و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء :

3800 شقة وغرفة فندقية مستهدفة بمشروع تطوير"وسط البلد"و15 ألف م2 مساحات مفتوحة

موقع الصفحة الأولى

خطط طموحة تعتزم الحكومة تبنيها لتحويل منطقة وسط البلد في القاهرة إلى قبلة ثقافية وسياحية بعد اخلائها بشكل شبه كامل من الوزارات والهيئات الحكومية، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات والاستثمارات تستهدف الدولة من خلالها إحياء عراقة هذه المنطقة التاريخية وإعادة تأهيلها لتكون وجهة سياحية عالمية.
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، استعرض منذ بضعة أيام فرص استثمار سياحي بمنطقة وسط البلد بمحافظة القاهرة، مع عدد من المستثمرين، خلال اجتماع عقده الخميس الماضي.
وأكد رئيس الوزراء أنه استكمالا للاجتماع الأول، وفي إطار رؤية الدولة للاستغلال الأمثل لكل المناطق السياحية، يتم العمل حاليا بعد إخلاء منطقة وسط البلد من الوزارات والهيئات الحكومية بشكل كامل، وإعادة استغلالها كفنادق، في إطار الاهتمام بمنطقة وسط البلد، والقاهرة بوجه عام، مضيفا أن ذلك التطوير سيرتبط بأن تُخصص بعض الشوارع بهذه المنطقة للمشاة فقط.
أشار مدبولي إلى أن هذا الاجتماع يأتي بهدف متابعة أعمال التطوير التي تمت في منطقة وسط البلد، إلى جانب عرض الفرص الاستثمارية المطروحة بهذه المنطقة، مشيراً إلى أنه سيتم طرح هذه الفرص على مختلف المستثمرين بما يُسهم في الاستفادة القصوى منها.
وصرح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بان الاجتماع شهد استعراض الفرص الاستثمارية بمنطقة وسط البلد، وتم تناول الأراضي والمباني التراثية بمنطقة وسط البلد، ضمن مخطط تطوير مربع الوزارات، بهدف توظيف الأصول ذات القيمة المعمارية المتميزة، وتمت الإشارة إلى أنه من المنتظر أن تشهد هذه المنطقة إضافة مساحات مفتوحة وخضراء بأكثر من 15 ألف م2، وكذا التدعيم بنحو 2600 غرفة فندقية جديدة، إضافة إلى نحو 1200 شقة فندقية، واستهداف تنفيذ 10 الاف متر مربع وجهات ثقافية جديدة، وتحقيق العديد من المعايير البيئية المستهدفة.
تناول مشروع إعادة توظيف مربع الوزارات بمنطقة وسط البلد، والذي يتضمن تقسيم مربع الوزارات إلى 6 مناطق يُمكن طرحها مرحلياً، وتضم هذه المناطق عدة مبان ذات طابع ممبز، بينها مبنى وزارة العدل، ومقر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ومبنى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومقر الهيئة العامة للتخطيط العمراني، ومبنى وزارة التموين والتجارة الداخلية، ومقر وزارة الإنتاج الحربي، إلى جانب الإشارة إلى أوجه الاستفادة من تلك المباني وخاصة التراثية لإقامة فنادق عالمية متميزة جاذبة لفئة مستهدفة من الأسواق السياحية.
كما تم استعراض المباني الحكومية المتاحة للاستثمار في منطقة وسط البلد، ومن بينها مبنى وزارة الموارد المائية والري بكورنيش النيل، ومبنى وزارة الخارجية بكورنيش النيل، ومبنى وزارة التنمية المحلية بجاردن سيتي، ومبنى وزارة السياحة والآثار بالزمالك، وأرض المعارض بمدينة نصر، وعدد آخر من تلك المباني الحكومية، وكذا مقترحات إعادة توظيفها. 
وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن الاجتماع شهد كذلك استعراض موقف تنفيذ مشروع أبراج النيل "مثلث ماسبيرو" لافتاً في هذا الصدد إلى أن المشروع يتكون من 3 أبراج سكنية على مساحة إجمالية 4500م2، و3 بدرومات سعة 1272 سيارة، ويتضمن كل برج من 30 دورا بإجمالي 774 وحدة للبرج، وبأعلى كل برج عدد 2 فيلا بمساحات 5250م للفيلا، مستعرضاً حصر الأراضي المتاحة للاستثمار بكورنيش النيل.


وشهد الاجتماع طرح عدد من الرؤى من جانب المستثمرين، والتي تضمنت أن يكون هناك مخطط عام للمنطقة بالكامل، يتم من خلاله تحديد الاستخدامات، وتطوير الشوارع والميادين والواجهات، وكذا ضرورة وجود طابع مميز للمنطقة ليعبر عن روح ورونق القاهرة التاريخية، كما أشاروا إلى أن هذا التوجه من الحكومة سيسُهم في سد العجز في الغرف الفندقية، والتأكيد على أنه سيكون هناك إقبال على الشراكة من عددٍ من المستثمرين على هذه المشروعات الفندقية.

المهندس محمد أبوسعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضاري، تحدث لـ "الصفحة الأولى" قائلا : ان خطة تطوير قلب القاهرة سواء الخيدوية أو التاريخية بدأت منذ عقدين من الزمان لكن ظل وجود عدد من المباني التاريخية والوزارية عائقا حول استكمال الخطة، موضحا أنه تم اعتماد حدود المنطقة ذات القيمة المتميزة كمنطقة تراثية عام 2009 من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، وذلك في إطار المشروع الأشمل بتطوير وحماية القاهرة التراثية بمنطقة وسط البلد.
وأكد أبو سعدة أن أعمال تطوير منطقة القاهرة الخديوية، شهدت صيانة 300 واجهه لمباني وسط البلد وتأهيل 32 عقاراً طبقاً لاشتراطات الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وذلك في شارع قصر النيل بالمنطقة الواقعة بين ميداني طلعت حرب ومصطفى كامل شاملة العقارات المطلة على الميادين، إلى جانب تطوير واجهات المحال التجارية أسفل العقارات، وإنارة واجهات العقارات على غرار العقارات المطلة على ميدان التحرير
وشدد أبو سعدة أن التنسيق المستمر بين الهيئة ووزارتي السياحة والثقافة و والجهات المعنية في الحكومة يسى لإتمام الخطة المرسومة لتحويل وسط المدينة الى منارة ثقافية وقبله سياحية عبد عدد من العوامل أبرزها : 
- الحفاظ على القيمة الترائية لواجهات المباني المميزة  وترميم التشوهات الموجود في عدد منها.
- تنظيم لافتات المحال التجارية بأسلوب يتناسب مع الطابع العام للمنطقة.
- تطوير أعمال الإضاءة بالشوارع لإضفاء طابع جمالي جذاب
- توفير مسارات آمنة لذوي الاحتياجات الخاصة.
- اقتصار السير في بعض الشوارع الداخلية على حركة المشاة ومنع السيارات.
- تطوير الميادين، ومنها عرابي وطلعت حرب على غرار ميدان التحرير.
- وضع ميدان مصطفى كامل وشارع محمد فريد، والأوبرا في خطة التطوير
- العمل على تطوير  القاهرة التاريخية، وتحديد 6 مواقع، ومنها منطقة جامع الحاكم والحسين. 
وبشأن حقيقة بيع مباني الوزارات في وسط البلد، أكد أن المباني ليست للبيع، مضيفا:  المباني جميعها للإدارة والتشغيل لفترات معينة بالشراكة مع المستثمرين، ولن يتم بيع أي مبني من مباني الوزارات الموجودة في وسط المدينة أو على النيل، ولكن سيعاد استخدامها وتوظيفها بالشراكة مع القطاع الخاص.

خطة هادفة لكن بشروط

ومن جانب اخر ، قال حسام هزاع ، عضو الاتحام العام للغرف السياحية ، لـ "الصفحة الأولى": ان الخطة الحكومية لتطوير منطقة وسط البلد هي خطة هادفة وطموحة بشرط عدم المساس بطابعها التاريخي .
وأشار إلى أن جميع المباني الحكومية التي تشغل قصور ومباني لها قيمة تاريخية كبيرة تم نقلها إلى العاصمة الإدارية ، وبذلك هناك فرصة لإعادة استغلالها سياحيًا وثقافيًا.
وأوضح هزاع أنه لا يخفى على أحد عمليات التطوير التي تجري في وسط البلد مشيرا إلى أن اضافة استثمارات جديدة بانشاء فنادق جديدة وتطوير الفنادق في وسط البلد سكون أمرا في غاية الأهمية فأغلبية السياح يميلون إلى الإقامة في وسط البلد. 
وأشار إلى أن غالبية الغرف السياحية المتاحة في وسط البلد لا تكفي لحجم السياحة التي تليق بمصر، مشددا على ضرورة استعادة قيمة المباني مرة أخرى، على الرغم أنها مباني غير أثرية لكنها مباني ذات طابع معماري متميز.
وأوضح أن هناك مباني مسجلة طراز معماري مميز، وبالتالي لها ضوابط ومعايير للتعامل معها، فمن الممكن أن يتم إعادة استخدامها، ويتم الحفاظ على واجهات هذه المباني من الخارج ، مشيرا إلى أن هذا الأمر كبعد تاريخي وثقافي سينشط السياحة بشكل مباشر .

تم نسخ الرابط