و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

في كل عام يأتي رمضان ويبدو وكأنه ضيف خاص يأتي ليعيد إشراق الروح، يعيد ترتيب الأفكار، ويمنحنا فرصة جديدة للاقتراب من الله إنه أكثر من مجرد شهر للصيام، إنه موسم تجدد وهداية، وعطاء لا حدود له.
رمضان ليس مجرد تقاليد وعادات بل هو فرصة عظيمة لتنقية القلب وزيادة اليقين.
ما يجعل رمضان مميزا ليس فقط التزامنا بالصيام، بل الإحساس العميق الذي نشعر به كلما اقتربنا منه. الناس لا ينتظرون رمضان لأنه . مجرد شهر ديني ولكنهم ينتظرون ضيف ويتوقعون الهدايا التي يحملها معه هذا الشهر يأتي بالأمل، ويجد كل منا في نفسه رغبة في التغيير في بدء فصل جديد من حياته، ليس فقط من الناحية الروحية ولكن من كل الجوانب.
ومع هذا التجديد يأتي رمضان بهدايا ربانية مليئة بالعطاء التسامح، الرحمه والحب ... العطاء في رمضان لا يقتصر فقط على الصدقات المادية، بل يشمل أيضا العطاء الروحي والعاطفي. هذا هو الشهر الذي يجعلنا أكثر استعدادًا للتسامح، أكثر
استعدادًا للمشاركة، وأكثر قربا من الآخرين العطاء في رمضان هو أن تعطي نفسك لله قبل أن تعطي شيئا ماديًا.
"تجارة مع الله " هذا هو المفهوم الذي يلتقطه الجميع في رمضان رمضان هو أفضل فرصة للتجارة . مع الله الصفقه الرابحة لأن الحسنات فيه مضاعفة، وفرص التوبة والرجوع لله أكبر. في هذا الشهر، يصبح كل فعل خير مهما كان صغيرا، له قيمة أكبر. لذلك يكون رمضان في جوهره "تجارة رابحة، لا يمكننا أن نخسر فيها، لأنه وقت استجابة الدعاء، ووقت التغيير الإيجابي.


لكن هناك شيء آخر يجعل رمضان في مصر تحديدًا مختلفًا عن باقي الأماكن في العالم في مصر، رمضان له طابع خاص له نكهة مختلفة. الناس في مصر يتعاملون مع رمضان كأنهم على موعد مع الفرصة الكبرى لتغيير حياتهم الزينة والاحتفالات والروح الجماعية كلها تجعل من رمضان موسمًا فريدا نرى كيف أن رمضان في مصر يُعتبر أكثر من مجرد
تقاليد، بل هو موسم لإعادة البناء الداخلي للأفراد والمجتمع.
لكن السؤال يبقى ماذا لو استمر هذا الإحساس بالعطاء والأمل طوال السنة ؟ هل سيكون العالم أكثر قدرة على العطاء والمحبة ؟ رمضان يعلمنا كيف نكون أقوياء بما يكفي لنحب نساعد ونتفهم الآخرين. إنه الاختبار الأكبر لقوة الإنسان، الذي يظهر من قدرته على التحكم في شهواته خاصة في الأكل والمال .. الشخص القوي هو الذي يستطيع أن يتخلى عن التعلق بكل هذه الأشياء، ويتوجه قلبه الله وفي نفس الوقت يكون أكثر قدرة على العطاء.
وبالرغم من أن رمضان شهر محدد، إلا أن الدروس التي نتعلمها فيه يمكن أن تظل معنا طوال العام، إذا عرفنا كيف نطبقها.
يمكن للعطاء أن يكون نمط حياة، ويمكن للأمل أن يكون دافغا دائمًا في حياتنا. هذا هو الهدف من رمضان: ليس فقط أن نحسن حياتنا في هذا الشهر، ولكن أن نخرج منه أكثر قدرة على العطاء والحب والكرم.
فهل يمكن أن نعيش رمضان طوال العام؟
إن رمضان هو أكثر من مجرد شهر هو فرصة حقيقية لكتابة قصة جديدة في حياتنا، فرصة لخلق تغيير داخلي حقيقي يظل معنا بعد انتهاء الشهر الكريم. لكن، ماذا لو استطاع كل منا أن يحمل روح رمضان في قلبه طوال السنة؟ ماذا لو كانت التجارة مع الله مستمرة والعطاء لا يتوقف والأمل لا يندثر؟ إذا استطاع كل واحد منا أن يعش طقوس رمضان من حب وعطاء وقوة داخلية، فهل يمكن أن يصبح عالمنا مكانا أفضل؟ وهل سنكون قادرين على تحويل هذا الإحساس بالأمل والعطاء إلى قوة دافعة دائمة، تجعلنا أقوى أكثر حبًا، وأكثر استعدادًا للتضحية من أجل الآخرين؟
رمضان يعلمنا أن الحياة ليست مجرد أيام تمر بل هي فرص لنعيشها بأفضل ما يمكن. وأنت هل أنت مستعد لاغتنام هذه الفرصة ؟ هل أنت مستعد لتحويل هذه التجارة الرابحة مع الله إلى نمط حياة؟ لأن العطاء ليس موسما، بل هو فن يجب أن نتقنه كل يوم.

تم نسخ الرابط