الخلافات السياسية كانت وراء سقوط الدولة
الخلافة الراشدة في مصر .. بدأها عمرو بن العاص وانتهت علي يديه
شكل الفتح الإسلامي لمصر علي يد عمرو بن العاص امتدادا لفتح الشام، الذى وقع بعد تخليص فلسطين من يد الرومان.
فتح مصر اقترحه القائد عمرو بن العاص على الخليفة عمر بن الخطاب بهدف تأمين الفتوحات وحماية ظهر المسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشام إلى مصر وتمركزوا فيها.
ولكن عمر بن الخطاب رفض في البداية، حيث كان يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لأفريقيا ووصفها بأنها مفرقة، لكنه ما لبث أن وافق، وأرسل لعمرو بن العاص الإمدادات، وتوجه عمرو بن العاص بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مجتازا سيناء. ثم توجه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حصون مصر الرومية، وما أن سقط حتى تهاوت باقي الحصون في الدلتا والصعيد أمام الجيش الإسلامي.
واستولي عمرو بن العاص على مصر بسقوط الإسكندرية في يده سنة 21هجرية 642 ميلادية، وعقد مع الروم معاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر، وبدأ العهد الإسلامي بِعصر الولاة.
عمرو بن العاص أول الولاة
كان عمرو بن العاص أول الولاة المسلمين علي مصر، فقام بإنشاء مدينة الفسطاط وأصبحت ولاية إسلامية تابعة للخلافة وقاعدة لانطلاق الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا24 واستمر في حكم مصر حتي عام 24 هجرية 646 ميلادية
أما عبد الله بن أبي السرح، فقد كان وليا علي الصعيد، قبل ان يوليه عثمان بن عفان واليا علي مصر كلها بداية من 646 ميلادية وحتي 656 .
ومن بعده جاء محمد بن أبي حذيفة في نهاية عصر عثمان بن عفان من عام 656 إلي عام 657 ميلادية، وكان محمد بن أبي حذيفة قد اغتصب الولاية في مصر أواخر عهد عثمان، فلما قتل محمد بن أبي حذيفة، عين علي بن أبي طالب، قيس بن سعد الأنصاري على ولاية مصر.
أما الأشتر مالك بن الحارث النخعي فقد أرسله علي بن أبي طالب واليًا على مصر، فمات قبل أن يصلها سنة 658.
بعد وفاة الأشتر النخعي، ولي علي بن أبي طالب محمد بن أبي بكر الصديق، واليًا على مصر، إلا إن معاوية بن أبي سفيان كان قد أعد جيشًا بقيادة عمرو بن العاص لغزو مصر، ووقعت بينهم وبين محمد بن أبي بكر معارك قوية انتهت بمقتل محمد بن أبي بكر، واستيلاء جيش معاوية على مصر، وبذلك خرجت مصر من حكم علي بن أبى طالب سنة 38 هجرية للهجرة.
سقوط الخلافة الراشدة بمصر
وبدأ عصر الدولة الأموية بعودة عمرو بن العاص واليا علي مصر من عام 38 هجرية وحتي عام 43 هجرية .
وبحسب المراجع التاريخية، كان أهم أسباب سقوط دولة الخلافة الراشدة، هو المشاكل والخلافات السياسية التى بدات تدب خلال عهد عثمان بن عفان، عندما وقع الانقسام بين المسلمين لأول مرة مما أدى إلى مقتل عثمان.
وتفاقمت المشاكل لاحقًا في عهد علي بن أبي طالب، وقد انتهى العصر الراشدي واقعيا بعدما تحاكم علي ومعاوية بن أبي سفيان، بعد رفع المصاحف في معركة صفين؛ فانقسمت الدولة على إقليمين، أحدهما خاضع لعلي والآخر لمعاوية، وانتهت تمامًا بعد أن تنازل الحسن بن علي عن الخِلافة لمعاوية في عام الجماعة، حقنا لدماء المسلمين، وبعد وفاة الحسن ثبت معاوية الحكم في البيت الأموي وجعلها وراثية؛ فكان بذلك المؤسس للدولة الإسلامية الثانية التى عرفت بالدولة الأموية.