بحث صادم عن عيد الميلاد
إختلاف التقويم القبطي عن الغربي «فلكى» وليس «عقائدى» ويجب خصم 13يوما من السنه
بعيدا عن التقويم القبطي ، إحتفلت الكنيسة الإنجيلية والكاثوليكية والروم الإرثوذكس بتذكار عيد ميلاد السيد المسيح يوم 25 ديسمبر وتستعد طائفة الأرمن للإحتفال به يوم 6 يناير بينما تظل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية محتفظة بتقليدها المتوارث للإحتفال فى 7 يناير من كل عام وهو الأمر الذى يحدث جدلا وسجالا متكررا و يطرح تساؤلات حول أسباب إختلاف التواريخ رغم وحدة المناسبة على الرغم من الكثير من المساعى التى جرت بين الكنيسة الغربية والقبطية للإتفاق على موعد واحد الإ انها فى مجملها لم تحصد نتائج مثمرة على أرض الواقع ويعود إختيار الموعد الرومانى أو الميلادي إلى أطول يوم فى العام ليلا وأقصره نهارا بناء على سند من الكتاب المقدس فى يوحنا 3:30 "ينبغى إن ذلك يزيد وأنى أنا أنقص " والمقصود به نور المسيح .
وفى بحث له إختص به القس يوساب عزت "أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكيه والمعاهد الدينية" " الصفحة الأولى" أوضح إنَّ أصل عيد الميلاد كان فى الغرب ثم انتقل إلى الشرق، أمَّا عيد الغطاس فأصل نشأته كنيسة الإسكندرية وعن طريقها انتقل إلى الغرب في النصف الثاني من (ق4) وقد أصبح عيداً رسمياً في كل الكنائس منذ بداية (ق5) وعلى إثر هذا التبادل في الأعياد أصبحت جميع الكنائس في الشرق والغرب تحتفل بعيد ميلاد المسيح يوم (25 ديسمبر) وبعيد الغطاس في (6يناير11 طوبة) لكن الكنيسة الآن تحتفل بعيد الميلاد فى (7 يناير) وأسباب تغيير الموعد فلكية محضة ولا علاقة لها بالعقيدة أو اللاهوت أو الروحيات و كنيسة الإسكندرية تسير على التقويم المصريّ أو التقويم القبطي القديم الذي يبدأ بشهر توت وقد حددوا رأس السنة (1 توت) في يوم قران الشمس مع ظهور نجم الشعري اليمانية وهو ألمع النجوم في السماء ويُسمى باليونانية " سيروس " وبالمصرية " سبدت وبموجب هذا التقويم يبلغ طول السنة: (365 يوم + 6 ساعات).
الأصل التاريخى
وأورد عزت فى بحثه انه عندما أراد الأقباط بعد دخول المسيحية مصر عمل تقويم خاص بهم ابتدأوا من سنة (284م) وهى السنة التى اعتلى فيها " دقلديانوس" العرش، وقد عُرف تقويمهم بتقويم الشهداء و حسبوا السنة كما كانت (365 يوم + 6 ساعات) بينما الغرب كان يسير حتى عام (1582م) على التقويم اليوليانيّ الذي يحسب طول السنة مثلنا تماماً، فمن المعروف أنَّ يوليوس قيصر كلّف العالم الفلكيّ السكندريّ (سوزيجين) بضبط التقويم الرومانيّ القديم، فوضع تقويماً جديداً في عام (45 ق.م) عُرف باسم التقويم اليوليانيّ نسبة إلى يوليوس قيصر.
سبب إختلاف التقويم بين الشرق والغرب؟
أرجع أستاذ القانون الكنسى سبب إختلاف التقويم بين الشرق والغرب إلى ان مجمع نيقية (325م) قرر وقوع الاعتدال الربيعيّ في (21مارس) ففي هذا اليوم تتساوى عدد ساعات النهار والليل وتكون كل منهما (12) ساعة في كل أنحاء العالم ولكن في عام (1582م) لاحظ البابا جريجورى "غريغوريوس" بابا روما (1572 – 1585م) وقوع الاعتدال الربيعي في (11) مارس بدلاً من (21) مارس، إذن هناك فرق قدره (10) أيام، فلمّا لجأ إلى علماء اللاهوت ليعرف منهم السبب، أجابوه بأنه ليس لديهم سبب من الناحية الكنسية أو اللاهوتية، فالأمر مرجعه إلى الفلك ورجع البابا إلى علماء الفلك، فأعلموه بأن السبب يرجع لحساب السنة، فبحسب التقويم اليوليانيّ يبلغ طول السنة (365 يوم+6 ساعات) بينما السنة في حقيقتها التي يقرّها علماء الفلك هى (365 يوم + 5 ساعات + 48 دقيقة + 46 ثانية) لذلك هناك فرق قدره (11دقيقة + 14 ثانية) وهذا الفرق يُكوّن تقريباً (يوم) كل (128 سنة) و (3 أيام) كل (400 سنة) ومنذ انعقاد مجمع نيقية سنة (325م) حتى البابا جريجورى (1582م) كوّن فرقاً قدره (10 أيام).
ماذا فعل بابا روما لتلافي الخطأ؟
أكد البحث أن بابا روما أجرى تصحيحاً عُرف بالتصحيح الجريجورى يمكن اختصاره في نقطتين من جهة الـ (10 أيام) الفرق، أصدر أمراً بأنْ ينام الناس يوم (4 أكتوبر) سنة (1582م)، ليستيقظوا يوم (15 أكتوبر) بدلاً من (5 أكتوبر)، أي بدل أن يقطعوا ورقة من النتيجة قطعوا 11 ورقة (ورقة اليوم + 10 ورقات فرق الأيام ) ولضمان فروق المستقبل، وضع قاعدة بموجبها يتم حذف (3) أيام كل (400) سنة و بعد إتباع الكنيسة الغربية التقويم الجريجورى سنة (1582 م)، صار ميعاد عيد الميلاد في الشرق يختلف عنه في الغرب و بلغ الفرق إلى الآن (13 يوماً).
الحل لضبط تقويم الميلاد
إنّ مسألة ضبط التقويم القبطي ليست عقائدية ، فقبل أن يجرى الغربيون تعديلهم أجراه وأيده علماء الفلك و الحل الواجب هو إتخاذ قرار شجاع بأنه فى تاريخ معين يتم خصم ١٣ يوماَ من السنة القبطية وبذلك يكون عيد الميلاد يوم ٢٩ كيهك يوافق يوم ٢٥ ديسمبر وهو التاريخ الفلكى الصحيح وتسير المواسم والأعياد في موعدها بدون خلخلة وعن ضبط فروق التوقيت المستقبلية أشار إلى انه يمكن حذف (3 أيام) كل (400 سنة)، وهذه أيضاً ليست معضلة، فالسنوات القرنية التي لا تقبل القسمة على (400) يُحذف منها يوم، مثل السنوات (1700، 1800، 1900)، أما سنة (2000) لأنها تقبل القسمة على(400) بدون باقي فهى تُعد كبيسة، وهكذا كل حقبة مقدارها (400) فيتم حذف 3أيام .