و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

واضح تمام الوضوح في تصريحات ترامب ونتنياهو، مدى الاستخفاف والاستهزاء بالعرب شعوبا وحكاما، وكأننا قطيع من الأغنام والبقر.. وأنهما يتعاملان مع قطع أراضي صالحة لمشروعات استثمارية.

بدأت القصة بنقل أهالي قطاع غزة لمصر ، والضفة للأردن، ورغم رفض القاهرة وعمان يؤكد ترامب أن الملك والجنرال سيوافقان؟!

ثم ينتقل ترامب إلى نقل جزء من أهالي غزة لقطر، والمغرب والصومال.. ويتفاعل نتنياهو مع شريكه الأمريكي ويقترح إقامة دولة فلسطينية بالأراضي السعودية.. وكأن العرب شعباً وأرضاً قطع من الطوب والخرسانة المسلحة يضعهم ترامب والنتن ياهو ، كيمفا يشاؤون.

ترامب يتبع سياسة المعايرة بالمساعدات المالية التي تقدمها بلاده لمصر 1.2 مليار دولار، و 1.45 مليار دولار للأردن.. ويعاير دول الخليج بقوله نحن ندافع عنكم بمؤخرتنا ولولانا لكنتم الآن ناطقين بالفارسية.

والنتن ياهو يتفاخر بعضلاته على البنية التحتية والطرق والأراضي الزراعية والمباني بقطاع غزة وجنوب لبنان، وقتل وإصابة ألاف المواطنين العزل.

ولا يهم هنا من هو أول عربي بادر بالرد على مقترح غزة ريفييرا الشرق الأوسط، وإن كان الرئيس السيسي هو أول قائد عربي رفع لواء الرفض.. وكانت الخارجية الأردنية والمصرية بادئة بإصدار بيانات وتصريحات الرفض.. ثم دفعت التصريحات المستفزة التي تنطوي على عدم المبالاة بالعرب والاستهزاء بهم لصدور بيانات إدانة وغيرها من المصطلحات المعروفة والمعهودة في البيانات العربية من الدول التي طالتها السخرية النتنيوترامبية.

يوم 27 فبراير الجاري سيعقد بالقاهرة قمة عربية طارئة بخصوص المشروع المعماري لشركة الولايات المتحدة للإنشاءات والشريك الإسرائيلي للحراسات الأمنية والإبادة والتطهير العرقي.. ومقترحاته المشروع بنقل أصحاب أرض فلسطين لمصر والأردن والمغرب والصومال وقطر ، وأخيراً إقامة دولة فلسطينية بالأراضي السعودية، وكانهم دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وفقا لما جاء ببيان الخارجية السعودية رداً على تصريحات النتن ياهو.

الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية قال إن الجامعة تقوم بتعبئة موقف عربي ودولي لقيام الدولة الفلسطينية، ويبدو أن الأمين العام المساعد قد فاته أن هناك 148 دولة أعلنت إعترافها وتأييدها للدولة الفلسطينية، كما رفضت عدة دول صديقة وعدوة لأمريكا مشروع ريفييرا الشرق الأوسط.. وهل بعد هراء ووقاحة ترامب ونتنياهو،  نحن في حاجة لتعبئة عربية ودولية؟!

القمة العربية

عظيم.. إنه لعظيم أن تعقد قمة عربية لأصحاب الأراضي المزمع وضع اليد عليها، بقوة السلاح والإنبطاح والإنقسام والإستسلام منذ أن أقنع القادة العرب أنفسهم بأن 99% من قواعد اللعبة في يد واشنطن، وعليه بات الهوان والاسترخاء بين أحضان وأفخاد رعاة البقر ، والصهيونية جائز شرعا..

لكن قمة بلا موقف لا داعي لها، لأننا حفظنا البيانات ومستعدين لكتابة بيان من الأن.. وإن كانت البيانات الصادرة مؤخراً من الدول العربية حملت مصطلح جديد، ألا وهو الخط الأحمر ، الذي أبتدعه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ محاولة اجتياح القوات التركية وميليشياتها الجانب الشرقي من ليبيا.. بيانات نشجب وندين ونستنكر ونثمن والخط الأحمر ، لن تفيد ولن تثمن من منع تحقيق المشروع العقاري الاستثماري بقطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني ، خاصة وأن النتن ياهو ، قال لفوكس نيوز الأمريكية" إن شرط السعودية بوجود دولة فلسطينية لتطبيع العلاقات انتهى ولن يحصل، ويجب أن نعثر على مكان للفلسطينيين ليذهبوا إليه، ومقترح ترمب فكرة جديدة لم يطرح مثلها منذ سنوات".

نحن نريد قمة مواقف رجولية تنم عن عروبتنا، مثل إعلان القاهرة وعمان رفض المساعدات، مطالبة دول الخليج بإزالة القواعد الأمريكية والتركية، سحب الاستثمارات والودائع العربية لدى أمريكا، طرد الشركات والمشروعات الأمريكية الصهيونية العاملة بالأراضي العربية، وقف تصدير البترول والغاز لأمريكا والإستيراد منها.. وإلغاء الإبراهيمية وكامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو، وغيرها من اتفاقيات الاستسلام، التي جعلت السلطة عصا للصهيوأمريكي.

شيئ أخر ، أن يفرض على السلطة الفلسطينية المصالحة مع الفصائل وإعلان قيام الدولة الفلسطينية وتشكيل حكومة تضم كافة الفصائل، رغم أنف قائد الشرطة الإسرائيلية في رام الله محمود عباس.. وأن ترفع دول المثلث العربي الخطر يدها عن اليمن ولبنان وليبيا والسودان ونعمل جميعا على إصلاح ما أعطبه مثلث الخطر.

بدون خطوات عملية بنية الإصلاح دون القسم على المصحف والإنجيل وقراءة الفاتحة، ودعم المقاومة العربية باعتبارها خط دفاع أول وتوفير كافة أشكال الدعم العسكري والسياسي والإنساني لها ولشعوبها فلا داعي لقمة في مدفن الجامعة العربية.

والفاتحة على اللي خان الشعوب العربية ومقاومتها. 

تم نسخ الرابط