جون بارنيت كاشف الأسرار
مقتل مدير الجودة في شركة بوينج يفتح ملف كوارث صناعة الطائرات ✈
أثار مقتل الموظف السابق في شركة بوينج الأمريكية، جون بارنيت، العديد من التساؤلات والاتهامات، خاصة وأن وفاته تأتي بعد أيام من نشره فضائح الشركة العملاقة العاملة في صناعة الطائرات، وسط مخاوف من اغتيال متعمد لإسكاته ومنعه من فضح كوارث بوينج، بينما كشفت التقارير الأولية عن أن سبب وفاة بارنيت ربما يكون انتحارا.
وجاء العثور على جثة موظف شركة بوينج السابق، بعدما كشف عن وجود مشاكل في أنظمة السلامة بالشركة، وقبل استعداده للإدلاء بشهادته في دعوى قضائية ضد الشركة، وفي وقت أثارت تحقيقات إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية مخاوف عدة تتعلق بأنظمة السلامة، وهو ما يكشفه موقع الصفحة الأولى في السطور التالية.
سبب وفاة بارنيت مسؤول بوينج
وزعمت تقارير إعلامية وفاة جون بارنيت منتحرا، بسبب إصابات ألحقها بنفسه في شاحنته أثناء وقوفها بموقف سيارات فندق يقع في ولاية ساوث كارولينا.
وقال متحدث باسم شركة بوينج: "نشعر بالحزن لوفاة بارنيت، وقلوبنا مع عائلته وأصدقائه".
وكان بارنيت كشف عن أخطاء ترتكب في مصنع بوينج في نورث تشارلستونن، بولاية كارولاينا الجنوبية، وتحديدا أثناء تصنيع الطائرة "787 دريملاينر" المتطورة والمخصصة للرحلات الطويلة، والذي عمل فيه مديرا لمراقبة الجودة لمدة 7 أعوام، بعدما عمل مع الشركة لمدة 32 عاما، ثم تقاعد لأسباب صحية عم 2017.
وأكد مدير مراقبة الجودة في مصنع بوينج، إن الفنيين ركبوا أجزاء دون المستوى المطلوب في الطائرات، بشكل متعمد، نتيجة وجود ضغوط لإنتاجها بسرعة.
وفي عام 2019، قال بارنيت لبي بي سي إن العُمال في هذا المصنع كانوا يتعمّدون تحت الضغط تركيب أجزاء غير مستوفية للمعايير في الطائرات، تتسبب في مشكلات خطيرة بأنظمة الأكسجين، كما أن 25% من أقنعة التنفس لن يعمل في حال وقوع طوارئ.
وأكد بارنيت أنه قدم تلك التحذيرات إلى قيادات شركة بوينج، ولكنهم لم يتخذوا أي إجراء لتصحيح الأخطاء.
عيوب خطيرة في طائرات بوينج
وحذر مدير الجودة في مصنع بوينج، من أن الاستعجال في تصنيع طائرات جديدة سيخلق عيوب تتعلق بالأمان، ولكن الشركة نفت ذلك.
وكانت إدارة الطيران الفيدرالية تحدثت عن تلك المخاوف عام 2017، والتزمت شركة بوينج باتخاذ إجراءات تصحيحية.
كما رفع بارنيت دعوى قضائية ضد شركة بوينج، واتهمها بتشويه سمعته وإعاقة تقدمه المهني، بعد كشفه للأخطاء المرتكبة عمدا في مصنع الطائرات.
أزمات شركة بوينج
وتفجر الجدل حول وفاة بارنيت، مع توالي أزمات شركة بوينج، والتي تواجه تحقيقات حول عملية تصنيع الطائرات، بعدما سقط جزء من جسم طائرة تابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز خلال منتصف الرحلة على ولاية أوريجون يناير الماضي، في حادث لم يتسبب في مقتل أي راكب، ولكن الطائرة التي صنعتها بوينج عادت بسبب انخفاض ضغط المقصورة بشدة.
وكان باب في طائرة مسافرين من طراز "737 ماكس9" انفجر أثناء تحليقها، حيث
كشف تقرير المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل عن أن أربعة مسامير أساسية، مصممة لتثيبت باب الطائرة في مكانه، كانت غير مستوفية للمعايير، ليقرر الركاب إقامة دعوى قضائية في مواجهة شركة الطيران وشركة بوينج صانعة الطائرة، بسبب ما وصفوه بالحادث المؤلم.
وكشف تحقيق إدارة الطيران الفيدرالية، والذي أجرته لمدة 6 أسابيع، عن فشل شركة بوينج في الوفاء بمتطلبات مراقبة جودة التصنيع.
وتسبب حادث شركة ألاسكا إيرلاينز، والتدقيقات التي تخضع لها شركة بوينج في عملية تصنيع الطائرات، إلى انخفاض سعر سهم بوينج حوالي 25% العام الجاري 2024.
كما أوقفت إدارة الطيران الاتحادية تحليق طائرات ماكس 9 لعدة أسابيع في يناير، وقررت منع شركة بوينج من زيادة معدل إنتاج تلك الطائرات، مع إلزامها بخطة شاملة لمعالجة ما وصفتها بمشكلات منهجية في مراقبة الجودة خلال 90 يوما.
