الأولى و الأخيرة

هجمات أسماك القرش وظهور كائنات غريبة

وعود وزارة البيئة للصيادين بحل أزمة منع الصيد في البحر الأحمر

موقع الصفحة الأولى

بدأت القصة عندما خرجت أسماك القرش إلى شواطئ البحر الأحمر وهاجمت السياح والمصطافين، مما نتج عنه حالات وفيات وإصابات، ولم تكن واقعة واحدة يمكن القول بأنها مصادفة أو قدرية، بل تلتها عدة وقائع أخرى، مما هدد مستقبل السياحة في تلك المنطقة. لذا، اتخذت بعض الهيئات المختصة إجراءات سريعة خلال الشهور الماضية قبل تفاقم الظاهرة، بعد تبين أن سببها يكمن في "الصيد الجائر" الذي أدى إلى خلل في البيئة البحرية لتلك البقاع.

فأصدر جهاز شؤون البيئة قرارًا بمنع الصيد الجائر في خليج العقبة والسويس والبحر الأحمر بشكل عام، وتحديدًا للصيد باستخدام طرق مثل " الشانشولا " و" الجر".

وبالفعل، تم إيقاف عمليات الصيد بدءًا من شهر أبريل الماضي، و لم تكن هذه الإجراءات الوحيدة من قبل أجهزة البيئة الحكومية؛ بل تلتها قرارات بمنع تقديم وجبات الأسماك والجمبري في مطاعم الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة  لمدة 75 يومًا متواصلة من قبل جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية التابع لوزارة شؤون البيئة.

وبعد تصاعد غضب الصيادين، الذين تأثرت أرزاقهم بسبب هذه التدابير، التقى وفد من مجلس النواب بالوزيرة الدكتورة ياسمين فؤاد " وزيرة البيئة " بحضور الدكتور جمال أبو سنة "الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة "، والدكتور محمد سالم " رئيس قطاع المحميات الطبيعية "، ودينا عبد الكريم " عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب "، ونواب آخرين. 

تم بحث حلول لتداعيات قرار منع الصيد، وتم الاتفاق على إمكانية إعادة السماح بالصيد مع وضع ضوابط صارمة تضمن الحفاظ على النظام البيئي. كما تم توجيه تحذير للمخالفين بسحب تراخيص مراكبهم ومصادرة معداتهم، وتغليظ العقوبات حال تكرار المخالفات.

تغيير بيئة الأسماك

ويقول الدكتور تحسين شعلة " الخبير البيئي والمناخي " إن الصيادين يقومون بصيد الأسماك بمختلف أنواعها خلال عمليات الصيد الجائر، ومنها بعض الأنواع التي تعد مصادر غذاء للقروش والأسماك المتوحشة، وعند غياب الغذاء يتوجهون إلى الشواطئ، التي تكون مكتظة بالمصطافين، مما يؤدي إلى هجمات القروش بحثًا عن الغذاء. كما أن القروش تخرج لساعات طويلة بحثًا عن الطعام. تنقسم أسباب خروجها إلى سببين: إما عدم وجود مصادر غذائية، ما يعرف بظاهرة "الانتحار الجماعي"، أو بحثًا عن الغذاء، خاصة مع وجود ظاهرة " النينو " التي أدت إلى ارتفاع حرارة المحيط الهادئ، مما أدى إلى تغيير بيئة بعض الأسماك، وظهور كائنات بحرية غريبة تبحث عن غذائها في طبقات المياه العليا.

عن قرار منع الصيد الجائر بهذه المناطق، أوضح شعلة في تصريحاته " للصفحة الأولى " أنه قرار صائب لإعادة التوازن للبيئة البحرية، ويجب أن يكون لفترة مؤقتة بجانب وجود مردود سلبي وإخفاء بعض أنواع الأسماك، لذلك من الأفضل وضع بعض التحذيرات للصيادين باستخدام أنواع محددة من الشباك لمنع صيد الأسماك الصغيرة ، وتقنين عمليات الصيد في أوقات معينة تحت متابعة وزارة شؤون البيئة، كما يجب منع البواخر المستخدمة للوقود الأحفوري الذي يتسبب في التلوث ويؤدي إلى خلل بيئي.

 

تم نسخ الرابط