منصة FBC لن تكون الأخيرة
صراع الطماع والنصاب..25 منصة بأساليب مختلفة للنصب الاليكتروني في 4 أشهر

منصة اف بي سي (FBC) كانت حديث الشارع خلال الأشهر الأخيرة، حيث استغل النصابون الجدد، رغبة وطمع الكثيرون في الكسب السريع، فابتكر الكثيرون أساليب عديدة من النصب الإلكتروني وكان أخرها منصة اف بي سي (FBC) التي كانت أخر مثال جديد على هذه الظاهرة، فقد وعدت هذه المنصة مستخدميها بأرباح خيالية، لكنها في الحقيقة كانت وسيلة لسرقة أموالهم.
بدلاً من استثمار الأموال في مشاريع حقيقية ذات فائدة اقتصادية، لجأ العديد من الأشخاص إلى منصات مثل FBC، التي أوهمتهم بأن استثماراتهم ستحقق أرباحًا مضاعفة. ولجذب المزيد من الضحايا، اتبعت المنصة أسلوبًا مخادعًا حيث منحت المودعين أرباحًا في البداية، مما زاد من ثقتهم ودفعهم لضخ أموال إضافية، قبل أن يكتشفوا في النهاية أنهم وقعوا ضحية لعملية احتيال كبرى.
اعتمدت منصة اف بي سي FBC على الترويج لنفسها كمنصة مرخصة، واستخدمت المحافظ الإلكترونية لاستقبال الأموال، مما جعل عمليات النصب أكثر سهولة، ووفقًا للعديد من الشهادات، فإن بعض الأفراد باعوا كل ما يملكون من أجل الاستثمار في المنصة، ليجدوا أنفسهم في النهاية صفر اليدين بعد اختفاء المنصة وإدارتها بشكل مفاجئ.
واعتمدت منصة اف بي سي FBC على استراتيجيات احتيالية محكمة، حيث تغري المستخدمين بعوائد مرتفعة في البداية، مما يدفعهم لضخ المزيد من الأموال على أمل تحقيق مكاسب أكبر. ومع مرور الوقت، يكتشف المستثمرون أنهم تعرضوا لعملية خداع، بعدما تتلاشى إمكانية سحب الأرباح، أو تُفرض عليهم قيود تعجيزية تجعلهم عاجزين عن استرداد أموالهم.
وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعدت التحذيرات من هذه المنصة، حيث كشف الضحايا عن خسائر ضخمة، وصلت في بعض التقديرات إلى 6 مليارات دولار، بعد استهداف المنصة لمليون مستثمر حول العالم.
وأفادت التقارير بأن منصة اف بي سي FBC قامت بالاحتيال على أكثر من مليون شخص، واستولت على مبالغ تقدر بـ6 مليارات دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر عمليات النصب في الفترة الأخيرة. كما حذرت مصادر مالية من أن هذه المنصة قد تكون امتدادًا لمنصات احتيالية سابقة، مثل PHD، التي احتالت على مستثمرين في الأردن بملايين الدنانير.
علاوة على ذلك، كشف موقع BrokerChooser أن الشركة المرتبطة بالمنصة، Different Choice Fbc Inc، غير خاضعة لأي تنظيم مالي رسمي، مما زاد من خطورة التعامل معها.
مع انخفاض عدد المشتركين الجدد، انهار النظام الاحتيالي الذي كانت تعتمد عليه المنصة، ولم يجد المحتالون طريقة للاستمرار، فقرروا الهروب بأموال الضحايا، تاركين وراءهم موجة من الصدمة والندم.
أبرز أساليب النصب الإلكتروني
- التصيد الاحتيالي
ينتحل المحتالون شخصية مؤسسات معروفة لخداع الأفراد بالكشف عن بياناتهم الحساسة مثل كلمات المرور أو معلومات البطاقات البنكية، وتأتي هذه الهجمات غالبًا عبر رسائل بريد إلكتروني أو مواقع مزيفة.
- منصات الاستثمار الاحتيالية وأبرزها منصة «FBC»
منصات مثل FBC تروج لعوائد ضخمة وسريعة لكنها تهدف في الحقيقة إلى سرقة أموال المستثمرين، الضحايا غالبًا ما يجدون أنفسهم في مواجهة خسائر فادحة.
- الاحتيال عبر الهاتف المحمول
يتظاهر المحتالون بأنهم ممثلون عن شركات مشهورة للحصول على بيانات مالية حساسة، وارتفعت هذه العمليات مع زيادة استخدام الخدمات المصرفية عبر الهاتف.
- البريد الإلكتروني الخادع
تنتشر رسائل احتيالية تبدو وكأنها من مؤسسات معروفة، وتحتوي على روابط أو مرفقات خبيثة.
- وسائل التواصل الاجتماعي
تنتشر مسابقات وفرص استثمار وهمية تستهدف المستخدمين عبر منصات مثل Facebook وWhatsApp، حيث يتم استغلال الضحايا عبر عروض مغرية.
- الاحتيال عبر المواقع المزيفة وأبرزهم منصة «FBC»
يستخدم المحتالون مواقع إلكترونية مزيفة للحصول على بيانات المستخدمين أو سرقة أموالهم عبر تقديم عروض زائفة.
- التصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية
رسائل نصية عاجلة تحتوي على روابط ضارة أو برمجيات خبيثة تستهدف سرقة المعلومات الحساسة.
- الذكاء الاصطناعي
يستغل المحتالون تقنيات الذكاء الاصطناعي لصياغة رسائل احتيالية متقنة، وتحليل البيانات لاستهداف ضحايا محتملين بدقة أكبر.
25 منصة احتيال في 4 شهور
من جانبه أكد النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أن هذه المنصات، التي يطلق عليها "منصات النصب الإلكتروني"، تُوهِم المواطنين بأنها مرخصة من قبل الدولة، وهو أمر غير صحيح.
وأوضح بدوي، خلال تصريحات صحفية أنه لا يوجد في القانون بند ينظم ترخيص التجارة الإلكترونية، مشيرًا إلى أنه رغم تحذيرات وزارة الداخلية ووزارة الاتصالات، لا يزال بعض المواطنين يقعون في هذا الفخ.
وأضاف أن أصحاب هذه المنصات يتمتعون بذكاء شديد، حيث يحرصون خلال الأشهر الثلاثة الأولى على دفع الأرباح بانتظام، ما يدفع المواطن إلى الطمع وإعادة استثمار أمواله على أمل تحقيق المزيد من الأرباح، مشيرًا إلى أن هذه المنصات تعد بأرباح تصل إلى 45% من إجمالي المبلغ، وأن 90% من المواطنين الذين تم خداعهم يعاودون دفع الأموال مجددا طمعا في تحقيق أرباح إضافية.
واستنكر "بدوي" ثقة المواطنين في عالم افتراضي، مشيرا إلى أنه تم ضبط أكبر شبكة نصب دولية تضم عددا من المصريين والأجانب منذ ثلاثة أشهر، ورغم تكرار هذه الحوادث، لا يزال المواطنون يقعون في الفخ نفسه.
وأكد أنه لا توجد تجارة إلكترونية شرعية بهذا الشكل، ولا شركات أو معاملات إلكترونية مرخصة، ولا يوجد في القانون بند لترخيص مثل هذه الكيانات، مشيرًا إلى أن اللجنة ستجدد توصيتها للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بحصر منصات النصب الإلكتروني التي تستهدف المواطنين، وهي التوصية التي سبق أن قدمتها اللجنة من قبل.
كما أوضح أن عدد منصات النصب الإلكتروني التي تم حجبها بلغ حوالي 25 منصة خلال الأربعة أشهر الماضية، مشددًا على أن السيطرة على هذه المنصات، التي يطلق عليها البعض خطأً "التجارة الإلكترونية"، تعتمد على وعي المواطنين، مؤكدًا أن هذه المنصات غير مرخصة، وأن التعامل معها يتم في عالم افتراضي عبر حسابات وهمية لا أساس لها من الصحة.