بعد احتجاجات استمرت أكثر من شهر
استقالة رئيسة وزراء بنجلاديش وهروبها علي متن مروحية عسكرية إلي الهند
أعلن الجيش البنجالي استقالة رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة واجد، ومغادرتها البلاد إلى الهند، علي متن مروحية عسكرية، بعد أكثر من شهر علي الاحتجاجات المناهضة لها اعتراضًا على نظام يخصص كوتة في الوظائف لأبناء المحاربين القدامى المشاركين في حرب تحرير بنجلاديش، باعتباره نظامًا تمييزيًا.
وأشار قائد الجيش، في كلمة بالتلفزيون الرسمي، إلى أنه سيجري مداولات مع رئيس البلاد لتشكيل "حكومة انتقالية"، داعيًا المتظاهرين إلى وقف أعمال العنف، وحثهم على الثقة في جيش البلاد .
وأكد قائد الجيش في كلمته أنه لا حاجة لفرض حظر تجول أو تدابير استثنائية أخرى.
وكانت حسينة واجد رئيسة وزراء بنجلاديش قد فرضت حظر التجوال في 18 يوليو الماضي، إثر الاحتجاجات، لكنها لم تنجح في استيعاب غضب المتظاهرين، رغم تعطيل الحكومة خدمات الإنترنت عن البلاد.
وتحكم الشيخة حسينة واجد بنجلاديش منذ عام 2009، وفازت بولاية رابعة لها في يناير 2024، خلال انتخابات قاطعتها المعارضة، لرفض حسينة مطالبه بسلطة محايدة للإشراف على الانتخابات.
وظائف الخدمة المدنية
وبدأت الاحتجاجات، التي استمرت منذ أوائل يوليو، بمطالبَ سلمية من طلاب الجامعات، بإلغاء الحصص في وظائف الخدمة المدنية، التي يُخصص ثلثها لأقارب المحاربين القدامى في حرب بنجلاديش من أجل الاستقلال عن باكستان عام 1971.
لكن الشيخة حسينة واجد هاجمت المظاهرات، وقالت بعد قرار حظر التجوال إن حزبي المعارضة الرئيسيين، وهما حزب "بنجلاديش الوطني"، وحزب "الجماعة الإسلامية" وجناحه الطلابي، المسئولان عن أعمال عنف.
ورغم أن الحكومة استجابت فيما بعد لبعض مطالب المتظاهرين، حيث وافقت على إلغاء تخصيص 60% من الوظائف لأقارب المحاربين القدامى، غير أن المظاهرات كانت تحولت إلى حركة واسعة مناهضة للحكومة.
واقتحم متظاهرون مناهضون للحكومة منزل وزير الداخلية البنجالي أسد الزمان خان كمال في دكا وقاموا بتخريبه، وسط المظاهرات العنيفة التي تهز البلاد.
بينما أكدت وكالات الأنباء أن رئيسة الوزراء المستقيلة غادرت العاصمة البنجالية دكا اليوم على متن مروحية عسكرية، برفقة شقيقتها الصغرى الشيخة ريحانة واجد، إلى الهند، فيما عقد قائد الجيش مؤتمرا صحفيا، معلنا أنه سيتم تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة البلاد، حيث عانى الاقتصاد المحلي كثيرا بسبب الاحتجاجات العنيفة.
اشتباكات دامية مع الشرطة
وفي الساعات الأخيرة، ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات التي استؤنفت أمس في بنجلادش، في اليوم الأول من احتجاجات "عدم التعاون" التي دعت إليها الحركة الطلابية ضد التمييز، إلى 91 قتيلاً على الأقل، بينهم 14 شرطياً. وبالإضافة إلى العاصمة دكا، خلفت الاشتباكات بين طلاب ووكلاء وناشطين من حزب رابطة الشعب البنجالي الحاكم، ضحايا في عدة مدن أخرى، لا سيما في سيراججانج، شمال غرب البلاد.
وذكرت وسائل الإعلام البنجالية أن هناك مئات الجرحى، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق آلاف المتظاهرين الذين كانوا يطالبون باستقالة رئيسة وزراء بنجلاديش .
وفي السادسة من مساء أمس تم فرض حظر تجول جديد لأجل غير مسمى، لكن الاحتجاجات استؤنفت اليوم بقوة أكبر.
وكان رئيس الوزراء قد عقد اجتماعا للجنة الوطنية للشؤون الأمنية أمس وتم ترتيب "عطلة عامة" لمدة ثلاثة أيام حتى الاربعاء المقبل، ورغم ذلك دعت الحركة الطلابية المناهضة للتمييز إلى مسيرة إلى دكا..
وقالت رئيسة الوزراء، السبت، إنها منفتحة على الحوار، زاعمة أن باب جانابابان، مقر إقامتها الرسمي، مفتوح، وأنها لا تريد صراعات، وأنها طلبت من السلطات المختصة إطلاق سراح الطلاب المعتقلين دون تفاصيل محددة.
وفي الوقت نفسه، أصر رئيس الوزراء على ضرورة تحقيق العدالة، ووعد بمحاكمة كل جريمة قتل وقعت خلال الاحتجاجات، وفي هذا الصدد، تم تشكيل لجنة تحقيق برئاسة أحد قضاة دائرة المحكمة العليا بالمحكمة العليا في 18 يوليو.
بداية الحركة الاحتجاجية
بدأت الحركة الاحتجاجية معارضة لنظام تعيين الموظفين في الإدارة العامة الذي قدم حصصًا مخصصة بنسبة 30 % لأبناء وأحفاد مقاتلي الحرية عام 1971.
في 16 يوليو الماضي ومع مقتل ستة أشخاص في الشوارع نتيجة اندلاع المظاهرات، تحولت المظاهرات إلى اشتباكات، وهي مرحلة استمرت حتى حظر التجول في 18 و19 يوليو، ووفقاً لبيانات وزارة الداخلية، فقد قتل 147 شخصاً في أعمال الشغب.
وتم تعليق الاحتجاجات في أعقاب حكم دائرة الاستئناف بالمحكمة العليا، الذي ألغى في 21 يوليو الحكم الصادر في 5 يونيو وخفض الحصص المخصصة لأحفاد المقاتلين في حرب الاستقلال.
وأعلنت الحكومة باسم رئيسة وزراء بنجلاديش عن اعتماد النظام الجديد في الجريدة الرسمية في 23 يوليو لكن الحكم لم يضع حدا للاحتجاجات، ففي 30 يوليو انطلقت مبادرة جديدة تحت عنوان "مسيرة من أجل العدالة" للاحتجاج على أعمال القتل والإصابات والاعتقالات والاختفاءات التي تعرض لها الطلاب، حيث استمرت الاحتجاجات للمطالبة بالافراج عن قادة الحركة الطلابية المعتقلين.