و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

التقويم المصري أكثر دقة

حكاية السنة الكبيسة.. جريمة اليوم الواحد كل 4 سنوات لمسايرة الدورة الفلكية

موقع الصفحة الأولى

السنة الكبيسة، عدد أيامها 366 يوما، وهي التى تزيد يوما واحدا عن السنة العادية أو تلك التى نسميها سنة بسيطة.
ولأن الأرض تستغرق في دورتها حول الشمس 365 يوما وربع اليوم، فقد تقرر جمع هذه الأرباع كل ثلاث سنوات وإضافتها في السنة الرابعة لكي يتناسب التقويم مع الدورة الفلكية.
وهذا اليوم المضاف الذي يحدث كل أربع سنوات هو يوم 29 فبراير، وهو ما سيحدث هذا العام 2024.
وتساعد السنة الكبيسة على إبقاء التقويم الميلادي الممتد على 12 شهرا متوافقا مع حركة الأرض حول الشمس.

وبالرغم من أن التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية، كما أنه الأكثر دقة حتى الآن من حيث ظروف المناخ والزراعة، ويعتمد عليه المزارع المصري، منذ آلاف السنين حتى وقتنا هذا، إلا أن معظم دول العالم تسير علي التقويم الميلادي أو الجريجوري، الذي يعاني من فجوة زمنية وبضطر معها لإضافة يوم كل ثلاث سنوات ليفرق بين السنة الكبيسة والسنة العادية.
 


تعويض الأيام المفقودة


وتعود الفكرة إلى روما القديمة، حيث تم استخدام 355 يوما للسنة بدلا من 365 وذلك اعتمادا على دورة القمر، ولأن هذا التقويم لم يكن متزامنا مع الفصول، تمت إضافة شهر إضافي كل عامين لتعويض الأيام المفقودة.
وفي سنة 45 قبل الميلاد، قدم الإمبراطور الروماني، يوليوس قيصر، تقويما شمسيا، يقوم على إضافة يوم كل أربع سنوات في شهر فبراير للحفاظ على التقويم متماشيا مع رحلة الأرض حول الشمس.
وفي عام 1582، وقع بابا روما، جريجوريوس الثالث عشر، أمرا بإجراء تعديل وهو أنه ستكون هناك السنة الكبيسة كل أربع سنوات، وتكون السنة كبيسة إذا كانت قابلة على القسمة على 4 دون أن تقبل القسمة على 100، وتكون كبيسة أيضا إذا كانت قابلة للقسمة على 400.
وييبلغ عدد الأيام في هذا التقويم 365.2425 يوما مقابل 365.25 يوما في التقويم السابق، وكان الهدف من التغيير تصويب مشكلة عدم قدرة التقويم السابق على إظهار الوقت الفعلي الذي تستغرقه الأرض للدوران حول الشمس، وهذا التعديل جعل التقويم أكثر دقة.
ويقول العلماء إنه إذا لم تكن هناك هذه السنوات الكبيسة، لخرجت أيام السنة عن التوافق مع الفصول، وهو ما قد يظهر الطقس الشتوي في الوقت الذي يظهر في التقويم على أنه فصل الصيف، وقد يرتبك المزارعون بشأن موعد زراعة بذورهم، وهو ما يتجاهل التقويم المصري القديم الذي كان أكثر دقة.


دقة التقويم المصري


ويعتبر التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية، كما أنه الأكثر دقة حتى الآن من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام؛ لذلك يعتمد عليه المزارع المصري في مواسم الزراعة والمحاصيل التي يقوم بزراعتها خلال العام، منذ آلاف السنين وحتى وقتنا هذا.
ويبدأ التقويم المصري في اليوم الأول من شهر توت، واسمه في مصر القديمة نسبه إلى "تحوتي" رمز الحكمة والعلوم والفنون وأول من خط بالقلم، وتحوت أو توت هو إله الحكمة عند المصريين القدماء، ويعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة، ويصور برأس أبو منجل.
يوافق رأس السنة المصرية القديمة حاليا يوم 11 سبتمبر، حيث يعرف هذا اليوم باسم "عيد النيروز" لدى الأقباط، وكان يعرف قديماً بـ عيد "وبت رنبت"  بداية العام الجديد.
لكن السنة في مصر القديمة كانت 13 شهر، وفق تقويم شمسي وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهر، ويعتمد على دورة الشمس، ويعتبر التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية.
حيث يعود التقويم المصري إلى عام 4241 قبل الميلاد، وهو بذلك بدأ قبل بداية عصر الأسرات وتكوين الدولة المصرية الموحدة، حيث اكتشف المصريون القدماء حينها السنة القمرية وقسموها لفصول وشهور وأيام وساعات، واستطاعوا التفرقة بين السنة البسيطة والسنة الكبيسة ما يمثل إعجازاً فلكياً في ذلك الوقت.

تم نسخ الرابط