الطيار الأمريكي فضح التواطؤ مع حرب الإبادة
الدولة المنبوذة.. طرد إسرائيل من «يوروفيجن» ومنع ملك النرويج من عزاء تل أبيب
توفي طيار في الجيش الأميركي بعد أن أشعل النار في نفسه خارج سفارة إسرائيل في واشنطن، معلنا أنه لن يكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية، في إشارة إلى رفضه للعدوان الاسرائيلي علي الفلسطينين في غزة.
توجه بوشنل إلى السفارة الاسرائيلية ظهر الأحد الماضي، وبدأ بثا مباشرا على منصة "تويتش"، ثم أوقف هاتفه وسكب على نفسه مادة سريعة الاشتعال وأشعل النيران، معلنا أنه لن يكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية.
واقعة انتحار الطيار الأمريكي رون بوشنل البالغ من العمر 25 عاما، لم تكن أول الاحتجاجات الغربية ضد المجازر الإسرائيلية وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة الفلسطيني.
ففي ديسمبر الماضي، أحرق شخص نفسه خارج القنصلية الإسرائيلية في مدينة أتلانتا باستخدام البنزين، احتجاجا علي استهداف المدنيين العزل في غزة، بينما عثر على علم فلسطيني في مكان الحادث.
طرد إسرائيل من يوروفيجن
الاستياء الغربي وإدانة العدوان الإسرائيلي لم يتوقف علي تنظيم المظاهرات في معظم العواصم، وإنما امتد لرفض الوجود الإسرائيلي في العديد من الفعاليات، فقد فوجئ جمهور مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" التي احتضنتها العاصمة النرويجية أوسلو، بدخول سيدة تحمل علم فلسطين وترتدي قميصا كتب عليه "قاطعوا إسرائيل" إلى المسرح، احتجاجا على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر.
وأظهر مقطع فيديو نشرته صفحة "يوروفيجن من الداخل" على منصة "إكس"، صعود عضوة مجلس مدينة أوسلو جورون فولكفورد على خشبة المسرح مع قرب نهاية الدور نصف النهائي الأول من "يوروفيجن" التمهيدية في أستوديوهات هيئة الإذاعة العامة النرويجية في أوسلو.
وبعد الاحتجاج قالت فولكفورد، لقد كان عملا جماعيا وتم تكليفي بمهمة أن أكون الشخص الذي يقوم بذلك، أردنا أن نوصل رسالة مهمة إلى العديد من الأشخاص مقاطعة إسرائيل فيما يتعلق بنهائي يوروفيجن، لكن النرويج تحتاج أيضًا إلى وقف هذه الحرب القاسية.
كما نظم ناشطون من منظمة "العمل من أجل فلسطين" مظاهرة خارج القاعة للمطالبة بمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية التي ستقام نهائياتها في السويد خلال شهر مايو المقبل.
وفي ديسمبر الماضي، طلبت الجمعية الآيسلندية للملحنين وكتاب الأغاني من أعضائها عدم المشاركة في المسابقة الأوروبية ما لم يتم حظر إسرائيل.
منع ملك النرويج من العزاء
وانضم أكثر من 1400 فنان فنلندي إلى الموسيقيين الآيسلنديين في المطالبة بمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة "يوروفيجن" لهذا العام بسبب الحرب على غزة.
وقال الفنانون إنه إذا لم يتم استبعاد إسرائيل من المسابقة، التي ستقام في مدينة مالمو السويدية في شهر مايو، فيجب على شركة الإذاعة الفنلندية مقاطعة المسابقة ورفض إرسال مشاركة فنلندية.
وجاء في المذكرة التي وقعها فنانون مقيمون في فنلندا، أن منح بلد يرتكب جرائم حرب ويواصل احتلاله العسكري منصة عامة لتلميع صورته باسم الموسيقى لا يتوافق مع قيمنا.
ومن أبرز مظاهر التبرؤ من الجرائم الإسرائيلية، كانت من رئيس الوزراء النرويجي يوناس يار ستور إن النرويج مستعدة للتحدث مع حماس للتوصل إلى حل سريع لإنهاء الحرب، الذى أصر علي منع ملك بلاده هارلد الخامس من إرسال برقية تعاز رسمية إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج بعد أحداث السابع من أكتوبر.
وفي الوقت نفسه، اصطحب إيدي زوجة ولي العهد النرويجي إلى معرض الكتاب في القاهرة، وعرفها على منظمات الإغاثة العاملة في غزة، وسمعت منها قصصا مفجعة عما يحدث في القطاع، وقال وزير الخارجية في اللقاء نفسه إن ما يحدث هناك "جحيم على الأرض"، ووقف أمام الكاميرات مع زوجة وريث العرش وهي تذرف الدموع، تعبيرا عن تعاطفها مع الفلسطينيين.
نشاط رئيس الوزراء النرويجي وزوجة ولي العهد، أثارت حنق السفير الإسرائيلي بالنرويج، الذى قال في تصريح شهير له: سيتعين على إسرائيل بعد الحرب أن تقرر من هم شركاؤها، وليس من المؤكد أن النرويج ستكون منهم.
إلي ذلك، ثمنت الصحف النرويجية، موقف بلادها المؤيد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ورفضها قطع التمويل عنها، حتى إن أحد كبار ممثلي الحزب النرويجي الحاكم أوصى بترشيحها لجائزة نوبل للسلام، رغم اتهام إسرائيل لموظفين فيها بالمشاركة في أحداث السابع من أكتوبر.