البلطجة الأمريكية
بنما تحاول إرضاء ترامب وتنسحب من مبادرة صينية وأمريكا تطالب بالعبور المجاني

مازالت أزمات الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب تتمدد لتشعل العديد من المناطق حول العالم، فمع تهديده بفرض السيطرة على قطاع غزة الفلسطيني لتنفيذ مخطط تهجير سكانه، وعرضه لشراء جزيرة جرينلاند الدنماركية، أو حتى احتلالها، ومن قبلهما يضع عينه على قناة بنما، مهددا بعودة السيطرة الأمريكية بحجة عدم عدالة هيئة القناة في الرسوم لصالح الصين.
ومع زيادة الضغط الأمريكي الهائل على بلاده، أعلن رئيس بنما خوسيه راوول مولينو، الانسحاب رسميا من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وذلك بعد أيام من استقباله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والذي طالب بمواجهة النفوذ الصيني المتزايد على قناة بنما.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى غضبه من السماح لشركة صينية بإدارة موانئ تقع في مواقع استراتيجية على جانبي قناة بنما، مع فرض رسوم باهظة على السفن الأمريكية لاستخدام ممرها المائي، وأبدى مخاوفه من إغلاق بكين للممر المائي الحيوي أمام السفن الأمريكية، حال نشوب صراع بين الجانبين الأمريكي والصيني، وأعلن ترامب في خطاب تنصيبه، أن بلاده ستستعيد القناة التي بنتها قبل أكثر من قرن، كما رفض ترامب استبعاد استخدام القوة للسيطرة على القناة.
وكانت أمريكا وبنما وقعتا اتفاقين عام 1977، للسماح بعودة القناة إلى السيطرة البنمية الكاملة، وبالفعل سلمتها واشنطن عام 1999، بعد فترة من الإدارة المشتركة.
بنما تنفي
ونفت هيئة قناة بنما إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، بحصول السفن الحكومية الأمريكية على الإذن بعبور القناة مجانا، مؤكدة أنها لم تدخل أي تعديلات على سياسة الرسوم، ولكنها مستعدة لإقامة حوار مع الإدارة الأمريكية حول مرور السفن الحربية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قالت في بيان على موقع إكس "تويتر سابقا": "وافقت ولاية بنما على عدم فرض رسوم على السفن الحكومية الأمريكية عند عبور قناة بنما"، وذللك سيوفر لحكومة واشنطن ملايين الدولارات".
وتمر حوالي 40% من حركة الحاويات الأمريكية تمر قناة بنما التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ، بينما تمر عبرها 5% من التجارة العالمية إجمالا، وأبرز مستخدميها أمريكا والصين.
وضمن آخر فصول البلطجة الأمريكية، كشفت شركة جوجل، عن قرارها بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، انصياعا لمطالب الرئيس دونالد ترامب، ولكن الشركة عادت وقالت إن التعديل سيكون مرئيا في الولايات المتحدة، وسيظل الاسم خليج المكسيك داخل المكسيك.
ويأتي ذلك بعدما قالت وزارة الداخلية الأمريكية إنها غيرت بشكل رسمي اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وتغيير اسم قمة دينالي في ألاسكا، وهي أعلى جبل في أمريكا الشمالية، إلى جبل ماكينلي، وجاء ذلك ضمن سلسلة من الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب بعد ساعات من توليه منصبه في 20 يناير.