تُعد مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان" نقطة فارقة ومضيئة داخل المجتمع وتؤكد على حرص القيادة السياسية، في بناء الإنسان المصري صحيًا واجتماعياً وتعليميًا، وتوطين مفهوم العدالة الإجتماعية من خلال سياسات حماية متكاملة هادفة لرفع العبء عن كاهل المواطنين وتقديم الدعم لجميع الفئات، وتحسين جودة الحياة، والإستثمار في رأس المال البشري في سبيل تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل ليواكب الجمهورية الجديدة، إيمانًا بأن التنمية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية لا يمكن الوصول إليها دون إحداث تنمية بشرية حقيقة.
المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية
إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان" تستهدف إتاحة طريق للمواطن المصري نحو التنمية الذاتية، والصحية، والتعليمية، والرياضية، والثقافية، والسلوكية؛ من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية، بتعزيز الجهود والتنسيق والتكامل بين جميع جهات الدولة فى مختلف محافظات الجمهورية من خلال تقديم الخدمات الحكومية وإتاحتها له في مجالات: التعليم، والصحة، والثقافة، والرياضة، والتوظيف، بطريقة تكاملية ،من أجل تقديم مواطن متعلم، متمكن، قادر، واع، ومثقف للمجتمع، وللمرة الأولى يأتي تفعيل التكامل التام بين الجهات، من حيث نوع الخدمة وتوقيت تقديمها، ومكان تقديمها الجغرافي، وذلك بما يضمن جودة الخدمة المقدمة للمواطن، وتحقيق عدالة التوزيع في كافة الخدمات، مما ينعكس على مؤشرات التنمية البشرية المتعارف عليها عالميا.
بداية.. تحقق مطالب باتت في طَيِّ النسيان والتجاهل لسنوات عند البعض، وخاصة في إقليم جنوب الصعيد، علي الرغم من دعم الدولة والقيادة السياسية التى تُولي اهتمامًا كبيرًا، بالجامعات الحكومية لتكون قادرة على الوفاء برسالتها الأكاديمية وتساهم في تنمية المجتمع، بالتوسع في إنشاء كليات جديدة، وتغطية كافة التخصصات والمجالات المطلوبة لسوق العمل من خلال الإهتمام بانشاء كليات تواكب المرحلة الحالية، تكون غير تقليدية.
بداية ونهاية في جامعة الأقصر
ثلاث سنوات مرت علي صدور قرار مجلس جامعة الأقصر برئاسة الدكتور محمد محجوب عزوز رئيس الجامعة الأسبق، الذي تبني إنشاء كلية الزراعة والطب البيطري في مدينة اسنا عام 2021 بالرغم من اعتراضات بعض من أعضاء مجلس الجامعة من أبناء مدينة الأقصر آنذاك، ومنذ هذا الوقت لم يتحرك ساكن من إدارات الجامعة المتعاقبة حتى اليوم، مطالب عديدة بإحياء هذا المطلب الأهم للمجتمع الأقصري، دون مجيب من إدارة الجامعة الحالية، أو نواب الشعب الذين تصدروا المشهد، وفجاءة اختفوا ويراهنون على الصدف أن تأتي بما تشتهيه أنفسهم.
لم تبخل الدولة والقيادة السياسية في دعم العملية التعليمية والتوسع في إنشاء الكليات المناسبة جغرافياً وخاصة التي توفر فرص عمل للشباب، وتشجع الإستغلال الأمثل لأصول الدولة، في ما هويفيد المجتمع في بناء الإنسان، ويحقق مطالب الشارع المواطن الذي ينادي بالتوسُّع فى إنشاء كليات لتحقيق طفرة تنموية تعليمية في محافظة الأقصر، وخاصة في مدينة إسنا التي تمثل نصف المحافظة، وتتوافر فيها كافة الإمكانيات والمساحات الزراعية الشاسعة ومؤهلة لاستيعاب العديد من الكليات العملية المفيدة للمجتمع والتي تساهم في استغلال اصول الدولة المهدرة، كأراضي ومباني وعمارات مركز البحوث الزراعية بالمطاعنة، و التي يطمح الأهالي باستغلالها ،من خلال إنشاء كيلتى الطب البيطرى والزراعة كما هو مقرر سابقا بقرار مجلس الجامعة ، وهذا ليس ببعيد ، كانت الجامعة بالأقصر فى السابق حلمًا ولكنه سرعان ما تحوَّل لواقع بعد انفصالها عن جامعة جنوب الوادي.
طموحات وآمال معقودة أن تكون الجامعة منارة للمعرفة والريادة و الإبتكار ذات تصنيف عالمي متقدم، تساهم في التنمية الإقتصادية والإجتماعية المستدامة نحو تحقيق رؤية مصر 2030 وتساهم في تنمية المجتمع بدلاً من وضعها الحالي.
ولتحقيق ذلك مطلوبٌ العمل بجدية وإخلاص حتى تُحقق الأقصر مكانة فريدة بين الجامعات المصرية لتساهم في بناء الإنسان، من خلال تفعيل التكامل التام بين الجهات بالاستغلال الأمثل لأصول الدولة المصرية "المهدرة"، وإحياء قرار مجلس جامعة الأقصر الصادر في ديسمبر 2021.
بات من الضروري الإهتمام بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاستغلال الأمثل لأصول الدولة، بإنشاء كليات تستجيب لحاجة المجتمع وتناسب متطلباته.