جلب العملة الصعبة
رئيس الوزراء: هجرة الأطباء للعمل بالخارج شيء مشرف وفرصة لتعزيز الخبرات

وصف الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، هجرة الأطباء للعمل بالخارج بأنه شىء جيد ومشرف، مؤكدا أنه شهادة بجودة التعليم المصري ويمثل جزءا من قوة مصر الناعمة .
جاء ذلك خلال تعليق الدكتور مصطفى مدبولي، على التصريحات التي أثيرت مؤخرًا بشأن أزمة هجرة الأطباء من مصر، وقال في مؤتمر صحفي، الخميس، عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة: عندنا نوع من جلد الذات بالتشكيك في جودة التعليم المصري، فهل إذا كان التعليم بهذا السوء هل سيخرج هذا الكم من الأطباء والمهندسين؟!.
وأضاف رئيس الوزراء، أن كليات الطب كانت تُخرج 9 آلاف طالب، ومع زيادة الكليات أصبحت تُخرج 15 ألف طالب حاليا، لافتا إلى أن جزء من قوة مصر الناعمة هو خروج شبابها للعمل في الخارج وتحقيق عائد اقتصادى.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن خروج الأطباء للعمل بالخارج شيء جيد ومشرف، وهذا تشجيع من الدولة للأطباء على الهجرة، والأمر ذاته للمهندسين وغيرهم من القطاعات الأخرى.
وأكد أنه ليست هناك مشكلة لو هاجر 10 آلاف طبيب من نحو 29 ألف طبيب سيتم تخرجهم الأعوام المقبلة، وهذا الأمر من مصلحة الدولة سواء بكسب الخبرات أو جلب العملة الصعبة لمصر.
وأوضح رئيس الوزراء أنه تم مضاعفة أعداد الخريجين من كلية الطب ووصل خلال السنوات الأخيرة إلى 21 ألف طبيبًا سنويًا ومن المستهدف أن يصل عدد الخريجين من الأطباء بعد 6 سنوات إلى 29 ألف خريج، مشددا على أن هذا التوازن يخدم مصلحة الدولة دون التأثير على الموارد البشرية الطبية داخل مصر.
وأشار إلى أن سفر الأطباء خلال السنوات الأخيرة لم يؤثر على المورد البشري الطبي في مصر، لافتًا إلى أن القطاع الصحي في مصر شهد تطورًا كبيرًا خلال لسنوات الأخيرة حيث تم بناء مستشفيات على أحدث المستويات قد تتفوق على بعض مستشفيات القطاع الخاص.
هجرة أكثر من 7 آلاف طبيب
وأثارت تصريحات الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء حول هجرة أكثر من 7 آلاف طبيب مصري شاب للعمل في الخارج خلال عام واحد فقط، حالة من الجدل ومطالب بالبحث عن حلول عاجلة للأزمة المتفاقمة، مع الدعوة لمنع سفر الأطباء للخارج.
وكشف تقرير إحصائي لنقابة الأطباء، أن عدد الأطباء والطبيبات الذين تقدموا إلى النقابة خلال عام 2022 بما يفيد استقالاتهم من قطاع الصحة في مصر، وقدموا طلبات لاستخراج شهادة «طبيب حر»، كان 4261 طبيباً وطبيبة بمعدل يومي 12 طبيباً وطبيبة، وإذا جرى استبعاد أيام العطلات يصبح المعدل اليومي 13.5 طبيب وطبيبة فى اليوم الواحد.
وأشارت النقابة إلى أن هذا العدد من المتقدمين بمستندات استقالاتهم من الحكومة هو الأكثر خلال الأعوام السبعة الماضية، فخلال عام 2016 كان العدد 1044، وعام 2017 كان 2549، وفي عام 2018 كان العدد 2612، وعام 2019 كان 3507، وعام 2020 كان العدد 2968، أما في عام 2021 فكان العدد 4127 طبيباً وطبيبة، وهو العدد الذى يتزايد سنويا بشكل مضطرد منذ جائحة كورونا التى أصابت العالم وزادت من الطلب على الاطباء والأطقم الطبية فى الولايات المتحدة واوروبا التى تجذب الخريجين المصريين.
وقدم النائب رفعت شكيب عضو مجلس النواب، مقترحا لحل أزمة هجرة الأطباء للخارج، ومواجهة نقص الكوادر الطبية داخل المستشفيات الحكومية لا سيما في القرى والنجوع، موضحاً أن الهدف ليس تقييد حرية الأطباء مثلما يروج البعض، ولكن منح الدولة حقها بعد إنفاقها مبالغ كبيرة على تعليمهم.
وتساءل النائب: هل من المقبول أن الدولة تدرب وتؤهل الأطباء ثم يرحلون عنها ويتركونها من أجل العمل بالخارج؟ وهل يعقل استقدام أطباء أجانب من الخارج ولدينا خبرات وكفاءات طبية في مصر؟ وهل من المنطقي أن يكون لدينا مستشفيات على أعلى مستوى وبكلفة مالية باهظة ولا يوجد بها أطباء لتشغيلها؟ .
وأثار مقترح النائب رفعت شكيب، ردود فعل متباينة، فقد رأى البعض انه طريقة لحل أزمة نقص الأطباء داخل المستشفيات الحكومية، ويعالج هجرتهم للخارج، فيما رأى آخرون أنه يخالف نصوص القانون والدستور، وسيؤدى إلى تقييد حرية الأطباء وإجبارهم على ترك المهنة.