ميل بالجانب الأيمن وتسرب المياه أهم الأسباب
بعد غرقها بالكامل.. القصة الكاملة لحادث سفينة القصير في البحر الأحمر
أوضحت مصادر ملاحية بالبحر الأحمر أن غرق سفينة بضائع بالقرب من شاطئ مدينة القصير في البحر الأحمر ظهر يوم الإثنين بعد ان جنحت منذ 10 أيام على الشعاب المرجانية وتعرضت في الساعات الأولى من يوم الأحد الماضي للغرق الجزئي وفشلت جميع محاولات إنقاذها جاء نتيجة حدوث ميل بالجانب الأيمن للسفينة بجانب وجود عدد كبير من الشروخ بها نتيجة الاصطدام بالشعب المرجانية مما أدى إلى تسرب المياه بداخلها ونتج عنه صعوبة إصلاحها خاصة في ظل سوء الأحوال الجوية.
تداعيات بيئية
وأشارت المصادر إلى حادث غرق سفينة القصير المحملة بالبضائع تسبب في تداعيات بيئية، وسط جهود مكثفة من الجهات المختصة للسيطرة على الوضع وتقييم حجم الأضرار مع تواصل أعمال المكافحة.
وفي هذا السياق وجهت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد برفع درجة الاستعداد للدرجة القصوى والعمل علي منع أي تسريب للملوثات بالمنطقة المحيطة للسفينة الغارقة وذلك من خلال تكليف فرق العمل بمتابعة عملية الغرق ورصد أي آثار بيئية تنجم عنها واتخاذ كافة الإجراءات للسيطرة عليها وعدم وصولها للشاطئ، بالإضافة إلى وضع المزيد من الحواجز الماصة لامتصاص اي تسريبات للزيوت كما وجهت بتشكيل لجنة لتقدير الخسائر والأضرار فى الشعاب المرجانية.
بداية القصة
كانت البداية عندما جنحت أحدى سفن البضائع منذ 10 أيام بالقرب من شاطئ مدينة القصير في البحر الأحمر على الشعاب المرجانية وكانت تحمل 21 شخصًا وما يقرب من 4000 طن من الردة و 70 طنًا من المازوت بالاضافة إلى 50 طنًا من السولار وتسبب جنوح السفينة في وجود عدد كبير من الشروخ في جسم السفينة مما ترتب عليه تسرب مياه البحر إلى غرفة المحركات وتعطلها .
ومن جانبها حاولت الجهات المختصة خلال الـ10 الأيام الأولى من وقوع الحادث بمساعدة فريق الإنقاذ البحري للعمل على تعويم السفينة وسحبها بعيدًا عن الشعاب المرجانية، لكن كل المحاولات باءت بالفشل.
وشهد يوم الأحد تعرض السفينة للغرق الجزئي واستقرت أعلى الشعاب المرجانية وهذا ما دفع الجهات المختصة للتحرك السريع بالتعاون مع مركز مكافحة التلوث البترولي لاتخاذ إجراءات عاجلة بعد ان وصلت السفينة لهذا الوضع وتزايد المخاوف البيئية بسبب تسرب الوقود والزيوت و تم وضع حواجز ماصة للزيت حول السفينة في محاولة لاحتواء الوقود المتسرب.
غرق السفينة
ولم يستمر الوضع هكذا كثيرا حيث غرقت السفينة ظهر يوم الاثنين وعلى الفور قامت الجهات المختصة باخلاء السفينة من جميع الاشخاص وعلى رأسهم قبطان ومالك السفينة وقامت الأجهزة الأمنية بالتحفظ عليهم وأحالتهم إلى نيابة القصير للتحقيق في أسباب وقوع الحادث.
ومن ناحية اخرى تسبب غرق سفينة القصير في مخاوف واسعة النطاق بين الخبراء البيئيين والمنظمات المعنية بحماية البيئة البحرية وذلك في حالة تسرب الوقود والمواد البترولية إلى جانب استقرار السفينة فوق الشعاب المرجانية، يهدد النظام البيئي البحري في المنطقة الذي يعتبر من أكثر النظم حساسية وتنوعا.
ومن جانبهم دعا الخبراء إلى تكثيف التعاون بين السلطات المحلية ومركز مكافحة التلوث البترولي والعمل على تسريع عمليات احتواء التسرب البترولي لتجنب كارثة بيئية قد تمتد آثارها لسنوات قادمة.
وفي نفس السياق أكد عدد من الخبراء على أهمية تحسين منظومة مراقبة الملاحة في المناطق الحساسة بيئيًا مثل منطقة البحر الأحمر لما تتميز به من أهمية تميزها عن غيرها بها بسبب وجود العديد من المحميات الطبعية والشعب المرجانية والاسماك النادرة بخلاف انها واجهة سياحية هامة في مصر كما طالب الخبراء بفرض قوانين صارمة على مرور السفن التجارية لضمان حماية الشعاب المرجانية والحياة البحرية.