برعاية قطرية
مفاوضات سرية بين حماس وأمريكا.. والتركيز على «مفاتيح الأسرى» والاتفاق الشامل

لأول مرة تعقد تجري حركة حماس مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي جرت بشكل سري خلال الفترة الماضية، بترتيب قطري وبناء على طلب واشنطن، وتركزت على ملامح المرحلة الثانية من مباحثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن باقي الأسرى المتبقين في القطاع، وخاصة ممن يحملون الجنسية الأمريكية.
وكشفت مصادر مقربة من المقاومة الفلسطينية، تفاصيل ما جرى في المفاوضات السرية بين حماس وأمريكا، وقالت إن الحركة أبدت استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الأميركيين وباقي الإسرائيليين ضمن اتفاق شامل يتضمن الاتفاق على مفاتيح جديدة حول الأسرى العسكريين، مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية، كما طالبت الحركة بدور أميركي في صفقة تبادل شاملة في إطار اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة لمدة طويلة.
وطالبت حماس المفاوضين الأميركيين بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لاستئناف إدخال المساعدات الإغاثية والغذائية والدوائية والوقود والكرفانات والخيام، وبدء المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار.
مفاتيح إطلاق سراح الأسرى
وكلمة "المفاتيح" المستخدمة في مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، تشير للمعايير المحددة لعدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، مقابل كل أسير إسرائيلي يطلق سراحه من غزة، وكان المفتاح في المرحلة الأولى إطلاق سراح 50 أسيرا فلسطينياً من الصادر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد أو لفترات طويلة مقابل كل أسير إسرائيلي مجند أو في سن التجنيد.
وأكدت المصادر أن حماس تعاملت بمرونة كبيرة في النقاش حول الأسرى الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية، وعددهم بين 4 إلى 6 أشخاص، مبدية استعدادها لتقديم بادرة حسن نية في شانهم، خاصة وأن اللقاءات المباشرة كانت بهدف تقريب وجهات النظر، واستغلتها حماس لشرح موقفها بشكل أوضح، للوصول إلى حلول شاملة.
وبالتزامن مع المفاوضات السرية، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تهديداته لحركة حماس، وطالبها بإطلاق سراح جميع الأسرى في غزة فورا، قائلا: إنه في حالة عدم حدوث ذلك "سينتهي أمركم"، وطالب قادة حماس بمغادرة القطاع
وخلال المباحثات السرية، ركز المفاوضون الأميركيون على مسألة الأسرى مزدوجي الجنسية الذين يحملون الجنسية الأميركية بغرض التمهيد لبحث قضايا أخرى، وأكدت المصادر أن الاتصالات لم تنقطع، رغم عدم التوصل إلى اتفاق.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة يوم السبت الماضي، عاد الاحتلال الإسرائيلي لفرض حصارا كاملا على إدخال جميع البضائع والمساعدات الإنسانية إلى غزة، مع توجيه مطالبات إلى حماس بإطلاق سراح الأسرى المتبقين دون بدء مفاوضات إنهاء الحرب بشكل شامل.