وجعلنا النهار معاشا
تعرف على أسرار الساعة البيولوجية وإبداع الخالق في تكوين جسم الإنسان
أثبت العلماء أن النوم المتأخر والإستيقاظ المتأخر يعملان علىٰ تعطيل الساعة البيولوجية للجسم وهو ما يمنعه من النمو الصحي ويعيق عمله في التخلص من السموم ويسبب مشاكل كثيرة للأجهزة الحيوية بجسم الإنسان وبالتالى يؤثر علي الصحة العامة.
وبحسب علماء البيولوجى، فإن الساعة البيولوجية هي ميقاتى داخلى يعمل على مدار 24 ساعة، ويلعب دوراً حاسماً في عمليتي النوم والاستيقاظ، فعندما يحل الظلام ينتج الجسم المزيد من الميلاتونين، وهذا الإنتاج ينخفض عندما يأتي النهار.
والميلاتونين هو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية، وهي غدة صماء صغيرة في المخ، وظيفتها الأساسية هى التحكم في النوم واليقظة، تبدأ نشاطها مع الضوء الطبيعي وينتقل الدماغ من حالة النوم إلى حالة اليقظة.
الساعة البيلوجية
والساعة البيولوجية للجسم هي في الواقع عبارة عن سلسلة من الساعات يتم التحكم فيها بواسطة "ساعة رئيسية" واحدة موجودة في الدماغ.
ويعمل هذا النظام على نحو يشمل إعطاء الجينات الموجودة داخل الجسم تعليمات لصنع البروتينات، والتي يتم إنتاجها في موجات ترتفع وتنخفض على مدار اليوم في دورة تدوم 24 ساعة..
وقد اكتشف العلماء مؤخرا مجموعة من الخلايا أسفل وسط الدماغ تسمى النواة، ويرجح الباحثون أن هذه المجموعة هي مركز التحكم في الساعة البيولوجية للإنسان، وتنقسم هذه النواة لنصفين وكل جزء يتكون من 10 آلاف خلية عصبية.
كما أن بعض النباتات لديها حساب الزمن، حيث إن بعض أوراق مجموعة من النباتات تؤدي حركات معينة في وقت محدد من اليوم، إذاً هذا النبات عنده ما يسميه العلماء ساعة بيولوجية، تحسب له الزمن إذ أن هذا النبات عنده ما يسميه العلماء ساعة بيولوجية تحسب له الزمن.
وكذلك هناك حيوانات تشبه النباتات في تحديد الزمن، حيوانات تعرف بدقّة بالغة مرور الزمن، فتتجه إلى مكان سباتها في الشتاء، لو تأخرت أو بكرت قليلاً لماتت، إنه حساب في غاية الدقة، تأوي بعض الحيوانات إلى أوكارها لترقد طوال فصل الشتاء، ولولا أنها تعرف كيف يمر الزمن لما أمكنها ذلك.
أما عند الإنسان فإنه بجوار غدته النخامية هناك مجموعة خلايا لها خاصية عجيبة، حيث إنها تستشعر الضوء الذي يسقط على قاع الشبكية في أثناء النهار، إذا استشعرت هذا الضوء معنى ذلك أن الوقت نهار، فإذا غابت هذه الأشعة التي تسقط على قاع الشبكية معنى ذلك أن الوقت ليل.
نشاط الانسان
كما أن الغدة الدرقية لديها الساعة البيولوجية الخاصة بها، فالغدة الدرقية فيها نظام تحول الغذاء إلى طاقة، وبحسب العلماء أيضا فإن هذا الغذاء يتحول إلى طاقة عالية في النهار، وطاقة متدنية في الليل، فالإنسان خلال ساعات النهار يتحرك، ويعمل، وهو ما تلخصه الآية الكريمة "وَجعلْنا الليْلَ لِباسا*وجعلْنا النَّهار معاشًا".
شيء آخر، في النهار يرتفع النشاط الكهربائي للدماغ وفي الليل يضعف هذا النشاط، والإنسان في النهار يمكن أن يؤدي عملاً فكرياً رائعاً، لكنه في الليل لا يستطيع ذلك، طبعاً في النهار أقصد به بعد طلوع الشمس، حيث تزداد درجة لزوجة الدم بالنهار .عنها في الليل، في الليل يتميع الدم
كما يزداد عدد كريات الدم البيضاء كسلاح دفاعي في جسم الإنسان في النهار عنها في الليل، فالكريات البيضاء هي جنود خاضعة لنظام دقيق من أجل أن تؤدي وظيفة الدفاع عن الجسم في النهار هناك حركة ومصافحة وتناول طعام وعمل في أماكن قد تكون فيها جراثيم فجهاز الدفاع في الإنسان يكون مستنفراًوفي جاهزية عالية خلال النهار.
ولكن معدّلات النمو خلال الليل أعلى منها في النهار، فعندما ينام الإنسان تكون هرمونات النمو أشد فاعلية في الليل عنها في النهار، حتى الهرمون الجنسي يكون في الليل أعلى مستوى من مستوياته عنه في النهار، وفي الليل أيضا يقل استهلاك السكر.
