46 سنة برلمان
كمال الشاذلى .. نائب الجمهوريات الثلاث وأقدم برلماني فى التاريخ
الإسم: كمال الشاذلى
تاريخ الميلاد: 16 فبراير 1934
المؤهل: ليسانس الحقوق
المهنة: وزير الدولة لشئون مجلسي الشعب والشورى
قبل أربعة عشر عاما، وتحديدا يوم 16 نوفمبر 2010، غيب الموت كمال الشاذلى أحد أشهر البرلمانيين المصريين الذي احتفظ بمقعدة تحت قبة البرلمان لـ 46 عاما متصلة، وهو ما منحه لقب أقدم برلمانى في العالم.
انتخب كمال الشاذلى نائبًا لأول مرة في البرلمان عن دائرة الباجور فى محافظة المنوفية عام 1964 وكان حينها بعمر الثلاثين عامًا، وظل نائبًا حتى وفاته فى نوفمبر 2010.
كما شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلسي الشعب والشورى لمدة 12 عاما منذ عام 1993 وحتى عام 2005 بالإضافة إلى منصب أمين عام مساعد الحزب الوطنى وأمين التنظيم وزعيم الأغلبية بمجلس الشعب، وهى المناصب التى جعلت من كمال الشاذلى المدافع الأول عن السياسات الحكومية التى أفقرت المصريين وأثارت سخطهم لعقود طويلة.
وكان الشاذلي حتى وفاته إلى جانب عضويته فى مجلس الأمة ثم مجلس الشعب، الذى تحول فيما بعد إلى مجلس النواب، يشغل منصب المشرف العام على المجالس القومية المتخصصة وهي الهيئة المسئولة عن إعداد بحوث حول القضايا العامة ورفعها إلى الحكومة
السياسي فى 3 جمهوريات
بدأ كمال الشاذلى حياته السياسية في عهد الزعيم جمال عبد الناصر، حين انضم للاتحاد الاشتراكي وكان أحد شبابه البارزين داخل الاتحاد، حيث وصل فى نهاية فترة حكم الزعيم إلى أمانة الاتحاد الاشتراكى.
بعد رحيل جمال عبد الناصر استطاع أن يظل فى دائرة الأحداث فى ظل سياسة التصادم التى تبناها الرئيس أنور السادات مع الناصريين والتحول الواضح فى سياسة السادات وانحرافه عن السياسية الاشتراكية.
استطاع كمال الشاذلى مواجهة التقلبات بين الاشتراكية التى ظل مدافعا عنها طوال فترة شبابه، وسياسة الانفتاح الاقتصادى والرأسمالية التى تحول إليها الرئيس السادات.
اتجه الشاذلى لحزب مصر وأصبح سكرتيرًا للحزب فى محافظة المنوفية، وفى عام 1979، تم إنشاء الحزب الوطنى الديمقراطى بقرار من الرئيس أنور السادات، فكان أحد المؤسسين الذين قفزوا إلى المركب الجديد وتمكن من الاحتفاظ بمقعد دائرة الباجور كنائب فى مجلس الأمة.
نهاية رحلة السياسي
وفى عهد الرئيس حسنى مبارك استطاع كمال الشاذلى بخبرته الساسية أن يكون أحد أعمدة الحزب الوطنى وأركانه، على مدي ثلاثة عقود متصلة، ظل خلالها أحد أقوى رجال الحزب والحكومة.
ونسجت الذاكرة الشعبية حوله أساطير عديدة للنفوذ والقوة، تلك الأساطير التى تم تسجيل صورة منها فى الفيلم الشهير عمارة يعقوبيان للسياسي الذى يتحكم فى مصائر رجال الأعمال ويتقاسم ثرواتهم باسم مصلحة الحزب.
وفي السنوات الأخيرة من مساره السياسي، ومع صعود جيل الشباب بقيادة جمال مبارك وبسبب تصارع الرؤى بين الحرس القديم والحرس الجديد داخل الحزب الحاكم، بدأ نجمه في الأفول بداية من عام 2004، وبدأت الإدارة الجديدة فى سحب صلاحياته شيئا فشيئا حتى تم تحجيمه فى منصب رئيس المجالس القومية المتخصصة، وهو المنصب الاستشاري الذى أنهي به السياسي المخضرم حياته الحافلة بالمعارك السياسية.