شبكة الفساد الكبرى
عصابة مدير الكسب غير المشروع وقيادات الجمارك لتخليص الصفقات وبيع المعلومات
شبكة فساد كبرى تكونت بين مدير إدارة الكسب غير المشروع في وزارة العدل، والمفترض فيه العمل على مكافحة الفساد، وموظفين في مصلحة الجمارك، ورجل أعمال، استغلوا نفوذهم ووظائفهم لجني ملايين الجنيهات، عبر تقديم الرشاوي وتخليص الصفقات والمستخلصات الجمركية، كما باعوا معلومات وأسرار تخص وظائفهم مقابل الحصول على المزيد والمزيد من المال الحرام.
وكشفت القضية التي تنظرها محكمة جنايات الجيزة عن العديد من المفاجآت الصادمة، والتي تورط فيها كل من مدير إدارة الكسب غير المشروع بوزارة العدل، ومدير عام الإيداعات والشؤون الجمركية بمصلحة الجمارك، ومالك مكتب للاستيراد والتصدير، ومستخلص جمركي، ومدير جمرك في العاشر من رمضان، و"محمد. ج"، ومعاون خدمة ثالث بإدارة الكسب غير المشروع بوزارة العدل، وأحد الحاصلين على دبلوم صنايع.
المكالمات تفضح رشاوي وصفقات الجمارك
وأوقعت المكالمات الهاتفية المتعددة التي جرت بين المتهمين بهم، بعدما كشف تفريغها عن اتفاقهم على تلقي وتقديم رشاوي بهدف تخليص وإنهاء صفقات ومعاملات جمركية وصلت قيمتها إلى ملايين الجنيهات، وذلك في محافظتي القاهرة والشرقية.
كما طلب أحد المتهمين، وهو مسؤول في مصلحة الجمارك، من مالك شركة للتصدير والاستيراد والتوكيلات التجارية، مليون و500 ألف جنيه رشوة، مقابل استعمال نفوذه على موظفي جمرك ميناء بدر، لإنهاء إجراءات تصدير الرسائل الجمركية الخاصة بصاحب الشركة، مع سرعة إنهاء إجراءات استلام البضائع.
وطلب أيضا ذلك المتهم من مستخلص جمركي في ميناء العاشر من رمضان، 338 ألف جنيه رشوة، لإنهاء إجراءات تصدير الرسائل الجمركية الخاصة بشركتين تعملان في مجال الصناعة والمنظفات.
ولم يكتف المتهم بذلك، بل قدم رشوة 200 ألف جنيه إلى رئيس قسم المراجعة في إدارة الكسب غير المشروع، ليفشي له معلومات وأسرار حول تحقيقات أجريت مع المتهم الاول، في الإدارة.
ويواجه المتهمون في القضية ارتكاب جرائم طلب وأخذ عطايا لاستعمال نفوذ حقيقي للحصول من سلطة عامة على مزية، وتقديم رشوة إلى موظف عمومي للإخلال بواجبات وظيفته مقابل الإفشاء عن معلوماتِ وأسرار عن تحقيقات جرت مع أحدهم.
تحقيقات النيابة
وخلال تحقيقات النيابة، أكدت شركات الاتصالات، تطابق إحداثيات النطاق الجغرافي، للهواتف المحمولة ومكالمات الشاهد السادس، والمتهم الأول في المقطم بمحافظة القاهرة، وأيضا إحداثيات الهواتف المحمولة ومكالمات المتهم الأول والمتهم السابع في العمرانية بمحافظة الجيزة، وكذلك مكالمات المتهم الأول والمتهم الثاني والمتهم السابع في المقطم، والتي كشفت عن تفاصيل شبكة الفساد التي تكونت بين المتهمين.
وكشفت تلك المكالمات الهاتفية عن أن المتهم الأول أخذ رشوة من المتهم الثالث، كما طلب وأخذ المتهم الثاني رشوة من المتهم الأول، والتي توسط فيها المتهم السابع، مقابل الإخلال بواجبات وظيفته.
تقرير الهيئة الوطنية للإعلام
وجاء في تقرير الهيئة الوطنية للإعلام، ثبوت تطابق بصمة الصوت للمتهمين الأول والثاني والثالث والخامس والسابع، وكذلك الشاهد العاشر، مع أصواتهم التي ظهرت في المكالمات الهاتفية والتي تم تسجيلها، كما أكد التقرير أن التسجيلات سارت بشكل طبيعي ولم يحدث فيها أية تعديلات.
اعترافات المتهمين
كما اعترف المتهمون الأول والثاني والثالث والخامس والسابع، والشاهد العاشر بصحة أقوالهم التي وردت في المكالمات الهاتفية المسجلة، وعند فحص هاتف المتهم الثاني، اتضح وجود كشف بأسماء موظفي الجمارك، وكان من بينهم المتهم الأول.
وكشفت المحادثات التي ضبطت على تطبيق الرسائل واتساب، والموجودة على هاتف المتهم الأول، عن محادثة حدثت بينه وبين الشاهد الرابع، ومثبت فيها أنه أرسل إلى المتهم الأول صورة تحتوي على محتويات الرسائل الجمركية والصناديق الكرتونية التي تشتملها، كما أرسل إلى نفس المتهم برسالة نصية تفيد بإكمال إجراءات تسليم البضائع.