تزايد نشاط الزلازل بإثيوبيا
مطالب لمصر والسودان بالاستعداد لسيناريوهات انهيار سد النهضة
حذر خبراء الجيولوجيا من تأثر سد النهضة من الناحية الإنشائية بعد تعرض إثيوبيا لتاسع زلزال خلال 30 يوما فقط، وهو ما يؤكد تزايد النشاط الزلزالى بالمنطقة، ويهدد بانهيار السد على المدى القريب أو البعيد. وسجلت محطات رصد ودراسة الزلازل، أمس، هزتين أرضيتين في إثيوبيا الأولى بقوة 4.4 درجة والثانية بقوة 4.2 درجة على مقياس ريختر.
وسبق أن حذرت مصر والسودان من مخاطر جيولوجية قد تؤدي إلى مشكلات في بنية سد النهضة، وطالبت دولتا مصب نهر النيل بضرورة مشاركة إثيوبيا في وضع إجراءات تشغيل وملء السد.
من جانبه، قال هشام العسكري استاذ الاستشعار عن بعد بجامعه تشابمان الأمريكية أن التوتر السريع في حدوث الزلازل هو شيء مقلق للغاية وخصوصا عندما يتعلق الأمر باقترابه من أماكن السدود.
وكشف هشام العسكري، أن الاستشعار عن بعد والرادارات رصدوا انخفاضات غير متصقه على جانبي سد النهضة الإثيوبى، إلى جانب بعض الأماكن الحرجة الموجودة في محيط وأسفل السد الركامى .
وأوضح استاذ الاستشعار عن بعد، أنه كلما ازداد عدد الزلازل بشكل كبير في فتره زمنية قصيرة فهذا ينذر بأن هناك حدث أكبر من ذلك على وشك الحدوث، مؤكدا أن تكرار الزلازل بهذا الشكل يشير إلى قرب حدوث زلازل قد تصل قوتها إلى 6:30 أو 7 ريختر وهو ما يعتبر مدمرا بشكل كبير.
وقال أن زلزال بهذه القوة من شأنه أن يدمر سد النهضة الإثيوبى وهو الأمر الذى يفرض على دولتى المصب مصر والسودان الاستعداد لهذه الكارثة المدمرة.
الجيولوجيا المحيطة بالسدود
واشار هشام العسكري استاذ الاستشعار عن بعد، الى أن الزلزال الذي حدث بالأمس يبعد نحو 500 كيلومتر عن سد النهضة الإثيوبى حيث أنه يقع في الحزام الذي يسمى بالفالق الإفريقي، لافتا إلى أن الزلزال ليس قريبا للغاية من سد النهضة ولكن الزلزال الذي حدث في 2023 كان على بعد 120 كيلو متر فقط من السد الإثيوبي.
ولفت العسكري، الى أن الخبراء يعكفون على دراسات تشمل أكثر من 45 سد على مستوى العالم من بينها سد النهضة الإثيوبى، ويتم النظر الى الجيولوجيا المحيطة بالسدود وأشكال حدوث الزلازل مع مقارنتها بأحجام وكميات المياه المخزنة في البحيرات خلف السدود على مستوى العالم.
وتابع أستاذ الاستشعار عن بعد، أن الزلزال الذي حدث بالأمس بعيد عن سد النهضة ب 500 كيلو متر ولكن كثره او توتر حدوث الزلازل في الفتره الماضيه أمر غير محمود وواجب أخذه في الاعتبار ويحتاج نظره اعمق لذلك يجب ان يكون هناك جاهزية واستعداد لما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب.
مخاطر انهيار سد النهضة
من جهته، جدد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، تحذيراته بشأن مخاطر انهيار سد النهضة الإثيوبي، موضحاً أن سد النهضة يحتوي حالياً على 60 مليار متر مكعب من المياه، أي ما يعادل 60 مليار طن، وهو ما يشكل وزناً كبيراً على القشرة الأرضية الهشة جيولوجياً في إثيوبيا نتيجة وجود الأخدود الإفريقي والفوالق والتشققات.
وأضاف أنه بالرغم من بعد الزلزال الذي شهدته إثيوبيا، عن سد النهضة جغرافياً وقوته المتوسطة، فإن تكرار مثل هذه الزلازل سوف يؤثر على سد النهضة، خاصة بعد عمليات الملء المتكررة.
وشدد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة على أن السد الإثيوبى أصبح قنبلة مائية قابلة للانفجار، ليس بالضرورة أن تنفجر الآن، وقد تمتد لسنوات لكن الخطر دائما طوال الوقت.
وأوضح أن منطقة الأخدود الإفريقي الذي يقسم إثيوبيا إلى نصفين، هي أكثر المناطق الإفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين، وهو ما يزيد من خطر انهيار سد النهضة على المدى القريب أو البعيد.
وحذر من أن سد النهضة الإثيوبي أصبح بمثابة "قنبلة مائية" تفوق في تأثيرها القنبلة النووية حال انهياره، نظراً للعوامل الجيولوجية الخطرة وطبيعة الأمطار والفيضانات الشديدة، مؤكدا أن انهيار السد قد يؤدي إلى فناء أكثر من 20 مليون مواطن سوداني على النيل الأزرق والرئيسي، وقد يصل الضرر إلى مصر.