عقب توقيف جندي اسرائيلي بالبرازيل ..
رعب في إسرائيل من ملاحقة الجنود قضائياً في العالم.. والمعارضة: فشل سياسي
حالة من الرعب تجتاح إسرائيل حاليا، بعد صدور مذكرات توقيف للآلاف من الجنود الاسرائيليين في عدد كبير من دول العالم خاصة بعد حرب غزة، بالاضافة إلى ما ذكرته مصادر إسرائيلية اليوم أن الجندي الذي صدر بحقه أمر توقيف في البرازيل بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب في غزة فر قبل اعتقاله وسيعود إلى إسرائيل قريبا، في حين وجهت أمهات لجنود إسرائيليين رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي للتحذير من مواجهة الجنود خطر المحاكم الدولية.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن أحد أفراد أسرة الجندي أنه تمكن من الفرار من البرازيل بمجرد أن أدرك أنه سيتم استجوابه، وأوضح أنهم على اتصال به لكنهم يفضلون عدم الكشف عن الوجهة التي فر إليها وتوقع عودته لإسرائيل قريبا.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية في نبأ عاجل لها إن لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي ستعقد نقاشًا بشأن حماية الجنود والضباط من الملاحقة القضائية في دول العالم، وذلك وفقًا لفضائية القاهرة الإخبارية .
فشل سياسي لحكومة غير مسؤولة
من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن "اضطرار جندي إسرائيلي للفرار من البرازيل لتجنب القبض عليه لأنه قاتل بغزة فشل سياسي هائل لحكومة غير مسؤولة"، وتساءل "كيف وصلنا إلى أن الفلسطينيين أفضل من الحكومة الإسرائيلية على الساحة الدولية؟".
واعتبر أن الجنود لا يجب أن يخافوا من السفر للخارج خوفا من الاعتقال، وقال إن الحادث كان يمكن تجنبه لو تم "تشكيل لجنة تحقيق رسمية تحمينا قانونيا من جهة، وتفعيل نظام دعاية فعال ومنسق من جهة أخرى".
أمهات الجنود يصرخن في وجه نتنياهو
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن منظمة "أم يقظة"، التي تجمع أمهات الجنود قالت في رسالتها لنتنياهو وهاليفي إنه "على الرغم من التحذيرات المتكررة من الخطر القانوني الذي يواجه الجنود من المحاكم الدولية، فإن الحكومة لم تتخذ خطوات كافية لحمايتهم، وأضافت "لقد دفنت الحكومة الإسرائيلية رأسها في الرمال وسمحت لدوامة الفوضى التي أثارها وزراؤها المتطرفون بالخروج عن السيطرة".
وأضافت "في غياب سياسة واضحة وأهداف محددة وضعتها الحكومة، يجد الجيش الإسرائيلي نفسه يقاتل لمدة 15 شهرا دون أهداف أو إستراتيجية واضحة.. النتيجة هي حرب طويلة ومرهقة تستنزف جنود الجيش الإسرائيلي وتسمح للفكر المتطرف بالتغلغل داخل الجيش".
وجاءت رسالة الأمهات بعدما أمرت المحكمة الفدرالية بالبرازيل بالتحقيق مع الجندي الإسرائيلي بموجب شكوى قدمتها منظمة "هند رجب" الحقوقية التي تعمل على محاكمة الجنود الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم.
واتهمت الشكوى الجندي بـ"المشاركة في هدم أحياء مدنية كاملة في غزة خلال حملة ممنهجة، وهذه الأفعال جزء من جهد أوسع لفرض ظروف معيشية غير محتملة للمدنيين الفلسطينيين، كما تشكل إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي".
وقالت منظمة "هند رجب" في الشكوى التي تضم أكثر من 500 صفحة، إن لديها أدلة على الأفعال التي ارتكبها الجندي الإسرائيلي، وأوضحت أنه تم جمع الأدلة من خلال "معلومات استخباراتية من مصادر مفتوحة".