مشاجرة ترامب وزيلينسكي
وقال الدكتور محمود الأفندي، خبير الشؤون الروسية، إن المشاجرة التي حدثت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم تكن مفاجئة، بسبب افتقار زيلينسكي للخبرة السياسية والدبلوماسية، والذي كسر التقاليد البروتوكولية بتصريحات بكلمات وصف فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإرهابي، وهو ما تسبب في استفزاز ترامب ونائبه دي فانس.
وأكد خبير الشؤون الروسية أن زيلينسكي أول من خرج على البروتوكول في اللقاء بسبب وصفه للرئيس الروسي بوتين بالإرهابي، الأمر الذي اعتبره ترامب تكرارا لأسلوب إدارة بايدن السابقة الذي أدى لإطالة أمد الحرب.
ولفت "الأفندي" إلى أن روسيا ورئيسها بوتين المستفيد الأول من المشاجرة التي حدثت في البيت الأبيض بين ترامب وزيلينسكي، خاصة وان العلاقات بين امريكا واوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود، وليس هناك أي بوادر لتحسينها.
على الجانب الآخر، بدأ قادة الدول الأوروبية في مناقشة إرسال قوات إلى أوكرانيا، لملء الفراغ وتعويض الانسحاب الأمريكي واتجاه ترامب لتطبيع العلاقات مع روسيا، وحديث البيت الأبيض عن تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب تبنى الموقف الروسي الذي يحمل أوكرانيا مسؤولية اندلاع الحرب، كما يتجه للتفاوض مع موسكو بدون أي مشاركة أوكرانية أو أوروبية، مستهدفا استعادة قيمة المساعدات التي قدمتها واشنطن لكييف، عبر وصول الولايات المتحدة إلى موارد أوكرانيا من المعادن النادرة.